فيصل الصوفي -
المبعوث الدولي إلى اليمن جمال بنعمر أشار لأول مرة إلى طرفي الحرب في عمران، وهما الحوثيون وحزب الإصلاح، وذلك في تقريره الأخير الذي قدمه لجلسة مجلس الأمن الدولي الجمعة الماضية، بعد أن كان بنعمر يسمي أحد طرفي الحرب من قبل، وهو الحوثيون.. ويبدو أن الوقائع على الأرض، ولقاءاته مع الرئيس، والحوثيين، والإصلاحيين، وأطراف أخرى، إضافة إلى معلومات يحصل عليها من فريقه المساعد الذي يرصد مجريات أحداث العنف وأطرافها، إضافة إلى الحقيقة المشهورة وهي أن الإصلاح سيطر على أسلحة معسكرات في الجوف ومحافظة صنعاء والبيضاء ويافع، وغيرها..
كل هذه أجبرته (جمال بنعمر) على الاعتراف بأن حزب الإصلاح وشركاءه القبليين والعسكريين "مجموعات مسلحة".
لقد ذكر بن عمر أنه أحاط مجلس الأمن بتطورات الوضع في عمران، حيث يتقاتل الحوثيون، ومجموعات مسلحة أخرى (في إشارة إلى حزب الإصلاح وشركائه القبليين والعسكريين)، وأنه أطلع المجلس على بعض العوامل التي قد تؤثر سلباً على العملية الانتقالية، كما أكد للمجلس الحاجة إلى مسار سياسي في الشمال يجعل الهدنة بين الحوثيين والمجموعات المسلحة الأخرى (في إشارة إلى حزب الإصلاح وشركائه القبليين والعسكريين)، مستديمة، وهذا المسار السياسي، يضع خطة سلام عبر مفاوضات مباشرة بين الحوثيين والإصلاح، وأكد للمجلس ضرورة نزع واستعادة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة من كافة الأطراف والجماعات والأحزاب والأفراد التي نهبت، أو تم الاستيلاء عليها، وهي ملك للدولة على المستوى الوطني، وفي وقت زمني محدد وموحد.. وقد ربط بنعمر بين حروب الحوثيين وحزب الإصلاح في الشمال، وبين ما يحدث في الجنوب، حيث قال إنه سلط الضوء على الوضع في الجنوب، وتطرق إلى أن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية ما يزال يشكل تهديداً جدياً وخطيراً جداً..
وقد أشرنا في وقت سابق إلى أن إشعال الحرب في عمران كان مقصوداً من قبل طرف معروف، بهدف إشغال الرئيس في معركة إضافية تشغله عن مواصلة الحرب على الإرهاب، وقد أكد رئيس الجمهورية ذلك أثناء لقائه الوزير البريطاني آلن دنكن، عندما قال:
إن "مشاغل" كثيرة هنا وهناك، حولت الاهتمام بعيداً عن محاربة الإرهاب في أبين وشبوة، وتسببت في عدم استكمال هذه المهمة.. كما أن إشارة المبعوث الأممي إلى حزب الإصلاح بوصفه أحد طرفي الحرب في الشمال، يدعمها قول الرئيس بأن هناك اتفاقات مبرمة بشأن الحرب في محافظة عمران، وعلى "جميع الأطراف" الالتزام بها، وإن ما جرى ويجري في محافظة عمران من تحركات ومواجهات تقوم بها أطراف الحرب لا بد من الوقوف أمامها بحزم ولا يجوز توسيع المواجهة.