محمد أنعم -
الخارطة الحزبية اليمنية اصبحت تترهل بشكل مخيف، فبعضها دخلت مرحلة الشيخوخة والخرف والآخرى تعاني من مرض الزهايمر وبعضها حكمت على نفسها بالموت..
بعيداً عن الاشارة إلى التسميات التي لا تحتاج لذلك لأن الشارع اليمني له ذاكرة قادرة على تحديد الأحزاب التي تحتضر وتحفر قبورها بأيديها، فالأحزاب إذا لم ترفد بدماء جديدة تتحول قياداتها إلى كهنة ومقراتها إلى أديرة أو حوزات..
إن الأوضاع الصعبة التي تعيشها اليمن هي التي ستقضي على الكثير من الأحزاب وتسقطها من اهتمامات وقلوب الجماهير لأنها تخلت عن الشعب في أشد اللحظات وانسحبت من المعارك الوطنية لتجلس على كراسي المتفرجين..
إن الأحداث الدامية في عمران وما يتعرض له المواطنون الأبرياء من حرب إبادة بشعة قد جعلت الأحزاب والتنظيمات السياسية في وضع صعب جداً قبلت فيه ان تجازف بمستقبلها وقد تواجه نفس تراجيديا ضحايا عمران..
♢ صمت الأحزاب عن حرب ونزيف دماء وتدمير مقومات الدولة لايمكن تبريره للشارع الذي يشعر ان هذه الأحزاب تتاجر بدمائه ولقمة عيشه وانها غير جديرة لقيادة تطلعات الجماهير لبناء المستقبل..
♢ عندما تتحول الأحزاب إلى مجرد وعاظ ومقراتها إلى أديرة، وبرامجها إلى شعارات تضليلية، فمعنى ذلك انها لم تعد قوى وطنية تناضل من أجل بناء الوطن وتقدمه وازدهاره..
ليس من مهام الأحزاب ان تصدر بيانات وتخلد إلى النوم.. أو تترك الوطن فريسة لقوى الظلام والدمار ولا تتقدم الصفوف لحماية الوطن والشعب والدفاع عن مصالحه العليا..
الكارثة ان معظم الأحزاب مشاركة في السلطة ومع ذلك تعتقد ان من السياسة التخلي عن الشعب ليُقتل ويشرد ويواجه البطالة والفقر والجوع والأمراض وانعدام الخدمات الأساسية..
ترى ما هي المهام النضالية التي تخوضها هذه الأحزاب..؟
بكل تأكيد أن الأحزاب التي تدافع عن مصالح الوطن العليا ولا تتخلى عن شعبها وحدها هي التي تُخلد!!