عارف الشرجبي - < قال الدكتور قاسم سلام- رئيس المجلس الأعلى للتحالف الديمقراطي: إن الاحتفاء بذكرى تأسيس المؤتمر الشعبي العام الـ32 تعد محطة مهمة لمسيرة هذا التنظيم الذي جاء ونشأ بعد جهود وطنية مكثفة اشتركت جميعها في تأسيسه ومن ضمنها نحن في حزب البعث، حيث كان لنا مشاركون وممثلون عن الحزب في عملية التأسيس الذي اعتبرناه حينها حزب الأحزاب ومظلة كبيرة للعمل السياسي التعددي في إطار حزب أو تنظيم واحد، لأن الدستور اليمني حينها لم يكن يسمح بإنشاء أحزاب وبالتالي رأى الرئيس السابق علي عبدالله صالح يومها أن يكون المؤتمر تنظيماً يضم كل ألوان الطيف السياسي لتوحيد الجهود والأفكار لخدمة الوطن..
وهذا الطموح قطع مشواراً كبيراً لتجاوز السمات القبلية والعشائرية وتجاوز التخندق الحزبي ودخل صفحة الحوار السلمي الديمقراطي في إنضاج برنامج عمل وطني عام.. وكان الميثاق الوطني الدليل العملي والنظري بحقائقه الخمس وحالة من حالات النقلة النوعية بعد الفراغ السياسي الذي كان موجوداً والمضايقات والملاحقات التي كانت تحدث من قبل جهاز الأمن الوطني وقبل تأسيس المؤتمر الشعبي.. وأضاف: لذا فتأسيس المؤتمر الشعبي العام شكل نقلة متقدمة في تحقيق أمن واستقرار وتنمية الوطن، وجاءت على إثر ذلك هيئات التعاونيات والحوار السياسي بين الأحزاب وأىضاً الحوار مع الجبهة الوطنية التي كانت متواجدة في المناطق الوسطى وتوقف عملها، ثم بعد ذلك جاء الحوار الجدي من أجل إعادة تحقيق الوحدة اليمنية بين شطري اليمن..
لافتاً إلى أن المؤتمر الشعبي كان خطوة توافقية عملت على تهدئة النفوس وزرعت الأمل لدى الجميع وفتحت باباً جديداً ليمن جديد، وعندما أعيد تحقيق الوحدة اليمنية خرجت الأحزاب والتنظيمات السياسية التي كانت تحت مظلة المؤتمر طبقاً لنصوص الدستور الذي تم الاستفتاء عليه بعد الوحدة وأيضاً بموجب بنود اتفاقية الوحدة اليمنية، ثم بدأ المؤتمر ومعه بقية الأحزاب العمل على ايجاد وترسيخ قيم التعددية وبناء الدولة المدنية الحديثة عبر المؤسسات المختلفة سواءً الحزبية أو الاجتماعية والثقافية أو غيرها من المؤسسات.
وعن تقييمه لمسيرة المؤتمر وإنجازاته منذ تأسيسه إلى الآن.. وأين نجح وأين تعثر، رد الدكتور قاسم سلام قائلاً: لقد مر المؤتمر الشعبي العام بثلاث مراحل رئيسية منذ تأسيسه أولاً المرحلة التأسيسية وكانت صورة جميلة مشرقة، والمرحلة الثانية الوحدة وتحقيقها، وهذا أهم منجز يحسب للمؤتمر يفاخر به كل الأحزاب في اليمن والعالم العربي، والمرحلة الثالثة كان المفروض على المؤتمر الشعبي مواصلة إنجازاته العملاقة التي بدأها في عام 1982م، ولكن تعرقلت هذه المسيرة بسبب محاولة الانفصال التي حدثت في 1994م وجعلت من المرحلة اللاحقة لمحاولة الانفصال مرحلة مواجهات وعلى أكثر من صعيد، أولاً الحفاظ على الوحدة ثم مواجهة تكتل المشترك الذي سعى- ولايزال يسعى- لإرباك المؤتمر بكل السبل، وهذا أثر على تنفيذ خطط المؤتمر في المجال الاقتصادي، ورغم ذلك تمكن المؤتمر من إنجاز أشياء يصعب حصرها ففي المجال التربوي ارتفع عدد الجامعات من جامعة صنعاء إلى أكثر من 25 جامعة حكومية وأهلية ، ناهيك عن عدد المدارس التي تزيد اليوم عن 17 ألف مدرسة ومعهد حكومي، وكذا عدد المدارس الأهلية، إلى جانب إيجاد عدد يزيد عن 3000 سد وحاجز مائي في عموم اليمن وطرق اسفلتية بطول يتجاوز 12 ألف كيلو متر ربطت كل مدن اليمن الرئيسية والثانوية والريف وأصبح اليمن عبارة عن مدينة كبيرة بفضل شبكة الطرق الحديثة، كما أن المستشفيات والكهرباء والاتصالات واستخراج النفط والغاز كل هذه انجازات كبيرة مقارنة بالإمكانات البسيطة التي كانت تمتلكها اليمن.. ولا ننسى أيضاً ما تحقق من نهج ديمقراطي وحرية التعبير وحقوق الإنسان ومكاسب المرأة وأشياء أخرى يصعب حصرها حققها المؤتمر لليمن.
