مطهر الأشموري -
الرئيس علي عبدالله صالح أو الرئيس عبد ربه منصور هادي من حقه كرئيس أن يتعامل مع قضايا واجندة واختيار الأنسب للتعامل معها.
من الذي يمارس الخيانة تجاه الجيش ووزير الدفاع والوطن؟
فبغض النظر عما قيل أو يقال فحروب صعدة قد تكون الأنسب حينها من الحرب ضد القاعدة من وضع وتموضع تلك الفترة وما كانت سلبية أو سالبة كنتائج ومعطيات تلك الحرب فلا أحد يستطيع انكار انها خدمت التوازن في الواقع بعد تفعيل محطة2011م التي دفعت الاخوان الى «عنترية» و«طرزانية» لم تكن تتوقع ولا يستطيع الواقع احتمالها.
خلال حروب صعدة باتت معارضة الاخوان والمشترك تركز على انها حروب تشعل او تهدأ بتلفون وكان المقصود الرئيس السابق علي عبدالله صالح.. فإذا الرئيس عبدربه منصور هادي لم يعد يستطع اشعالاً أو اسكاتا لحرب بالتلفون فهو لايمكن السير الى قرار حرب غير محسوب في سقفه أو نتائجه ومعطياته وفوق الاشعال أو الاسكات بالهاتف .
إذا الاخوان مثلوا أثقل تفعيل محطة2011م وساروا في انقلاب سياسي وعسكري معا كطرف فإنه يفترض أن يكونوا أول وأكثر طرف استوعب المتغير داخليا وخارجيا والمختزل في مخرجات الحوار الوطني يجعل قرارا للسير كما في حروب صعدة أقرب للمستحيل ويمثل انتحارا سياسيا وواقعيا لأي رئيس يتخذه او يسير فيه.
فإذا الاخوان هم من هزم الشيوعية في حروب المناطق الوسطى كما يزعمون وهم من قضى على الطرف والتطرف اليساري في حرب 1994م فماذا يكون الحوثي او «انصارالله» ليجهض عليه الاخوان كطرف.
الرئيس عبد ربه منصور هادي يتردد انه دعم مادياً الإخوان في حروب أرحب وحاشد ضد «انصارالله» فإنما لانه يدرك تمام الادراك انه باتت كالاستحالة تكرار قرار حروب صعدة وذلك بأقل المعايير لن يصبح أقل من حرب أهلية لا يريد دفع الواقع اليها ولا أن يتحمل مسؤوليتها .
الاخوان كطرف يفترض أن يفكر مدى واقعيه أو عدم واقعيه خطوة أو قرار قبل أن يضغط على رئيس سابق أو لاحق ليسير في حرب من أجل الاخوان.
الاخوان ضغطوا على الرئيس السابق لاقتحام عدن في صراع 1986م كما ضغطوا بعد ذلك للاعتراف بحكومة «طالبان» في افغانستان ولكن ظل يرفض من تقديره للنتائج وماسيتحمله من مسؤلية.
وان صح ما قيل بدعم الرئيس هادي لطرف ففي ذلك انحياز لهذا الطرف وبالتالي فالمشكلة لم تعد في أن يقبل او يرفض السير في قرار حرب كما يريد الاخوان بل المشكلة باتت في عدم القدرة على اتخاذ قرار حرب في ظل أوضاع وظروف متغيرة وفي ظل واقع متغير وبالتالي فأي رئيس كان لايمكن ان يقبل او يسير في قرار يدمر البلد من أجل الاخوان او لنيل رضاهم.
لم تتحدث الرئاسة ولا وزارة الدفاع عن خيانة او خونة في وضوح الكيفية والاليه التى نفذت بها القاعدة عمليتها في وزارة الدفاع. وحين صدر تصريح احد سكرتارية الرئيس بانه كان المستهدف من القاعدة بهذه العملية فالاخوان تصدوا وردوا باسم القاعدة نفي أن تكون عمليتها استهدفت الرئيس وحسب المباشرة في هذا السياق فالاخوان مع استهداف مابعد الرئيس كجيش وشعب.
كل موظفي وزارة الدفاع ومن يعملون في دوائرها يتحدثون بوضوح عن خيانة مثلت الدور الأهم لانجاح عملية القاعدة وذلك ما يؤكده المتابع العادي من أبناء الشعب ومع ذلك فوزير الدفاع ترفع عن تنصيص أو ايحاء لما بات أبناء الشعب يتحدثون عنه بالوضوح والمباشرة.
اذا وزير الدفاع يمثل مشكلة للاخوان لانه رفض الزج بالجيش في حروبهم ومن أجلهم فذلك جايز ومن مرجعية العلاقة بينهما وقد يكون من فرضية انتماء للاخوان لا نعرفه أو سير في صفقات لاعلم لنا ولامعلومة عنها.
وحتى مع ذلك أو لو كانت امورا لا نعرفها كذلك فقرارات الحروب لا تقاس إلا بالشعبية والواقعية والوطنية والواقع العام ثم واقع الجيش بعد تفعيل محطة2011م والهيكلة التي مثلت اضافة في تدميره وتمزيقه تجعل مثل هذا القرار محرما ومجرما وطنيا وواقعيا فأي ""جنون""في اصرار الاخوان على هذا التفعيل في حين لم يعد مثل ذلك بوضوح غير تدمير الوطن واحالته الى أكوام دمار وانهار دماء.
ربما بات الاخوان يصوغون واقعياً حقهم فيه تمنح صكوك الغفران وحق احالة الناس الى جنة الفردوس او جحيم النار وربطا بذلك فهم من يمارس التكفير ومن يمنح صك التوبه والغفران كما الكنائس في العصور الوسطى ولكن الاخوان لا يؤمنون بالاوطان بل بمرجعية التنظيم الدولي للاخوان.. فكيف وهم الذين لا صلة لهم بالوطنية والاوطان غير السكن والاستعمال يتكلمون عن خيانة من فهم الوطنية أو من مفهوم وطني؟
ماذا بعد هذا الجنون الاخواني من جنون أو مجون؟