مطهر الاشموري -
في مصر قامت ثورة يوليو عام 1952م غيرت النظام الملكي إلى نظام جمهوري وغيرت حياة الواقع بشكل جذري وإلى الأفضل بوضوح فوق أي أخطاء قد تحدث.
مصر من البلدان التي طالتها المحطة الأميركية المؤخونة 2011م بمسمى ثورات وبات المعيار مسرحة أي خروج شعبي في الفضائيات وتفعيل قدرات أمريكا والغرب سياسيا وإعلاميا وماديا لإسقاط حاكم فجيء بالاخوان للحكم.
الشعب المصري لم يستطع تحمل خطايا وكوارث الاخوان أكثر من عام وخرج 2013م خروج غير مسبوق في التاريخ البشري ضد الاخوان.
مع مرور الزمن فإن ما سميت ثورة من محطة أمريكية 2011م ثم رد الفعل الشعبي كثورة لإقصاء الاخوان 2013م سيصبح هذا المسمى تزييفاً للتاريخ والحقائق التاريخية لأن الثورة الحقيقية هي ثورة يوليو1952م.
عندما نقرأ مشهد اليمن تاريخيا من واقع أحداث مصر المشابهة فذلك يجعلنا أكثر حيادية وأكثر قدرة على استقراء تاريخي أو بأفق تاريخي فوق الانيات والآليات الصراعية في المشاهد، فالثورة في اليمن هي سبتمبر 1962م وأكتوبر1963م ضد الإمامة والاستعمار. ربما هذه الحقيقة الواقعية باستحقاقها التاريخي لا يستطاع لإقناع في ظل هيجان محطة عالمية بثوريتها»البقرية»أو في ظل هوجاء التهيج الداخلي ولكنها تظل الحق القوي والحقيقة الأقوى فوق زيف أوتزييف من صراعات أو محطات عالمية توجه الأحداث لصالح سياساتها ومصالحها.
بقرب قريتي طريق ترابي احتاجت للرص بالحجارة فأخرج الإمام سكان قريتي مع قرى مجاورة لتنفيذ هذا الشق والرص كأنما هي أعمال شاقة كعقوبة.
ليس هذا فحسب بل إن هذه الطريق هي مرتفع يتعرض لاندثار حين هطول الأمطار فوزعت هذه المسافة على القرى المجاورة وحين تعرضها لأي خراب فعلى أصحاب القرية التي وقع التهدم في المسافة التابعة لهم اصلاحها تلقائيا في ظرف يومين أو ثلاثة وحين التأخير يرسل عسكر الإمام لإجبار أهل القرية على التنفيذ واستلام الاجرة.
الأغرب بعد كل ذلك أن هذه الطريق لا يستفيد منها المواطنون من استحالة الحصول على سيارة بل واستحالة وجود سيارات تخدمهم أو تنقلهم وبالتالي فهي طريق للامام أو الكبار من حاشيته فقط.
فمن يعرف الواقع أو يعرف عنه في عهد الامام كما الاستشهاد بهذه الحالة الواقعة يستوعب الاستحقاق التاريخي والواقعي لثورة الـ26 من سبتمبر 1962م مقارنة بهوشلية وهرجلة ما جاء من محطة أميركية كثورات في المسمى وليست أكثر من أداة للاستعمال بما في ذلك المسمى.
المقارنة جائزة بين مظاهرات 2011م، 2013م في مصر بشعبيتها أو واقعية مطالبها أو بين مظاهرات 2011م ، 2014م في واقعية ومشروعية وعدالة المطالب ولكنه لا مجال للمقارنة مع ثورة يوليو 1952م في مصر أو ثورة سبتمبر 1962م في اليمن.
أي ثورة لاتربط بما قد يحدث بعدها من أخطاء أو فساد ونحوه، والشعب عليه مقارعة ومواجهة مثل هذه الأخطاء والخطايا في احداثياتها ووقت حدوثها ولا ينتظر محطة خارجية أو يستقوي بالخارج على الداخل كوطن على أن ذلك ثورة.
إذا هذه التي سميت ثورات خلطت الحابل بالنابل إلى حد الاسفاف في الصراعات والاستهداف فإن علينا احترام الثورات التي جسدت هذا المسمى كحقيقة واستحقاق تاريخي في إطار الحد الأدنى من القيم والاخلاقيات ليس إلا، لأن ثورة يوليو في مصر وعبد الناصر أو ثورة اليمن في قياداتها وهامات شهداء فوق أن ينال منها بعبث محطاتي أميركي وغث انحطاطي هو هرجله في التفعيل وتهريج في الأفعال كما هو في المردود هرجلة وتهريج ولا إنجاز له غير الدماء والدمار أو العجز والفشل.