مطهر الاشموري -
الواضح من الواقع والوقائع أن الهدف لم يكن حريات للعراقيين أو حماية المدنيين الليبيين والتدخل، إنما مثل"احداثيات"لما نشاهده من أحداث في العراق وليبيا.
جهاد افغانستان وثورة إيران والحرب مع العراق ومن ثم الارهاب وغزو الكويت حتى غزو العراق ومحطة للحرب ضد الارهاب ثم محطة للحرب بالارهاب 2011م ليست سوى ألعاب للاستعمال البديل للاستعمار وكنا فيها الشركاء والضحايا بإرادة ووعي أو بلاوعي وفوق الإرادة كفهم واستيعاب.
قبل آخر المحطات الأميركية 2011م وتحديداً في العام 2009م كما أتذكر تم إقرار رفع جرعة سعرية فخرجت مظاهرات رافضة بقيادة الاخوان والمشترك ومع ذلك تم التعامل مع إرادة الشعب ولم يتحول من يقود التظاهرات الى ذريعة لرفض مطالب الشعب أو إنكار إرادته بتخفيض 300ريال، ولو حسبنا نفس النسبة حين الوصول إلى 4000ريال فستكون 800ريال.
مجلس الأمن والمجتمع الدولي والدول العشر لو أنها تدخلت مع جرعة بسقف 1500ريال فقد يكون ذلك معقولا أو مقبولاً مقارنةً بممارسة هذا الموقف حين وصول سقف الجرعة الى 4000ريال.
مجلس الأمن وأمريكا والمجتمع الدولي حينما يتدخل ليدافع عن أشهر فساد وأشهر حكومة فاسدة وعن أعلى جرعة وبسقف 4000ريال فذلك يقدم في الواقع وللواقع وبالوقائع أن الشعب اليمني لم يعد له الحرية ولا الإرادة ولا الحقوق التي كان يمارسها وينالها في عهد الرئيس السابق علي عبدالله صالح.. فلماذا كان تفعيل محطة أميركية مؤخونة كتثوير وثورات؟
الزعيم علي عبدالله صالح هو من قدم مبادرة تخليه عن السلطة للداخل وللخارج باشتراط سلامة الوطن والسلمية للواقع كحل سياسي وسلمي وقدمها للعالم في مبادرة إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية نهاية 2011م ولا يرشح فيها هو ولا نجله .
الاخوان قبل أن يجف حبر توقيعهم على المبادرة الخليجية وهم في الواقع لايمارسون ماهو خروقات ومخالفات بل نسفاً لجوهرها ومضمونها، وتحول الرئيس التوافقي المنتخب والمندوب الأممي وأمريكا ومجلس الأمن الى متفرجين، وهمهم البحث عن فبركات وترهات كتقارير تقدم الى مجلس الأمن.
وهكذا ظل الاخوان فوق المبادرة الخليجية لتشديد القبضة أو الاستيلاء على الحكم، وحين فشلوا وافشلوا الوفاق وحكومته وأصلوا من خلال تدمير الواقع والشعب كحروب في الواقع بالمليشيات والقاعدة والجيش المؤخون المعزز بحروب الحكومة ضد الشعب بالفساد والإفساد التدميري والمكمل، وحين اوصلوا الشعب الى هذا الانفجار الرهيب والإرادة غير المسبوقة تذكروا المبادرة الخليجية فيما هم فشلوا في الاستيلاء الكامل على الحكم فإذا الشعب هب لإسقاط حكومة فاشلة وفاسدة اسقطتها أفعالها وبات من المستحيل استمرارها.
المبادرة الخليجية التي لم يكونوا يحتاجوها أو يكترثوا بها وهم في دورة التفعيل للسيطرة على الحكم لم يعد أمامهم غيرها ليدافعوا عن بقائهم في الحكومة وعن بقاء واستمرار الفساد حتى لو مات كل الشعب ولم يبق غير الاخوان والحكومة واثقال الفساد بالعبيد والموالي والمستعبدين.
فكيف لنا قراءة ومقارنة هذا التعامل والموقف مع موقف وتعامل الزعيم علي عبدالله صالح عام 2011م؟
أفعال وتفعيل الحكومة أسقطت أي مشروعية لها وهي سقطت تلقائياً بانتهاء السقف الزمني للمبادرة الخليجية"عامان"، والتمديد هو للمشروعية الشعبية المكملة للرئيس المنتخب الذي كان الأجدر به أن يفرض تشكيل حكومة كفاءات منذ انتهاء العامين كتزمين، بدلاً من ايصال الواقع الى ما نحن فيه.
أمريكا ومجلس الأمن عليها أن تخجل على الأقل فجل التواري وعدم الظهور لأن من المعيب على الدولة أن تُدعي زعامة الحريات والداعية لحقوق الإنسان وهي تقف ضد شعب في حرياته وحقوقه ومطالبه المشروعة وإرادته وبما لم يكن وبما لم يحدث فى ظل الرئيس السابق لأنها بذلك تدين ذاتها محطتها وتدين أزلامها في محطاتها والأكثر انحطاطية في تجارة الأديان.
أمريكا التي لم تعط الحريات وأنموذج الديمقراطية للعراق كما تعهدت ولم تمارس حماية المدنيين في ليبيا كما يفترض ليست قادرة على إبقاء الحريات والحقوق كما كانت في عهد الرئيس السابق بل وباتت وكأنها الاخوان تتداخل أو تتدخل لمصادرة هذا السقف الى مستوى عبودي واستعبادي ربطاً بتمطيط للمبادرة وعناوين مطاطية على طريقة استمرار العملية السياسية.. فهل يدرك الجميع خطورة المأزق الذي وصلوا إليه.؟