كلمة الميثاق -
يهل علينا شهر رمضان الفضيل بإطلالته الكريمة المباركة هذا العام واليمن والأمة العربية يعيشون ظروفا وأوضاعا سياسية واقتصادية وأمنية سيئة وللخروج منها تستوجب من شعوبها الاستفادة من هذه المناسبة الدينية العظيمة للتأمل والتفكير في الأسباب والعوامل لما نحن فيه من انقسامات وصراعات وعنف وإرهاب وصلت إلي حد سفك دماء بعضنا البعض وتدمير وتخريب أوطاننا بأيدينا تحت شعارات يدعي من يرفعها زورا وبهتانا انه يمثل الإسلام الصحيح في حين أن ديننا الحنيف براء من كل ما يقومون به بل وان هؤلاء هم اشد أعدائه تشويها لجوهره ومبادئه وقيمه التي في معانيها ومضامينها تجسيدا للعدل والخير والمحبة والرحمة والتسامح ليس فقط للمسلمين وإنما للبشرية جمعاء.
وفي هذا السياق قد نكون في اليمن بلد الحكمة والإيمان الأقل سوءاً لكننا لسنا محصنين من الانحدار إلى مستوى ما تعانيه بعض من الدول العربية والإسلامية مع فارق أن الفرصة ما زالت أمامنا متاحة للحيلولة دون السقوط في الصراعات وفرض الإرادات عبر الإرهاب ووسائل العنف المسلح الذي يصر عليها حاملو المشاريع الصغيرة مدفوعين بأوهام مصلحية حزبية وجهوية وقبلية وطائفية ومذهبية أنانية ضيقة الانزلاق إليها خسرانا لديننا، وبالتالي لدنيانا وآخرتنا لاسيما بعد ان أرشدنا إيمان وحكمة الخيرين الحريصين على اليمن ووحدته وأمنه واستقراره يتقدمهم الزعيم علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام إلي طريق الحق والصواب والمعبر عنه في الاستعداد والقبول بتقديم التنازلات من اجل وطننا وشعبنا ومستقبل أجياله بغية الوصول إلي قواسم مشتركة تفضي بنا إلي حلول وسط تجلت في ما حققناه في مسار التسوية السياسية وفقاً للمبادرة الخليجية ومؤتمر الحوار الوطني.
المفترض أن نكون قد انتقلنا في هذه العملية السياسية المثمرة إلي تنفيذ مخرجات الحوار لا السعي إلى ما يعيدنا إلي المربع الأول ونقطة الصفر بعد أن أصبحت سفينة اليمن قاب قوسين من الوصول إلي بر الأمان.
وهنا ندعو الجميع في هذا الوطن وخاصة أولئك المتمترسين خلف أجندة مشاريعهم الصغيرة ان يجعلوا من شهر الرحمة والغفران والعتق من النار مناسبة لمراجعة الذات بالتعاطي الصادق مع قضايا الوطن والأمة بروح تصالحية تسامحية متجردة من مطامع النفس الأمارة بالسوء بغسلها من أدرانها وأحقادها من ذنوبها وآثامها ..
نأمل أن يكون رمضان المبارك انقطاع الى الله فلا دمارا ولا خرابا ولا إرهابا ولا سفكا لدماء الأبرياء.. فليكن شهر العطاء والإحسان والرحمة والسكينة والوئام.