أماني أحمد -
في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها الوطن يشعر جميع أبناء اليمن بغصة نتيجة لما قد تؤول إليه الأمور في حالة استمرار الفرقاء بالاقتتال في عاصمتنا الحبيبة صنعاء..
صنعاء التاريخ والحضارة تئن من عقوق أبنائها لها.. صنعاء اليوم تُذبح بمدافع وقذائف اليمنيين..
ما يحدث في صنعاء اليوم من ترويع للآمنين وقتل بين أبناء الوطن الواحد أياً كانت اتجاهات ورؤى وتوجهات المتصارعين الفكرية والسياسية شيءٌ يُدمي القلب، فالقاتل والمقتول يمنيون لا فرق بينهم فجلهم أبناء عمومة ونسب.. من صعدة إلى المهرة، ولا ندري لماذا غابت الحكمة اليمانية التي بشر بها الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم حين قال: «الإيمان يمانٍ والحكمة يمانية» فلماذا نخذل رسولنا بهذه الحرب العبثية التي لن يستفيد منها سوى أعداء اليمن ممن لا يريدون له ولشعبه الخير..
لا يعتقد شخص أن ما يحدث في صنعاء اليوم لن يؤثر على اليمن بأكمله.. إن الحرب إذا ما تطورت- لا سمح الله- فإنها لن تبقي ولن تذر وسيحترق بنارها جميع أبناء الوطن بكافة شرائحهم ومشاربهم الفكرية، إذا لم يحكّم الجميع عقولهم ويعلموا أن اشعال الحرب قد يكون سهلاً ولكن إخمادها سيكلف اليمن وحدته وأمنه واستقراره..
إن اطفالنا ينادونكم أيها المتحاربون قائلين: نرجوكم يا آباءنا لا تسرقوا مستقبلنا وبراءتنا، اتركوا لنا المستقبل، خذوا المناصب والمكاسب لكن دعوا لنا وطننا معافى، وطناً نشعر فيه بالأمان، واعلموا أنكم حينما تفجرون حرباً من أجل مصالحكم فإنكم من حيث لا تدرون أو تدرون- وتلك مصيبة أعظم- تدمرون مستقبل أجيال لا يمكن أن تنسى ما فعلتموه بها، فجراح الحروب لا تفارق مخيلة الطفل..
فيا آباءنا أنتم من نتوكأ عليهم ونهش بكم على أحزاننا ومآسينا فلا تخيبوا ظننا فيكم وأوقفوا هذه الحرب اللعينة التي لن يخرج أحدٌ منها منتصراً وسيكون الخاسر الوحيد فيها هو الوطن وهذا الشعب المغلوب على أمره الذي تحمل الكثير من المآسي بسبب صراعاتكم العقيمة على الكراسي التي لا قيمة لها أمام عظمة هذا الوطن..