مطهر الأشموري -
الإخوان وقد وقعوا على المبادرة الخليجية مع الأطراف الأخرى وبعد مشاركتهم في تشكيل حكومة الوفاق وانتخاب الرئيس التوافقي لم يتركوا الرئيس المنتخب يمارس صلاحياته بما يراها واقعية وأنسب للواقع.
وسيظل التاريخ يذكر أنه وخلال عهده فالإخوان ظلوا يشنون حروبهم في المدن كما تعز ومحاصرة معسكرات كما معسكر جبل الصمع ليفرضوا تغيير قائد الحرس الجمهوري أحمد علي عبدالله صالح ويفرضوا البديل الذي يريدون.
وبالمقابل فقائد الحرس لم يكن يرفض التغيير أو يمانع أو يشترط كما القشيبي وعلي محسن ولكنه خرج حين صدور قرار ممن له هذه الصلاحية..
حين يصل الرئيس المنتخب توافقياً إلى اللواء علي محسن في التغيير فبشروط علي محسن والإخوان في البديل حتى أن هذا التغيير وبعد سنوات حتى الآن كأنه لم يكن.
تغيير قائد اللواء 310 في عمران «القشيبي» تحول إلى عروض عدة ومتعددة تعرض على الجنرال علي محسن والإخوان وآخرها عروض ثلاثة ولكنها رفضت، فهل الذي يهمنا ويعنينا كيف ترفض قرارات للرئيس تساندها إرادة الشعب أم معرفة لماذا يرفض الإخوان تحديداً تنفيذ أي قرارات للرئيس كما يريدون؟
كيف للإخوان في ظل حروبهم ضد الجيش ومعهم القاعدة منذ عام 2011م حتى الآن ثم في ظل هذا التعامل المتطرف الفظ في رفض تنفيذ قرارات الرئيس أن يطالبوا بأن يحارب الجيش معهم وضد أي خصم كان لهم؟
إذا القاعدة استهدفت وزير الدفاع بست عمليات نوعية نجا منها بأعجوبة استثنائية وغريبة وذلك ما توجه باستهداف وزارة الدفاع والرئيس، فهل للقاعدة علاقة بهذا الصلف الإخواني استهتاراً بشرعية قرارات جمهورية وبالشعب وإرادته؟
هذا السؤال لم يعد للاستهداف أو من باب استفزاز كما يتصور البعض لأني ولأسبابي لا أحبذ ذلك ولكن هذا يجعلني أفكر دائماً بمحاولة ما وراء هذا الصلف والتصلب الإخواني تجاه إرادة الشعب وبعد طول عناء لم أصل إلى ما يقنعني حتى بأي حد أدنى وبما قد يبرر به بين ما يطرح حتى لو لم يقنع.
الذي يؤكد ابتعادي عن الاستهداف أو الاستفزاز هو أن أطلب من أي كان أن يقدم بالحد الأدنى ما يقنع حول ووراء موقف الإخوان غير الربط بالقاعدة.
حين يقرر الرئيس أو يصدر قراراً جمهورياً بتحويل مقر الفرقة الأولى إلى حديقة عامة أو بتغيير قائد لواء عسكري وترفض قراراته أو لا يستطيع تنفيذ إرادته التي هي تمثل شعباً ووطناً، فهل المشكلة هي في رفض تنفيذ قرارات وعدم الامتثال أو الاحترام لإرادة الشعب؟ أم المشكلة هي في العجز عن فرض هذا التنفيذ والامتثال لإرادة الشعب والوطن ومن أي طرف متطرف؟
هل فعلاً الإخوان هم من مارسوا حماية الرئيس كما قيل وطلبوا منه ألا يزور مستشفى الدفاع وفي الوقت المحدد سلفاً وفي ذات الوقت، وبالمقابل يتراءى أمامي مشاهد وزير الدفاع والموت يلاحقه إلى كل مكان وإلى كل منطقة ومدينة نتيجة رفع الحماية الإخوانية عنه.
الذي يجعلني أصدق وأسلّم بمستوى جنون انتابني في هذا التفكير أو شروده كتفكير تقديم تفسيرات ومبررات يقبلها العقل لأحداث وتموضع الإخوان ولماذا يصبح «قشيبي عمران» الذي فقد بداهات شروط البقاء في الخدمة العسكرية قضية محورية وبهذه الهالة؟
إذا محطة 2001م أفضت إلى اجماع عالمي لم يحدث مثله على الحرب الدولية ضد الإرهاب ولم يكن لنظام أو بلد أو طرف رفض هذه الحرب أو تحويلها إلى وجهة أخرى والإخوان في اليمن كانوا الاستثناء في العالم لفرضها كحروب في صعدة على الرئيس السابق وعلى الواقع.. إذا لم تعرف سر هذا الاستثناء العالمي وفي ظل الرئيس السابق فكيف لنا الوصول إليه الآن، وإذا كنا في ظل حروب صعدة لم نستطع أن نمتلك جرأة طرح مثل هذه الأسئلة والتساؤلات فمن المعيب ربطاً بذلك رمي كل المسئولية على الرئيس التوافقي.
إن تجددت وتفجرت الصراعات بعمران وبعد محاولات الرئيس لحل المشكلة سلمياً وتقديم ثلاثة عروض أو أكثر رفضها جميعاً القشيبي وعلي محسن والإخوان فإن على الإخوان الاحتفاظ بسقف حياء يمنعهم من المطالبة واستجداء أن يحارب الجيش معهم خاصة والإخوان الذين لم يعطوا وزير الدفاع غطاء حمايته من القاعدة مارسوا التواطؤ وتمهيد الأرضية والقيام بالأدوار النوعية والمساعدة لإنجاح عمليات وحروب القاعدة ضد الجيش.
إذا الإخوان باتوا من محطة 2011م الأمريكية محميات أمريكية قاعدية مشتركة فالجيش ليس حامية للإخوان ولا محمية ويلعبون بها مع القاعدة ضد الحوثية.
إذا أصبحنا في عجز كقيادة وشعب أن نلزم الإخوان بمشروعية القيادة وإرادة الشعب فإننا نستطيع رفض عبث الإخوان بالجيش كما عبثوا بالواقع والشعب وبالإرادة الشعبية.
الإخوان بهذا الرفض هم من يفجر الأوضاع التي كانت هدأت بعمران وهم وحدهم من يحمل وسيحمل كامل المسئولية بإعادة اشعالها من جديد..