لقاء/ عبدالولي المذابي - على الرغم من أنها من أسرة لاتمتهن التجارة إلاَّ أنها حققت نجاحاً كبيراً في غضون 4 سنوات في مجال التجارة وأعمال المقاولات.
وتمكنت من مواجهة الصعاب الكبيرة التي اعترضت طريقها بدءاً بممانعة الأسرة ومروراً بالنظرة الدونية التي يبديها البعض تجاه عمل المرأة، فما بالك عندما تكون المرأة تريد تخطّي الحدود ودخول المنافسة مع الكبار.
❊ تقول رحاب حسن الحوثي »30 سنة«:
خططت لحياتي بالشكل الذي أريد وقررت دخول مجال العمل التجاري بقوة ولم يكن لدي رأس مال يُذكر، وبدأت بمحاولة طموحة وهي الحصول على توكيل لسلعة عالمية في اليمن وقد وفقني الله ونجحت في انتزاع توكيل شركة (جوثن) العالمية للدهانات وتخصصت في الدهانات والعوازل النفطية وكافة أنواع العوازل.
❊ وعن تقييمها للحقوق التي حصلت عليها المرأة في اليمن تقول رحاب:
أنا اعتبر عهد الرئىس علي عبدالله صالح حفظه الله هو عهد نهضة المرأة اليمنية، وكانت توجيهاته بمثابة الضوء الغامر الذي أنار طريق المرأة إلى المستقبل واقتحام مجالات العلم والعمل والاسهام في النهضة الشاملة..
وكان الرئىس دوماً داعماً ومنادياً بضرورة إفساح المجال للمرأة لكي تشارك بفعالية في بناء المجتمع، ومن أجل ذلك قدم لها كل سبل الرعاية والمساندة وقد استقوت المرأة بذلك الدعم الذي قدمه الرئىس.
ولكن إجمالاً استطيع القول إنه للأسف هناك بعض المسئولين لم يتسنَ لهم فهم توجيهات الرئىس والبعض لايريد ان تتواجد المرأة في ميدان العمل.
الكثيرون يرفعون الشعارات التي ينادي بها الرئىس لدعم المرأة ولكن القلة فقط هم الذين نلقى منهم الدعم والاحترام، والكثير يعتبرون دخول المرأة في مجال التجارة جديداً عليهم ولايتقبلونه بسهولة، ربما بسبب قلة الوعي لديهم، ويفترض أن تعمل مؤسسات المجتمع المدني على رفع مستوى الوعي في المجتمع بضرورة قبول المرأة، والتخلص من النظرة الاجتماعية القاصرة تجاهها.
❊ هل فكرتِ بالانضمام إلى تجمعات نسائية مثل مجلس سيدات الأعمال لكي تساهمي في رفع مستوى الوعي والانتصار لحقوق المرأة؟
- نعم فكرت ومازلت افكر في هذا الشأن لأهميته البالغة كون هذا الاطار الذي يضم كل سيدات الأعمال يعد الاطار الأفضل في التعبير عن هموم المرأة وتطلعاتها وهو الاكفأ في العمل على تذليلها العقبات التي تعرقل مسيرتها ودورها في الدفع بعجلة التنمية الاقتصادية كشريك اساسي وخصوصاً عندما تكون هذه العقبات لاتمت الى كفاءة المرأة وقدرتها وملاءتها المالية بأي صلة بل تزرع مثل هذه العراقيل، لا لشيء وانما لكونها امرأة لايمكن الثقة بها حتى وان قدمت عروضاً أفضل ولايمكن ان تنافسها عروض زملاء مهنتها من الرجال لا من حيث السعر ولا الجودة ولا الالتزام بما يفرض من شروط الى أخرى ذلك من العوامل التي يجب ان تقبل بعروضها ولكنها لا لشيء وانما لكونها تقدمه من امرأة ـكما اسلفت-.. ولذلك فإن اطار المرأة يضم سيدات الأعمال سيعمل على تعزيز المركز التنافسي لأنشطة سيدات الأعمال امام اخيها الرجل.. بالاضافة الى ان مجلس كهذا ستعمل على تفعيل دور المرأة مع اخيها الرجل في حل المشكلات التي يعاني منها الجميع.. فكيف لا افكر في هذا الموضوع ذي الأهمية البالغة.. وأنا وان كنت لم ألتفت الى هذا الشأن بعد فذلك لانشغالي عنه في الوقت الحاضر ولست عنه..
