محمد أنعم - التخطيط والتجهيز والاستعداد لخوض اية معركة عسكرية لا يحتاج إلى توافر أمكانات مادية وبشرية وإعلامية فقط، بل لابد ان تكون هناك اهداف ويجب تحقيقها بالقوة وعبر سفك الدماء واحراق كل ما على الحياة.
فالحروب تظل أحد الأساليب الوحشية والهمجية التي تعاني منها البشرية سواء تلك التي نشبت بين الدول، أو تلك التي تتفجر في صراع داخلي بين أبناء الوطن الواحد وهي الأخطر.
بإمكان كل شخص ان يتصور نتائج انفجار الحرب في العاصمة صنعاء واليمن بشكل عام كيف ستحسم المعركة، وحال صنعاء واليمن كيف سيكون؟
حقائق مرعبة:
المشهد العام داخل العاصمة صنعاء ومن خلال التمعن في أولى كوارث الأحداث المؤسفة التي جرت في احياء شملان وحزيز وحي المطار وزد على ذلك إغلاق أو محاصرة منافذ العاصمة وحشد المقاتلين وجمع السلاح اضافة الى تسلل قيادات تنظيم القاعدة الى العاصمة.. وفوق هذا وذاك استمرار توزيع الاسلحة داخل العاصمة من قبل طرفي الصراع..
هذا المشهد المرعب داخلياً.. اما اذا اضفنا اليه اطماع ومخططات الخارج وإصرار إطراف إقليمية على نقل صراعها وتحقيق انتصارات لها على حساب الدم اليمني فهذا يجعلنا نشعر أننا نسير نحو كارثة لا تبقي ولا تذر، ولن يكون بمقدور احد السيطرة على الصراع.
ان خيار الحرب مهما حمل من شعارات باسم اسقاط الجرعة او الحكومة او النظام.. او الدفاع عن النظام الجمهوري او مواجهة الروافض يعني ادخال البلاد في صراع لا نهاية له، وليس بمقدور الحوثي او الاخوان حسم المعركة لصالح ايٍّ منهما مهما راهن كل طرف على ذلك.
واذا افترضنا انتصار الحوثي او الاخوان فلن يكون ذلك الا انتصاراً ملعوناً في التا ريخ اليمني والانساني لانه ألحق هزيمة نكراء بجزء من الشعب.. الذي سيحترق بنيران معارك عبثية.. والشيء الآخر هل سيقبل المؤتمر او الاشتراكي أو حزب الرشاد أو غيرهم اعلان الولاء والطاعة لمن لاتزال اياديهم تقطر من دماء ابناء الشعب.. هذا اذا تصورنا ان الحرب حسمت في صنعاء واليمن في ايام..؟؟
اما اذا امتدت الحرب الى بقية المحافظات فإن مخاطر تمزق اليمن وتشرذمها الى شمال وجنوب والى اكثر من ذلك ستعد احدى كوارث هذه الحرب المجنونة، سيما وهناك قوى خارجية تسعى الى تمزيق الأقطار العربية ضمن مخطط تآمري لم يعد خافياً على احد، كما ان هناك من يؤجج الصراع المذهبي والطائفي والعرقي والديني لتدمير الامة العربية ، عبر اشعال هذه الحروب العبثية ..
يدرك الجميع ان النزعات الانفصالية والمناطقية والمذهبية باتت تهدد بإعادة تقسيم اليمن الى فسيفسات صغيرة في حال سقطت العاصمة صنعاء في مستنقع الحرب، حيث أن هناك قوى تتحين الفرصة لتنفيذ هذا الفصل من المخطط التآمري.
لقد اظهرت صور المواجهات المسلحة التي اندلعت في العاصمة، وعلى الرغم من انها تبدو مجرد جس نبض ومحدودة إلا انها اظهرت فظاعة ما يمكن ان تخلفه الحرب من ضحايا..
|