موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


إغلاق 10 شركات أدوية في صنعاء - إجراءات جديدة للبنوك اليمنية.. وتحذير لمركزي عدن - البرلمان يستعرض تقرير بشأن الموارد المحصلة - وصول 1820 مهاجر أفريقي إلى اليمن في يونيو - “مخاطر الجرائم الإلكترونية على المجتمع اليمني” في ندوة بصنعاء - السعودية تدشّن حرب الموائد على اليمنيين - إيرادات ونفقات صندوق المعلم على طاولة البرلمان - ارتفاع عدد شهداء الدفاع المدني بغزة إلى 79 - ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 38664 - "طوفان الأقصى".. تحوّلات إقليمية ودولية -
مقالات
الإثنين, 11-أغسطس-2014
الميثاق نت -    عبدالرحمن مراد -
في ظني أن خطاب الملك عبدالله بن عبدالعزيز والموجه الى الأمتين العربية والاسلامية جاء في توقيته المناسب ليملأ فراغاً وجدانياً ويسد خللاً ظل زمناً فاغراً فيه، وقد ظلت ألسنة الأقلام تلوكه ذاهبة في تأويلاتها وخيالاتها الى شعاب بعيدة ويمكن القول إنها كانت تحوم حول الحمى ولا تكاد تقع فيه. لقد كان الخطاب واضح المقاصد وبيّن الأهداف وقد وضع النقاط على الحروف وحدد الأبعاد الثقافية والحضارية للإسلام وقال بأثر الممارسات الخاطئة لأولئك الذين يمارسون نزواتهم وغواياتهم المدمرة للبناءات الحضارية والأبعاد الإنسانية والثقافية للدين الاسلامي القيم..
وهو يمثل صرخة قوية في وجه كل ما يحدث، فالقضية لم تعد تحتمل التأجيل بعد أن أصبح الحال على ما هو عليه من تشظٍّ قيمي ومن شتات ومن اختطاف.
لقد أصبح السكوت حالة تدميرية وأصبح في المقابل الركون الى الحالات الانفعالية في التعامل والتفاعل مع الأحداث حالة تدميرية أيضاً، فالتوحش الذي تظهر به الجماعات الارهابية والصورة الغابية وشهوة الفناء في ظل غياب الرؤية الواضحة والخيرية والنفعية للبشرية تجعلنا أمام مفترق طرق.. طريق يحمل مقاصد الدين وينتصر لعالميته وتفاعله الحضاري مع الثقافات المختلفة، وطريق ليس له من مقاصد الدين إلا المظاهر الشكلية واستثمار المشاعر الفياضة لمنافع دنيوية آنية، كما تظهر به وعليه الجماعات التي تدعي الاسلام والاسلام منها براء وخاصة تلك التي تبازغت نجومها في مناخات الحركة الثورية لما يُسمى الربيع العربي وأصبح وجودها وفعلها وسلوكها يتعاظم مع كل حدث وفي كل لحظة من حركة الزمان.
واستعادة الاسلام من خاطفيه - كما يذهب الى ذلك الملك عبدالله بن عبدالعزيز- يتطلب جهداً مضاعفاً وتجرداً من الحالات الوجدانية، ووعياً بطبيعة المرحلة وخطورتها، وتجفيفاً لمنابع تلك الجماعات حتى نتمكن من تطهير الصورة المثلى للإسلام مما علق بها من شوائب قاتلة.. وفي ظني أن مثل ذلك لن يتحقق إلا بشعور جامع للأمتين العربية والاسلامية بالخطر الداهم الذي يتهدد الوجود على صدر هذا الكوكب.
فالقول بخطأ ما يحدث أصبح واجباً دينياً وأخلاقياً وثقافياً وأصبح الاشتغال على الأبعاد النقدية ضرورة لما لها من أثر في استجواب فقه المصلحة ومنطق الدين الذي أصبح في مرمى سهام الانتقام من ذوي القربى وأهل الآصرة قبل غيرهم من الأباعد.. وذوو القربى كما هو معلوم هم الأكثر خطراً من الأعداء المحتملين والمفترضين.
لقد تجاوز الزمن منطق الفتوحات ومنطق الهيمنة والاستعمار ووصل الى حالة من الاستقرار قوامها منطق التعايش واحترام الثقافات والمعتقدات، وذلك توجه أصيل في البعد العقائدي والمدخل الثقافي الاسلامي وقد نص عليه القرآن في أكثر من موضع وهو أمر لا مجال فيه للشك والجدال، وعلاقات العالم والحضارات المختلفة قائمة اليوم على المصالح، والصراع الدائر اليوم هو صراع مصالح ونفعية وله مسالكه المتعددة وهي طرق وعرة ومسالك معقدة تتطلب وعياً وذهنية يقظة وذكاءً حاداً، فالتعامل معه لن يكون بالتمترس وراء الأيديولوجيات، بل بالأدوات التي تستطيع إثبات القيمة المثلى للأيديولوجيا في مواجهة صلفه وتعسفه، وإذا كان الإسلام تميز عن كل الديانات السماوية الاخرى بالبعد الأخلاقي وبالروح الشمولية، فقد كان خاتم الرسالات وجوهر تكاملها كان فيه، ففي ظني أن اشتغال الفكر والسياسة والآداب والفنون في بيان ذلك التكامل وتلك الشمولية التي لا تلغي الآخر ولكنها تتكامل به وفيه أصبح أمراً ضرورياً.. وأصبح خادم الحرمين الشريفين باعتباره صاحب المبادرة من بين كل زعماء العرب مساءلاً أخلاقياً وثقافياً في الانتصار للاسلام وإعادة ترتيب شكل العلاقة بينه وبين الثقافات والحضارات الأخرى وبيان قيمته وعالميته وإنسانيته وذلك عن طريق منظومة متكاملة من الأدوات ليس أقلها الموقف السياسي بل الاشتغال المنظم الذي يحمل رؤية واضحة ومنهجاً سليماً وفكراً نقدياً واعياً يستجوب الماضي والحاضر ويصنع المستقبل.
لقد أصبح خادم الحرمين الشريفين معنياً بتنشيط أخلاق العناية التي شاعت في أوروبا وصنعت هذا الوهج الحضاري.. ونحن في زمننا هذا أحوج ما نكون اليها حتى نستعيد وهجنا.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
المستقبل للوحدة
بقلم / صادق بن امين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
وحدتنا وشراكتنا.. الضمانة الحقيقية
يحيى نوري

العدوان الأميركي - الاقتصادي على اليمن.. ماذا في التداعيات والرد؟
فاطمة فتوني

أيها الباراسي الحضرمي اليماني الوحدوي الصنديد.. وداعاً
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور*

"الإمارات".. الذراع الصهيوأمريكي في الشرق الأوسط.. مصر نموذجاً
محمد علي اللوزي

للصبر حدود
أحمد الزبيري

ماقبل الانفجار
أحمد أمين باشا

صاحب ذاكرة الزمن الجوال في ذمة الله
عبدالباري طاهر

مرض لا يصادق احداً
عبدالرحمن بجاش

الرئيس علي ناصر.. وسلام اليمن
طه العامري

مقال صحراوي يخاطب الضمير الغائب.. “لَصِّي النور يا نور”
عبدالله الصعفاني

فرنسا في مهب المجهول.. فاز اليسار فهل يتركونه يحكم؟
بيار أبي صعب

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)