سمير النمر -
< لم يكن النفق الذي تم حفره باحكام في شارع صخر باتجاه منزل الزعيم علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام لفرض اغتياله واغتيال قيادات المؤتمر الشعبي العام إلاَّ نموذجاً حياً ومصغراً للنفق الكبير الذي تم اعداده وتصميمه بنفس الدقة والاحكام لنفق صخر منذ ما قبل عام 2011م تحت مسمى الربيع العربي لإدخال اليمن في هذا النفق الكبير والمظلم الذي أرادوا للبلد الدخول فيه بلاخروج من سراديبه المظلمة والموحشة،
فكانت البداية في عام 2011م من ساحة جامعة صنعاء التي كانت محطة التجمع والاستعداد للبدء بدخول النفق، حيث كان لعشاق ثقافة الانفاق المظلمة قصب السبق للدخول إلى النفق ومحاولة جر بقية الشعب اليمني إليه، إلا ان الغالبية العظمى من ابناء اليمن وقيادته السياسية ممثلة في الرئيس علي عبدالله صالح ادركوا منذ البداية المخطط الاجرامي الذي تم اعداده لاغراق البلد في أتون صراعات وعبث وفوضى لا نهاية لها، وتعاملت القيادة السياسية آنذاك بكل ايجابية وقدمت المبادرات تلو المبادرات لغرض احتواء الموقف ومنع انزلاق البلد إلى المجهول.. لكن ارادة قوى الشر وعشاق الانفاق كانوا مصممين على ادخال البلد في نفق المجهول وقاموا بتنفيذ مخططهم الاجرامي الكبير الذي رأوا فيه جسر العبور لتحقيق اهدافهم الشريرة واغراق البلد في فوضى وحروب اهلية لا نهاية لها، فكان يوم أول جمعة من رجب الحرام هو موعد تنفيذ جريمتهم الارهابية المتمثلة في تفجير مسجد دار الرئاسة الذي كان يصلي فيه الرئيس علي عبدالله صالح وكبار قيادات الدولة ولولا حفظ الله وعنايته الذي كتب للرئيس علي عبدالله صالح الحياة لأصبحت اليمن في خبر كان، ولكن إرادة الله كانت أكبر من مؤامراتهم ومخططاتهم الاجرامية، التي فشلت وبعد فشل جريمتهم الارهابية تلك في تحقيق اهدافها، فلم يكن أمامهم إلا خيار التوقيع على المبادرة الخليجية كحل سياسي للخروج بالبلد من الأزمة التي عصفت به، وتم تشكيل حكومة الوفاق وتسليم السلطة سلمياً عن طريق الانتخابات الرئاسية، وبالرغم من وصول قوى الشر الى السلطة والمتمثلين في تيار الاخوان المسلمين وحلفائهم القبليين والعسكريين وتحقيقهم الكثير من المكاسب الحزبية والشخصية على حساب الغالبية العظمى من أبناء الشعب اليمني إلاَّ أن الحقد والجشع والانتقام مازال يتوقد في نفوسهم المريضة وظلوا ينسجون المؤامرات والاغتيالات والتدمير الممنهج لمؤسسات الدولة ونشر الفوضى والرعب في مختلف مناطق اليمن، ولم يكتفوا بما أفسدوا لأن أهدافهم لم تتحقق ولم يحصل الانفجار الكبير للوطن برمته، فلم يكن أمامهم إلاَّ معاودة تنفيذ جريمتهم الارهابية التي فشلت في جامع النهدين بطريقة جديدة من خلال حفر النفق إلى منزل الرئيس السابق علي عبدالله صالح من أجل اغتياله واغتيال كبار القيادات المؤتمرية في البلد، كون اغتيالهم للزعيم ولقيادات المؤتمر يمثل بالنسبة لقوى الشر والارهاب البوابة الرئيسية لاغتيال وطن بكامله ذخراً لما ستحدثه هذه الجريمة الارهابية من تداعيات كارثية على الوطن وعلى التسوية السياسية وعلى مستقبل البلد برمته، وبهذا سيضمنون دخول البلد في نفقهم المظلم الذي أعدوا له منذ 2011م الى اليوم، إلاَّ ان هذه المحاولات الاجرامية باءت بالفشل وأحبط الله كيدهم ومكرهم وعادت عليهم بالويل والثبور.. ولهذا فقد مثلت جريمة استهدافهم لحياة الزعيم علي عبدالله صالح من خلال حفر نفقهم إلى منزله صورة حقيقية عن مستوى البشاعة والكيد لهذا الوطن من قبل هؤلاء المجرمين الذين تجردوا من كل القيم الانسانية والاسلامية والوطنية وأثبتوا للشعب اليمني أنهم أعداؤه الحقيقيين.
ومن هنا وأمام هذا الفعل المشين والارهابي الذي أرادوا من خلاله استهداف الوطن وادخاله في صراع دموي ندعو الاجهزة الامنية العليا في الدولة إلى القيام بمسئوليتها الوطنية أمام الشعب والقبض على من يقف وراء هذه الجريمة وتقديمهم للمحاكمة العلنية أمام الرأي العام لينالوا جزاءهم الرادع حتى يكونوا عبرة لغيرهم، ونتمنى أن لايكون مصير هؤلاء المجرمين كمصير غيرهم الذين ارتكبوا مجازر ارهابية سابقة ولم يتم القبض عليهم أو محاكمتهم ولازالوا طلقاء ويمارسون غوايتهم الاجرامية، واعتقد أن أي تهاون أو تستر على هؤلاء المجرمين من قبل الدولة تحت أي ظرف سيكون بمثابة خيانة وطنية للشعب اليمني، لأن هذه الجريمة لاتخص الزعيم علي عبدالله صالح وحده بل تخص جموع الشعب اليمني لأنها استهدفت الوطن وأمنه واستقراره ووحدته الوطنية، ولن يسكت الشعب أمام أي تهاون من السلطة مع المجرمين، وندعوا كافة القوى السياسية المختلفة داخل اليمن إلى تحديد موقف واضح من هذه الجريمة والتي لم نسمع منها أي بيان ادانة للحادثة الى اليوم، كما ندعو ابناء الشعب اليمني إلى المطالبة الجادة من الدولة بسرعة القبض على المجرمين وتقديمهم الى المحاكمة بصورة عاجلة وكشف نتائج التحقيقات للرأي العام.