علي عمر الصيعري -
تتواصل اصداء المصالحة التي اطلقتها قيادات حزب «الإصلاح» مؤخراً كمشروع موجه للمؤتمر الشعبي العام بعد أن احست بقرب سقوط حزبها سياسياً وجماهيرياً بعد مضي ثلاث سنوات ونيف من ركوبه موجة احداث الفتنة والانقلاب الفاشل الذي كاد أن يودي بالبلاد والعباد .وتنساق هذه الأصداء في مسارين الأول مسار حمائم الإصلاح والثاني صقوره . وآخر ما وصلنا من مواقف الفريق الأول تصريح للبرلماني «عبدالله العديني « القيادي في جماعة الاخوان المسلمين في اليمن أكد فيه- في معرض اجاباته عن اسئلة مقابلة صحفية- بالقول « إن المصالحة مع المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبدالله صالح واجب شرعي خصوصاً في ظل الظروف الحرجة التي تمر بها اليمن وهي مصلحة كبرى لدفع مفسدة أكبر».. وهو هنا محق في ذلك بالنسبة لما يتعلق بحزبه والمآل الذي ينتظره في حال ظلت صقوره تستمرئ المناكفة والكيد السياسي على الرغم من ادراكها أن حزبها على مشارف هاوية لن تقوم له قائمة لو سقط فيها.
وفي محاولة يائسة يعمد الفريق الثاني وهم الصقور إلى المراهنة على شق صفوف المؤتمر وإضعافه ومن ثم إملاء شروط المصالحة عليه وذلك بمغازلة ما يطلقون عليهم «المؤتمريين الشرفاء» أو«وطنيي المؤتمر» وما إلى ذلك من تسميات.. متجاهلين أن من يسمونهم بذلك قد انسحبوا منه في بداية أزمة 2011م والبعض من هؤلاء أسسوا لهم ما يسمى بكيان « الأحرار « ونالوا حظهم في حكومة الوفاق والبعض الآخر التزم الصمت وبدأ يفكر في العودة إلى السرب بعد أن عرف معدن حزبه المؤتمر وتماسك زعيمه واتساع رقعة شعبيته في الوسط الشعبي والسياسي .
فإلى هؤلاء «الصقور» ــ وما هم بصقور في الواقع ــ نقول: إن المؤتمر الشعبي العام ليس في عجلة من أمره ليهرول لمصالحتهم بعد أن تخلى عنهم شركاؤهم وعرابوهم في الخليج العربي والمحفل الدولي.. وبوجيز العبارة نقول لهم لا تصالح مع من تآمر علينا وارتكب مجازر فينا وعبث بمنجزات الوحدة ونهب ثروات الوطن .وإن تمادوا في غيهم فلا مناص من أن نوجه لهم قول الشاعر «أمل دنقل» مخاطبين زعيمنا القائد الفذ:
(لا تصالحْ!
..ولومنحوك الذهب
أترى حين أفقأ عينيك
ثم أثبت جوهرتين مكانهما..
هل ترى..؟
هي أشياء لا تشترى..:
* * *
لا تصالح
ولوناشدتك القبيلة
باسم حزن «الجليلة»
أن تسوق الدهاءَ
وتُبدي - لمن قصدوك - القبول
سيقولون:
ها أنت تطلب ثأرًا يطول
فخذ - الآن - ما تستطيع:
قليلاً من الحق..
في هذه السنوات القليلة
إنه ليس ثأرك وحدك،
لكنه ثأر جيلٍ فجيل).
فهل يفهون هذه الرسالة جيداً؟ نأمل ذلك!!