الميثاق نت - توفيق الشرعبي: -
< أكد الشيخ صالح المخلوس أمين عام المجلس المحلي بمحافظة عمران أن كافة القوى السياسية وأنصار الله متفهمون للوضع في المحافظة وقدموا رؤى مهمة للعمل المشترك الى جانب السلطة المحلية لتجاوز ما حدث وإعادة تطبيع الحياة.
وقال المخلوس في حوار مع »الميثاق«: نحن في السلطة المحلية رسمنا مع كافة القوى السياسية خطوطاً عريضة وقدمناها لمحافظ المحافظة الذي بدوره قام بتحويلها الى برنامج تنموي مستقبلي يشمل كافة مديريات المحافظة في مختلف مناحي الحياة.
وناشد الأمين العام لمحلي عمران الحكومة حشد الدعم والمنح والتمويل لترجمة توجيهات رئيس الجمهورية المناضل عبدربه منصور هادي - حفظه الله- المتعلقة بالوضع في عمران.
مشيراً الى أن السلطة المحلية تسلمت كافة المكاتب التنفيذية من أنصار الله ولم يتبقَ سوى بعض نقاط الحماية سيتم استلامها من قبل القوات العسكرية والأمنية التي ننتظر وصولها الى عمران وفقاً لتوجيهات الرئيس هادي لوزيري الدفاع والداخلية.
وقضايا أخرى تتعلق بعودة النازحين وإعادة الإعمار والمصالحة وغيرها في سياق الحوار التالي:
< حوار/ توفيق الشرعبي
< بداية نسألكم عن مصير توجيهات الرئيس أثناء زيارته مدينة عمران بخصوص ما حدث فيها؟
- نشكر صحيفة »الميثاق« التي تتابع مجريات الوضع في عمران منذ الوهلة الأولى للأحداث.. وللرد على سؤالك فزيارة الرئيس المناضل عبدربه منصور هادي --حفظه الله- إلى محافظة عمران جاءت مطمئنة لأبناء المحافظة وهدفت الزيارة لتطبيع الوضع واستيعاب كافة الرؤى في المعترك السياسي بما فيها رؤية أنصار الله والعمل بروح الفريق الواحد من أجل ترجمة توجيهات الرئيس.. وكل الرؤى تصب في صالح السلم الاجتماعي في عمران..
الرئيس وجه بسرعة اعمار ما تم تدميره وتشكيل وحدة تنفيذية لذلك، اضافةً إلى سرعة إغاثة المحافظة بمائة ألف حالة ضمان والمحافظ محمد صالح شملان يقوم بجهد كبير مع الوزارات المعنية لترجمة توجيهات الرئيس بأسرع وقت..
عمران تنتظر ترجمة التوجيهات بفارغ الصبر وقد تم تشكيل عدد من اللجان الرئيسية والفرعية لتسجيل وحصر النازحين وكذلك الاضرار، ولكن الهم الكبير في عمران ليس النزوح أو إعادة الإعمار وإنما إيجاد رؤية موحدة وعمل مشترك مع كل القوى والاطراف لحلحلة الوضع وتكاتف الجهود لايجاد مصالحة شاملة هدفها تطبيع الحياة وبناء المحافظة وتجاوز ما خلفه الصراع من نتوءات في أوساط المجتمع، وإزالة ما علق في النفوس والأذهان من أحقاد كي نتمكن في السلطة المحلية مع كافة الأحزاب وأيضاً أنصار الله لبث روح التسامح والعمل على إصلاح ما أفسده النزاع واغلاق كل الأبواب والأسباب التي أدت إلى ذلك الدمار..
نحن في عمران نسعى إلى أن تكون توجيهات الرئيس عبدربه منصور هادي محل اهتمام كل أبنائها- قيادات محلية وأحزاباً وشخصيات اجتماعية ومواطنين.
< أشرت إلى وجود رؤى سياسية متفاعلة جداً مع توجيهات الرئيس لإعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل الصراع.. ماذا عن رؤية أنصار الله؟
- أنصار الله متفاعلون جداً مع بلورة رؤية موحدة والعمل مع السلطة المحلية ومع أية لجان تشكل لإعادة تطبيع الحياة في عمران وتجاوز ما حدث..
هم متفهمون كثيراً للوضع الحرج الذي تعيشه عمران وأكثر استعداداً للعمل مع كافة الاطراف السياسية ومع السلطة المحلية لبنائها.
< هل هذا بالنسبة لكم في السلطة المحلية مؤشر لعدم تكرار ما حدث؟
- اعتقد جازماً أن ما حدث من حرب ودمار لن يتكرر في عمران- بإذن الله- لأن جميع الأطراف استوعبت حجم الكارثة التي خلفتها الحرب، الجميع بمن فيهم أنصار الله يسعون لتقديم صورة ايجابية تليق بعمران وما نأمله أن تلقى هذه الروح الوثابة لدى الجميع حظها بدعم كبير من قبل الدولة وثقتنا كبيرة بالقيادة السياسية ممثلة بالأخ المناضل عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية -حفظه الله- بأنه سيولي عمران اهتماماً خاصاً..