❊هل تعتقدين أنه لايوجد احترام للمرأة في المجتمع؟
- مجتمعنا اليمني مجتمع مسلم ولايمكن ان تخرج نظرته الى المرأة عن مقتضياته الاسلامية، ولكنا نعلم ان الاسلام أعطى المرأة حقوقاً كاملة مثل اخيها الرجل، وكان ينبغي ان يتمحور سؤالك حول هذا المعنى.. ولاشك ان هناك تطرفاً في بعض وجهات النظر التي تحدد دائرة نشاطها بحيث لاتتجاوز منزلها إلاّ ان هذه النظرة تتلاشى بفعل الزمن وليس لمثل هذه النظرة ان لها تأثير سلبي على مسيرة المرأة كشريك اساسي لأخيها الرجل في كافة المجالات حين تتبوأ اصحاب مثل هذه النظرة مراكز اتخاذ القرار المباشر لنشاطها فإنهم في هذه الحالة يشكلون عائقاً أمامها.. وفي كل الاحوال فإننا على ثقة من الاخ الرئيس الرمز قد أحدثت في بلدنا نقلة نوعية في مجال مشاركة المرأة في مختلف الصعد واصبحت اليمن اليوم في مقدمة بلدان العالم الثالث التي أفسحت المجال أمام المرأة وفتحت لها الابواب في كل مجالات الحياة.. وقد رأى الجميع كم اظهرت المرأة من تفوق هائل سياسياً واجتماعياً واقتصادياً.. الخ.
مع الرجل أم المرأة
❊ أيهما تفضل المرأة العمل تحت إدارة رجل أم امرأة مثلها؟
- لا فرق طالما هناك أصول إدارة سليمة، وأنا شخصياً أنحاز للمرأة، وأحب العمل معها، مع أن لديّ أكثر من 300 عامل من الذكور غير الموظفين في المكتب.
وانحيازي للمرأة لايعني أن أقبل منها عملاً سيئاً على حساب عمل ممتاز من الرجل، ولدي مهندسون ومهندسات يعملون لحسابي، الإدارة المالية امرأة والحسابات امرأة.
❊لماذا يتم حصر المرأة في أعمال معينة مثل الأعمال الإدارية والسكرتارية والطب وهي لاتمثل أكثر من ربع الأعمال التي يقوم بها الرجل في حين أن ألد أعداء المرأة قد وصفها بأنها نصف المجتمع.. فكيف تقبل على نفسها أن تكون ربع المجتمع؟
- الظروف فرضت على المرأة العمل في هذه المجالات، وهي فقط المسموح لها العمل فيها، وكما تعلم بأننا مازلنا متأثرين بالعهد الإمامي المتخلف الذي غيَّب دور المرأة وألغى فعاليتها في النهوض بالمجتمع.
ولكن الأمر يختلف باختلاف الثقافة في المجتمع، وعلى سبيل المثال كنت في رحلة عمل ونزلت بأحد فنادق دبي ووجدت أن هناك مشكلة في حنفية الماء وطلبت احضار سباك لإصلاحها ففوجئت بأنهم أحضروا لي سباكة إماراتية قامت بإصلاحها.
النساء غيورات
❊هناك تقارير من اليابان تقول إن أكبر عائق أمام حصول المرأة على مناصب إدارية عليا عادةً ما تكون امرأة؟
- ابتسمت- وقالت: النساء غيورات فيما بينهن.. المرأة سيف ذو حدين والرجل كذلك.. وهناك تأخير في المعاملات مع الرجال وأجد صعوبة في التعامل مع الرجل، ومع ذلك لو قلت لي إن معاملتي لدى امرأة لرفضت وفضَّلت التعامل مع الرجل »تشتغل عندي نعم.. لكن أتعامل معها لا« تضحك.. لأن هناك ضعفاً في الوعي لدى المرأة في كيفية تعاملها مع المرأة بشكل صحيح، نتيجة الغيرة فيما بين النساء، وهذا نتيجة قلة الوعي، وحدوث قفزات لم يسبقها خبرات كافية، كأن تعطي شخصاً كان يعمل في الحقل سيارة آخر موديل.. لاشك أنه سيسيئ استخدامها، وهذا ما أقصده.. أي أن المرأة تسيئ استخدام موقعها في التعامل مع امرأة أخرى بسبب تلك القفزات، وأنا أؤكد هنا أن الرجل والمجتمع ليسوا السبب في الإساءة للمرأة إلاَّ بما تسيئ هي إلى نفسها.
