هناء الوجيه - عام دراسي بدأ في اليمن في ظل صعوبات اقتصادية وسياسية واوضاع تعتبر الاكثر تدهوراً أمنياً لدرجة ان بعض المنظمات الدولية الحقوقية من ضمنها منظمة «هيومن رايتس ووتش» لمراقبة حقوق الانسان حذرت من ان اليمن معرضة للخطر مالم تتحرك حكومة جديدة على وجه السرعة من أجل اصلاح قطاع الامن وفرض المحاسبة على الجرائم المرتكبة..
عن الاوضاع الراهنة والاجواء الدراسية يتحدث عدد من المعلمين واولياء الامور وعدد من الطلاب والطالبات لـ«الميثاق» عن انطباعاتهم وآرائهم مع بداية هذا العام الدراسي.. فإلى الحصيلة..
سميرة الفقيه- معلمة- تقول: صنعاء تشهد تدهوراً أمنياً لافتا يترافق معه قلق السكان ومعاناتهم المعيشية التي تزداد سوءاً مع سوء الاوضاع الامنية والسياسية.. وفي هذه الاجواء بدأ العام الدراسي وبالتالي فالإقبال على المدارس لن يكون بذلك الزخم المعهود، والطلاب ان أتوا يوماً لن يأتوا الآخر وهكذا وحسب الاوضاع الامنية يكون المد والجزر في التواجد والمداومة في اليوم الدراسي.. وعموماً هذا وضع طبيعي في ظل اوضاع غير مستقرة وحكومة لا تستطيع توفير الامان لأبنائها.
تدهور أمني
وتقول إيمان الهمداني: شخصياً لا يمكن ان اسمح لبناتي بالذهاب الى المدرسة إلا بعد ان تصبح الظروف الامنية آمنة.. فقبل ايام تعرضت المدرسة التي تدرس فيها بناتي لقذائف في حي الجراف وكيف سيكون الوضع لو كانت المدرسة ممتلئة بالطالبات.. لابد من الامان أولاً ثم نفكر في ذهاب ابنائنا إلى المدارس، صحيح ان المواطن اليمني يعاني كثيراً من الاوضاع المعيشية الصعبة والتدهور في كافة الجوانب لكن مسألة الامان امر ضروري قبل أي شيء آخر اذا توافرت قد نتحمل الامور الصعبة الاخرى.
قلق ومشاكل
يقول الطفل هيثم احمد: انا ادرس في مدرسة سبأ ورغم انها بعيدة عن المشاكل لكن ابي وامي يرفضان ان اذهب اليها إلاّ بعد ان تهدأ الامور وسوف يسمحان لي طبعا انا وكل جيراني واصدقائي من الاولاد في الحارة يقلق علينا اهالينا ولا يسمحوا لنا بالذهاب الى المدرسة.. الشيء الثاني قال والدي انه سيشتري لي متطلبات المدرسة عندما تستقر الامور وفي الوقت الحالي نجلس في البيت حتى الشارع نمنع من اللعب فيه.
مؤشر مؤلم
ويقول ريان المسوري -ولي امر: ابنائي يدرسون في مدرسة خاصة ولكنها قريبة من مناطق التوتر ولن اسمح لهم بالدوام الا بعد استقرار الاوضاع.. عموماً لفت انتباهي شيء لم يمر عليّ في السابق حين كنت اقوم بتسجيل أبنائي لاحظت ان عدداً كبيراً من اولياء الامور لم يستطيعوا دفع رسوم الدفعة الاولى للتسجيل وهذا يدل على تدهور كبير في حياة الناس المعيشية، وحين تحدثت مع مدير المدرسة اكد لي ذلك وقال: ان التدهور المعيشي يظهر حتى على مستوى الطبقات التي كانت متعودة على نمط مرتفع من العيش اصبحت معاناة الناس تشمل حتى الذين كانوا في ستر من الحال وهذا مؤشر مؤلم ويدل على سوء الوضع المعيشي والامني والاقتصادي في البلاد والذي اصبح لا يطاق.
فرحة نادرة
وفي ذات السياق يقول مرتضى منصور: المواطن اليمني لا تمر عليه الفرحة الا نادراً في ظل هذه الحكومة فهو محاصر بالمعاناة بكل انواعها.. اوضاع معيشية منهكة ووضع سياسي وامني متدهور.. الكهرباء تضرب كل حين ومدينة تغرق بالظلام لساعات طويلة وحكومة ليس لديها حلول لوضع حد لهذه الاعمال وبالتالي نحن لا نأمن على انفسنا داخل بيوتنا فكيف يمكن ان نأمن على ابنائنا داخل المدارس..
ظروف صعبة
ويعبر محمد الحرازي ولي امر عن الاوضاع قائلاً: إن نسبة الفقر في اليمن قد زادت عن الـ 50% بين السكان ومع هذه الاوضاع يعاني الاهالي ضغوطاً مادية متزايدة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وانا اعرف في هذه الفترة عدداً كبيراً من زملائي نقلوا ابناءهم من المدارس الخاصة الى مدارس حكومية، حيث لم يعد بمقدورهم دفع تكاليف المدارس الخاصة وجانب آخر من الذين اعرفهم لا يستطيعون تلبية مصاريف المدارس الحكومية من زي مدرسي وكتب ودفاتر وغيرها.. أما الجانب الامني فإن اوضاع الناس متوترة ومضطربة ولا يمكننا الحديث عن الذهاب الى المدارس او بدء العام الدراسي لان الطلاب والطالبات لن يداوموا في ظل الاوضاع المتوترة، وعلى الحكومة أن توفر اجواء آمنة للدراسة ثم تتحدث عن عام دراسي جديد.
|