< شيخ صالح أنتم في السلطة المحلية اجتمعتم بقيادات كافة الاقطاب السياسية بالمحافظة بمن فيهم أنصار الله وهناك وسائل إعلامية حملت الاجتماع مزاعم كثيرة.. ما تعليقك؟
- الظرف الذي تعيشه محافظة عمران يفرض على السلطة المحلية أن تجتمع بالاطراف الفاعلة في المحافظة وتناقش معهم الوضع الذي تمر به وتداعيات ماحدث فيها..
وحقيقة وجدنا الجميع مستوعبين ما حدث ومتفهمين للوضع وجاهزين للعمل بروح الفريق الواحد.. ونحن في السلطة المحلية لا نمانع بل نرحب بالعمل مع كل الأطراف، نرحب بشراكة الإصلاح والمؤتمر وأنصار الله وغيرهم من الأحزاب والمستقلين، نرحب بالعمل وفقاً لرؤى سياسية وإدارية مشتركة وتنافسية.. وبالتأكيد أنه لايزال هناك إعلام يزيف الواقع.
< وهل أنتم واثقون بما تطرحه الاطراف خصوصاً أنصار الله باعتبارهم الطرف المسيطر حالياً؟
- نحن لا ندخل في النوايا ولا نحكم إلاّ على ما هو واقع أمامنا، فقد وجدناهم أكثر تفاعلاً مع الدولة، وكانوا سباقين في إبداء ذلك عندما دعوا الدولة لاستلام المحافظة.
< وهل تم استلام الدولة للمحافظة فعلاً؟
- نحن أكدنا في حوار سابق معكم أننا في السلطة المحلية لن نستلم المحافظة إلاّ تحت رعاية رئيس الجمهورية وهذا ما تم فعلاً خلال زيارة رئيس الجمهورية لها وأفاد بأنه سيكون هناك انسحاب كامل لأنصار الله من كل مؤسسات الدولة وهذا بدأ تنفيذه تدريجياً، وحالياً كافة المكاتب التنفيذية تحت سيطرة الدولة..
أكرر القول بأننا في السلطة المحلية ندعو أنصار الله وكل الأحزاب السياسية إلى الشراكة الحقيقية والفعلية والمضي بعمران إلى الأمام وبنائها من جديد وتقديم نموذج وطني رائع عبر كل القوى في المحافظة وعبر المحافظ محمد صالح شملان الذي يدير هذه العملية بنجاح..
ما يهمنا في السلطة المحلية هو المصالحة والمسامحة ونبذ العنف والتطرف في المواقف ونبذ كل الأسباب التي تقود إلى النزاع..
هناك شعور لدى الجميع بأن عمران هي الأبقى وأن أبناءها هم من يقيمون المواقف ويقدرون التضحيات..
إعادة الروح المعنوية إلى أبناء عمران قيادات ومواطنين كفيلة بإعادة إعمار وبناء عمران وجعلها من المحافظات الآمنة والمنافسة في التنمية والازدهار، وبهذا الصدد أكدنا على جميع المسئولين والإداريين في المحافظة والمديريات العودة لأعمالهم وممارسة مهامهم، وأكدنا خلال الاجتماع مع الاطراف السياسية على أنه لا ولن يتم أي عمل إلاّ عبر السلطات المحلية وبالشراكة المجتمعية والحزبية وكل الخيرين ويكون أي عمل بضمير حي..
< هل صحيح أن هناك نازحين لم يستطيعوا العودة إلى منازلهم بسبب تهديدات من أنصار الله؟
- ليس هناك تصريحات بعدم عودة زيد أو عمرو، وإذا كان وراء الكواليس ما وراءها فهذا سيتم مناقشته مع الأخ محافظ المحافظة ومع القيادات الحزبية والسياسية وأيضاً مع أنصار الله ضمن التصالح المجتمعي الذي يجب أن يكون في عمران..
وأناشد كل الأطراف التخلص تماماً من كل شيء أدى أو سيؤدي إلى العنف في هذه المرحلة، وأثق أن أنصار الله سيكونون أكثر تفهماً لهذه الاشكالية وسيقدمون الحلول مع غيرهم من الاطراف لحل أية صعوبات.