❊ في رأيكِ لماذا تكون نبرة الرجل أقل حدةً عندما يخاطب المرأة؟
- هناك عدة أسباب منها الشفقة والرحمة والبعض من باب الاحترام والقبيَلة والبعض من باب »مَرَة خطّيها« أي دعها تمر.
❊ هل تستطيع المرأة أن تتقمص شخصية المدير الحازم؟
- أكيد هي تستطيع ذلك.. على الأقل كي لايقول لي أحد الزبائن إذا أخطأ أحد الموظفين في تصميم معين، من باب التشفي هذه هي إدارة المرأة، ولذلك فأنا أحرص على أن أكون حازمة مع الموظفين لكي لاتقع أخطاء بسبب التساهل معهم.
دموعي عزيزة
❊ هل صحيح أن دموع المرأة كمسئولة تنسكب إلى الداخل؟
- اعتقد أن هذا الكلام صحيح تماماً.. أنا شخصياً لم يسبق لي أن بكيت وأظهرت دموعي أمام أي شخص لأنني اعتبر ذلك ضعفاً قد يقلل من شخصيتي أمام الآخرين.. دموعي عزيزة على نفسي.
❊ هل شعرتِ برغبة في البكاء وأنت في العمل؟
- نعم ولكنني تجاوزتها وكنت أكبر منها لأن البكاء ضعف والضعف توقف عن الطموح واستسلام للواقع المر، وهذا ما أحاول دائماً مواجهته بالتحدي والإصرار والعزيمة لأن لي هدفاً في الحياة.
❊ هل تعتبرين عمل المرأة غاية أم وسيلة لتحقيق أهداف مختلفة في الحياة؟
- بصراحة- أنا أجد العمل التجاري ممتعاً بالنسبة لي وحظيت بفرصة لمزاولته بما أمتلكه من الرغبة والتأهيل العلمي اللازم، ولا أزاوله من باب التكسب وتحقيق الربح المادي لأنني والحمد لله أستطيع أن أحصل على ما أريد من المال بدون العمل، كوني من أسرة ميسورة الحال وتستطيع توفير كافة احتياجاتي دون عناء، ولذلك عندما دخلت المجال التجاري لم أدخله من الأبواب الخلفية، بل دخلته من البوابات الكبيرة، دون أن أعتمد على أسرتي في التأهل لهذا العمل، ولم أكن أمتلك شيئاً عندما بدأت وقد وفقني الله وحققت في غضون أربع سنوات مالا يحلم به أي شخص ودخلت في منافسة مع أكبر الشركات.. واستطيع بفضل الله والاخلاص والدقة في العمل واحترام تعهداتي مع الزبائن أن أكسب سمعة طيبة أهلتني للحصول على أعمال كثيرة ومتواصلة، آخرها توفير الدهانات الخاصة بمشروع جامع الرئىس الصالح ومشروع مبنى وزارة الخارجية الجديد.
الإدارة في البيت
❊ هل تؤثر شخصيتكِ الإدارية على تعاملك مع أسرتك؟
- اعتقد أنني أم مثالية لطفلتي الوحيدة التي أسعى لإسعادها بكل ما أوتيت من قوة وأنا منفصلة حالياً، لذا لا استطيع أن أتحدث عن التعامل مع الزوج، ولكن بشكل عام اعتقد أن المرأة يجب أن تختار بيتها أولاً وتقدمه على العمل لأن البيت والأسرة هي الثروة الحقيقية للإنسان، والتي تكسبه قيمته في الحياة وأولاده هم الامتداد الطبيعي له، ولذا فإنه يجب أن يحرص على أن يكون هذا الامتداد سوياً وليس فيه اعوجاج وهذا يتطلب منه الكثير من الرعاية للأبناء ومتابعة تربيتهم.
البيت أولاً
❊ لو تكررت تجربة الزواج وطلب منك الزوج التفرغ للبيت وتربية الأولاد أيهما تختارين.. البيت والأسرة أم العمل؟
- إذا شاء الله ورُزقت بزوج يعاملني باحترام وتقدير فسأضحي بعملي وكل النجاح الذي حققته من أجل أسرتي لأنها ستوفر لي الاستقرار الذي أنشده في الحياة..
وعموماً أنا خططت لحياتي العملية بشكل مدروس وسأتوقف عن العمل التجاري في سن الأربعين لأتفرغ لحياتي وفق برنامج جديد حددت معالمه بدقة.
|