احمد الرمعي - < رغم حالة الظنك وقلة ذات اليد والحيلة والوضع المعيشي المتردي الذي يعيشه المواطن اليمني إلا أنه تقبل برحابة صدر وإن كان ذلك على مضض الإجراءات التي اتخذتها الحكومة والمتمثلة في رفع الدعم عن المشتقات النفطية، والتي حسب أعضاء في الحكومة ستعود فائدتها على الاقتصاد الوطني وعلى المواطن نفسه إذا ما تم اتخاذ إجراءات مرافقة لرفع الدعم مثل زيادة الأجور والمرتبات والحد من استحواذ الفاسدين والمتنفذين على عائدات الدعم الذي تم رفعه.
وقطعاً إن ذلك لن يتأتى إلا بإزالة الأسباب التي أدت الى استحواذ الفاسدين والمتنفذين على الأموال التي كانت تذهب الى جيوب هذه القلة من الناس الذين لم يراعوا في الوطن والمواطن إلاً ولا ذمة.
ومعروف أن رفع الدعم عن المشتقات النفطية جاء باتفاق بين كافة القوى السياسية المشاركة في الحكومة.. إلا أن ما استغرب له محاولة بعض هذه الأحزاب التنصل من هذه الإجراءات عبر تصريحات لقيادات فيها أو عن طريق ما تنشره الوسائل الإعلامية التابعة لها أو المحسوبة عليها، وكل ذلك في محاولة تضليل المواطنين ودغدغة مشاعرهم لتحقيق مكاسب سياسية على حساب الوطن وشركائهم في العمل السياسي.
المواطن اليمني «خابزكم وعاجنكم» فلم تعد تنطلي عليه الكلمات الناعمة التي تطلقها بعض قيادات هذا الحزب أو ذاك، لذا فإنه يطالبكم جميعاً بالشفافية والصدق وتحمل المسؤولية والابتعاد عن المزايدات والمكايدات التي لم يعد لها سوق رائجة لدى المواطن وأصبحت بالنسبة له سلعة بائرة.. بل وقديمة أكل عليها الدهر وشرب، ودفنها اليمنيون وأقاموا عليها المآتم منذ زمن.
ورعى الله تلك الأيام التي كان الناس يصدقونكم فيها حين كنتم تحملون حبات البيض والطماط من جامع الى آخر وتعتلون المنابر وتخرجون الى الفيافي والقفار وتصرخون بصيحتكم المعهودة «الدولة أفقرت الناس وحولتهم الى معدمين ومتسولين» - ذلك عندما كنتم غير مشاركين في السلطة- أما اليوم فإن جميع الأحزاب تتحمل المسؤولية، ولا مناص لممثليها في أجهزة الدولة سوى الصدق مع الشعب وترك الهرطقات التي ما أنزل الله بها من سلطان.. فالجميع مسؤولون أمام الشعب اليمني الذي لم يعد يتحمل أي طيش من قبل أي حزب أو مسؤول.. ولا حل سوى جعل مصلحة الوطن والمواطن فوق كل المصالح سواء أكانت حزبية أو شخصية.. واعلموا أن المواطنين جميعاً رقباء عليكم لأنكم وجدتم لخدمة هذا الشعب والحفاظ على ثرواته لا لإهدارها والتصرف بها وكأنكم ورثتموها كابراً عن كابر.
ورحم الله المناضل دعبوش- الذي كنا نظنه مجنوناً وهو أعقل الناس- كان كلما سمع أحد قيادات الأحزاب ينتقد الوضع في البلد وهو يركب سيارة فارهة وتسير خلفه الحراسات المدججة بكافة أنواع الأسلحة.. كان يرد: «على غيري».. والله إنكم خراطين!؟
|