< هناك من يؤكد أن أنصار الله لايزالون يسيطرون على بعض بيوت ومنازل خصومهم في الصراع الذي حدث في عمران.. ألاّ تكون صحة هذه المعلومات مقدمة لمشاكل قادمة؟
- هذه اشكالية إن وجدت فلا أظن أن أنصار الله لن يتجاوزوها، هم بحاجة إلى أن يعكسوا نظرة في الواقع أنهم لم يقدموا إلى عمران كي يسطوا على المنازل أو يسيطروا على المؤسسات.. أعتقد أن أنصار الله أكثر حرصاً من غيرهم على عودة جميع النازحين وإعادة الأمور في عمران إلى طبيعتها والعمل بروح التشارك والتعايش مع الجميع..
وإذا كان هناك مشاكل أو حدثت مشكلة لأحد النازحين فالسلطة المحلية وعلى رأسها الأخ المحافظ وبمشاركة كافة القوى السياسية وأنصار الله سيعملون على حلها..
نحن في السلطة المحلية جاهزون لحل أية اشكالية ونثق أن الاطراف أيضاً جاهزة تماماً للتعاون معنا وتجاوز أي شيء من شأنه أن يعكر صفو التسامح والتصالح الذي يتحلى به الجميع..
أملنا أن أبناء عمران وكافة القوى السياسية قد وعوا تماماً أنه لم يعد صالحاً في هذا البلد العنف ولغة السلاح والتهديد..
< هل نستطيع القول إن محافظة عمران هي الآن بكل مؤسساتها ومكاتبها بيد الدولة وإنها هي من تدير الأمور في المحافظة كاملة؟
- وجود الدولة بكامل قواها سوف يضعنا أمام الأمر الواقع، ولهذا نؤكد أن القيادات العسكرية والأمنية لم تتوافر إلى الآن، وهذا شيء يسبب لنا بقاء بعض الأمور عالقة ومنها طرف لايزال ينتظر نزول الدولة لاستلام النقاط التي لاتزال تحت سيطرته وهي نقاط بسيطة تمثل طوق حماية كي لا يعود الأمر إلى ما سبق، وأنا هنا لا أبرر هذا لأنصار الله ولا أبرره لنفسي..
توجيهات رئيس الجمهورية واضحة بضرورة وجود الجيش والأمن وأيضاً الشرطة العسكرية لاستلام كافة المواقع، والتوجيهات الرئاسية كانت واضحة أيضاً بأن على وزارتي الدفاع والداخلية أن تسعيا جاهدة لتطبيع الأوضاع في عمران واستلام مكاتبها..
وهنا أناشد وزيري الدفاع والداخلية بسرعة ارسال قوات عسكرية وأمنية إلى عمران كي تنزع من أي طرفٍ كان مبررات بقائه هنا أو هناك..
ويظل تأكيدي الكبير بأن دعوة أنصار الله للدولة استلام المحافظة دعوة صادقة، ويجب على الدولة استلام كافة المواقع وفرض هيبتها لأن كل القوى السياسية تتطلع إلى محافظة آمنة مستقرة تحقق للمواطن ما يصبو إليه من تنمية وخدمات..
< ما الأولويات التي تتطلبها عمران ويجب البدء بها عاجلاً؟
- هناك مصفوفة طويلة من الأولويات الماثلة أمامنا والتي يعمل محافظ المحافظة على توفير ما يجعلنا نبدأ بالتنفيذ..
هناك خطوط عريضة رسمها المجلس المحلي مع القوى السياسية في المحافظة وقدمها للمحافظ الذي بدوره يعمل على تحويلها إلى خطط وبرامج تنموية مستقبلية في مختلف المجالات ومناحي الحياة من تعليم وصحة وطرقات وكهرباء ومياه وأمن وغيرها من المجالات..
المصفوفة كبيرة وهي قصيرة الأجل وستكون مُرضية تماماً لأبناء عمران.. والتوجيهات الرئاسية للحكومة واضحة لسرعة ترجمتها على الواقع وهذا ما نتمناه من الحكومة أن تحشد له الدعم والمنح والبرامج والتمويل..
هممنا جميعاً عالية لتنفيذ المصفوفة على مستوى مركز المحافظة والمديريات، وطموحنا أيضاً كبير للملمة الشتات وحلحلة ما خلفه النافذون من »الاخوان المسلمين« من غياب للخدمات، ولن يكون ذلك إلاّ بشراكة كل القوى والفعاليات في عمران..
وليكن شعارنا »التنمية المستدامة في عمران«..
< كلمة أخيرة..
- نتمنى من الذين لايزالون يعشعشون في أنفاق الظلام أن يخرجوا إلى النور ويلحقوا بركب القوى السياسية في عمران من أجل خدمة محافظتهم والعمل ببذل واخلاص من أجل رفعتها.. عمران الثورة.. عمران الجمهورية.. عمران التاريخ.. عمران التضحيات والفداء.
| 
المخلوس: عمران عادت إلى الدولة بعد زيارة الرئيس 