وعن الدور الذي يجب أن يلعبه المؤتمر الشعبي خلال المرحلة المقبلة أكد رئيس المجلس الأعلى لأحزاب التحالف أن على المؤتمر الشعبي العام إعادة قراءة الحقائق الخمس للمؤتمر الشعبي العام التي وردت في مشروعه السياسي والعملي «الميثاق الوطني» ويحاول تكييفها مع المتغيرات الراهنة والمستقبلية سواءً مع ما جاء في مخرجات مؤتمر الحوار في مجال جمهورية اليمن الاتحادية أو بحسب المخرجات أو نظام اللامركزية.. واستطرد قائلاً: المؤتمر الشعبي حزب كبير جداً ولديه قاعدة عريضة لا يستهان بها وقد اعترف بها الجميع ولابد أن يحتك مع حلفائه بالجماهير ويقترب منهم ومن تطلعاتهم ومشاكلهم ويعمل على حل ما يمكنه حله، لأن أي حزب يبتعد عن الجماهير سيحكم عليه بالفشل والاضمحلال والعزلة.. وأضاف سلام: كما أن على المؤتمر الشعبي مسؤولية تاريخية في إعداد كوادر وقيادات شابة لتحمل راية العمل التنظيمي، وقيادة المرحلة المقبلة والمستقبل، ولابد أن يهتم بالشباب ويهيئ لهم فرصة القيادة في الأمانة العامة واللجنة العامة والدائمة، فقد أثبتت الأزمة الأخيرة أن المؤتمر يمتلك قيادات شبابية وكوادر مجربة ومحنكة تجيد التحرك في المساحات الضيقة وهذا يحسب للمؤتمر أن لديه صفوة شباب الوطن اليمني ولكن عليه أن يحسن استغلالهم لخدمة الحزب والارتقاء به تنظيمياً وسياسياً، وأيضاً من أجل خدمة الوطن، خاصة ونحن قادمون على مرحلة استفتاء على الدستور وبعدها انتخابات برلمانية ومحلية وشوروية، لابد أن نتواجد من الآن في أوساط الناس.. كما أن على المؤتمر أن يجدد قياداته من الأدنى إلى الأعلى وهذا شيء يفترض على الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي نائب رئيس المؤتمر الأمين العام والأخ الزعيم علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر واللجنة العامة أن يقرأوا المرحلة قراءة فاحصة ويضعوا لها ما يجعل المؤتمر في الصدارة كما هو عليه، ولابد من تعزيز الوحدة التنظيمية للمؤتمر لتقوي التوجه السياسي والفكري له داخل المجتمع، وهذا الأمر يقع بالدرجة الأولى على «صنوي» المؤتمر الشعبي العام الأخ الرئيس الأمين العام عبدربه منصور هادي والزعيم علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر ومؤسسه اللذين يشكلان عمودي المؤتمر القويين الصلبين، فإذا استمرت لقاءاتهما حتى ولو في الشهر مرة أو مرتين- ويتدارسان كيفية النهوض بالمؤتمر فأعتقد أن الأمور ستبشر بخير متنامٍ للمؤتمر وللشعب كون المؤتمر قد تحمل على عاتقه مسؤولية بناء اليمن الحديث منذ تأسيسه وحتى اليوم..
مشيراً إلى أنه قال في الاجتماع الذي عقدته اللجنة العامة وأحزاب التحالف بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة وصعود الرئيس هادي لرئاسة الجمهورية: لابد من التقاء طرفي المعادلة السياسية للمؤتمر وتتمثل بالأخ رئيس الجمهورية الأمين العام النائب الأول والأخ الزعيم علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر، لأنهما بهذا اللقاء سيكونان عنواناً واضحاً ومشرقاً أمام الكوادر والقيادات بمختلف تدرجاتهم التنظيمية سواء من الأعلى الى الأسفل أو العكس، لأن القطيعة تولد الإحباط لدى الأعضاء والمواطن اليمني بشكل عام، خصوصاً أن المؤتمر ليس حزباً عابراً خُلق كي يموت وينتهي بل خُلق لكي يعيش ويبقى حاملاً رسالة ومشروع بناء اليمن الجديد، وهذا المشروع مرتبط الآن بكل خطوة يخطوها رئيس الجمهورية وكل خطوة يخطوها رئيس المؤتمر.. الاثنان هما عنوان كبير ليس فقط للمؤتمر الشعبي العام ولكن للشعب اليمني وخاصة عندما تتكالب المشاكل على اليمن.. يقال: لو يتحد الرئيس هادي مع الزعيم صالح وهما متحدان الآن ولكن نطمح أن يتكامل العمل الداخلي التنظيمي والعمل الخارجي وتزول الملابسات التي وجدت بسبب المكايدات والمكائد من بعض الأطراف المستفيدة من هذا الأمر.. فوحدة القيادة عنوان لوحدة القاعدة للمؤتمر أو أي حزب آخر.
|