مقبل .. المنسق العـــام لأحـــــزاب المجلس الوطنـــي : أحزابنا طالبت بتوسيع طاولة الحوار والمشاركة ومازال طلبها معلَّـقاً التقاه : يحيـــى علي نـــوري ❊ تستجمع طاقاتها الداخلية وتراجع حساباتها ونتائج الربح والخسارة وتجمع أوراقها لمرحلة جديدة بكل ماتحمله من تقاربات وتوترات وموضوعات لآفاق جديدة تعيشها البلاد. هذا هو الحال الراهن لأحزاب المجلس الوطني للمعارضة، كما وصفه لــ»الميثاق« الاستاذ عبدالعزيز مقبل الامين العام لتنظيم التصحيح الشعبي الناصري- المنسق العام للمجلس الوطني للمعارضة في اللقاء التالي: ❊ احزاب المجلس الوطني للمعارضة.. أين هي اليوم مما تشهده الساحة من حراك؟ - احزاب المجلس الوطني للمعارضة هي احد اضلاع مربع التعددية الحزبية في اليمن وتمارس حضورها حسب ماتتيح لها قوتها السياسية والجماهيرية والتنظيمية مجتمعة ومتفردة ووفق معطيات الحراك الوطني الذي نحسب مظهره العام حالياً خاملاً من حيث صخب انشطته السياسية والجماهيرية والاعلامية التي عادةً ما تشتعل مع اقتراب واثناء منافسات الدورات الانتخابية، ثم تلوذ بعدها الى السكينة واستجماع طاقاتها الداخلية التي أنهكتها في آخر دورة انتخابية ومراجعة حساباتها ونتائج الربح والخسارة وتجميع اوراقها لمرحلة جديدة بكل ما تحمله من تقارب وتوترات وموضوعات آفاق جديدة في حياة البلاد. احزاب المجلس الوطني شأنها في ذلك شأن كل شركاء الحياة السياسية والحزبية، ويمكن ان يكون للحزب الحاكم تميزه في اظهار نشاطه العام على هذا النحو او ذاك نظراً لمسئوليته في بلورة نتائج حصاده في الانتخابات الرئاسية والمحلية الى أفعال والتزامات امام ناخبيه والمجتمع، لذلك ينشط التحرك الرسمي لتنفيذ البرنامج الانتخابي للاخ الرئيس علي عبدالله صالح. والحراك السياسي الظاهر للحياة الحزبية خلال العام الحالي يكاد يكون محصوراً بطاولة الحوار التي تبناها الحزب الحاكم مع شركائه الاحزاب الثلاثة الممثلة في عضوية مجلس النواب حول المسائل المرحَّـل مناقشتها قبيل الانتخابات الأخيرة.. ولقد عبرت احزاب المجلس الوطني عن مطالبتها بتوسيع طاولة الحوار والمشاركة فيها ومازال طلبها معلَّـقاً.. ويواصل مقبل حديثه بالقول : وما تتميز به التجربة الديمقراطية الناشئة في بلادنا هو الدور الرئيسي المحرك لها الذي يتحمله الحزب الحاكم منفرداً او مؤتلفاً، وعلى هامشه تدور انشطة الاحزاب الممثلة وغير الممثلة في عضوية مجلس النواب باعتباره المنتدى السياسي الاكبر اذا لم يكن الأوحد في المنظومة الديمقراطية لبلادنا لحركة الاحزاب والتعددية. وبتقديرنا لاتسير الاحداث الوطنية بمعزل عن نفوذ الحزب الحاكم ولا أظن ان مادونه من الاحزاب الاخرى تملك القدرة على ان تكون الصانع الرئيسي لها وإن لم تغب مساهمتها المتفاوتة فيها، واحزاب المجلس الوطني ليس بعيدة منها معنوياً ومادياً فأحداث صعدة التي شغلت مجتمعنا وغيرها من الوقائع والاحداث المتفاوتة عبرت احزاب المجلس الوطني عن مواقفها منها بالانحياز الكامل الى جانب الثوابت بعدم جواز العنف والخروج المسلح على الدولة او الشرعية الدستورية ورفض الدعوات والنزعات المذهبية والمناطقية والانفصالية والتمسك بالثورة اليمنية وواحديتها واهدافها والنظام الجمهوري والنهج الديمقراطي.اما الحراك السياسي المنظور من جانبك فهو ما نلحظه في نشاط منظمات المجتمع المدني وعدد من الندوات التي ليس غائباً عنها احزاب المجلس الوطني.. منابر إعلامية ❊ لكن هناك حالة من الجمود السياسي والاعلامي تعيشه احزاب المجلس الوطني .. إلامَ تعزون هذا الجمود؟ - اعتقد ان الاجابة على السؤال الاول فيه الكفاية لإجلاء صورة المجلس الوطني للمعارضة من الحراك الذي فهمته من سؤالك، واضيف الى اجابتي السابقة بالقول ان العام الحالي شهد اعادة اصدار منابر اعلامية وهي صحف »التصحيح« و »حشد« و »الخضر« و »منبر الشورى« بانتظام اسبوعياً الى جانب اخريات دورية، كما ان عدداً من احزاب المجلس الوطني تنشغل حالياً بإعادة ترتيب اوضاعها الداخلية لتفعيل حضورها السياسي والجماهيري.وأود ان ألفت انتباهك الى ان احزاب المجلس الوطني تعاني ضعفاً بالغاً في قدرتها المالية مما يؤثر على اظهار حجم انشطتها ..وان المعونة الحكومية التي تتلقاها أية منظمة مدنية يكاد لايذكر امامها ماهو متاح لأيٍّ من احزاب المجلس الوطني. ❊ هناك من يعلل واقع المجلس الوطني للمعارضة بأن احزابه هي احزاب سلطة وبأنها مجرد اشكال لمحتويات فارغة.. بماذا تعلّـقون؟ هُـم الأقرب - من يتهمنا بذلك هم اقرب الى السلطة ومنافعها ومصادرهم التمويلية منها لاتحصى في الماضي والحاضر، ونحن لاننكر تقارب احزابنا في المجلس الوطني للمعارضة مع الحزب الحاكم واحتفاظها معه في مواقف مشتركة تحكمها الثوابت الوطنية وتتفاوت مساحة التعبير في ذلك من حزب الى آخر، واغلب احزاب المجلس الوطني هي تعبير مادي ومعنوي عن تاريخ الحركة الوطنية اليمنية وجزء من فصائلها وتمارس وجودها الشرعي والقانوني منذ قيام الوحدة وما قبلها وتشارك في الدورات الانتخابية التي شهدتها الجمهورية اليمنية وكان لبعضها تمثيله النيابي في المجلس النيابي الانتقالي لدولة الوحدة والمجلس التالي، وفي آخر انتخابات برلمانية حصل تنظيم التصحيح الناصري على أصوات انتخابية تفوق بكثير ماحصل عليه حزبا اتحاد القوى الشعبية والحق العضوان في اللقاء المشترك وكذا ما حصده الناصري الديمقراطي والجبهة الوطنية من اصوات مجتمعين تظهر تفوق الأخيرين على حزبي اللقاء المشترك القوى الشعبية والحق.. وتخوض احزاب المجلس الوطني الانتخابات اعتماداً على قدراتها الذاتية المحدودة، ومحرومة من التعاون الانتخابي مع الحزب الحاكم الذي يعزز تمثيلها النيابي، واجمالاً فإن الخريطة الحزبية هي انعكاس واقعي لحياة المجتمع وحركته في الماضي او الحاضر مهما تباينت أحجام شركائها. كيانات حية ❊ بمناسبة ذكركم لأحزاب المشترك فهذه الأحزاب دائماً تقلل من شأن أحزابكم بل تبدي انزعاجها لأية مساواة بينها وبين أحزابكم، فهل هذا قلق منطقي وطبيعي من قِــبلها؟ - أحزاب المشترك في نظرتها هذه مازالت غارقة في الشمولية تفكيراً وسلوكاً ولا تستطيع أن تقبل الآخر الذي يختلف ويتعارض معها.. وبمعنى آخر هي لاتقبل أن يكون الى جانبها من هو أكبر منها أو أصغر منها ومن هو في الأعلى أو الى جانبها سواءً أكانت الأحزاب في المجلس الوطني أو خارجه، تكتل المجلس الوطني كيان سياسي يستمد شرعية وجوده من الطبيعة السوية للممارسة والنهج الديمقراطي سواءً أكان في تجربتنا أو تجارب الآخرين، ووجود التكتلات الحزبية وتعدديتها كماً ونوعاً تعبير عن تنامٍ وتطور ايجابي في الممارسة الديمقراطية، والكتل السياسية في العملية الديمقراطية تتساوى معنوياً مهما تفاوتت أحجامها الحزبية ودرجة تمثيلها النيابي أو في موسسات النظام الديمقراطي، وما نعرفه أن الكتل السياسية كيانات حية تستمد حضورها من بعضها البعض ولا يكون أي وجود ضروري لإحداها بمعزل عن الأخرى، ومن الطبيعي والمنطقي أن تتفاوت وتتعارض وتتواجه مسارات هذه التكتلات في أحيان كثيرة وتتلاقى في أحيان قليلة حسب منسوب القضايا وقواسم الانتماء المشترك وارتباطها بالمجتمع، وهو وحده الذي يمنح تأييده وتعاطفه لهذا التكتل أو ذاك حسب آليات الممارسة الديمقراطية المعتمدة دستورياً وقانونياً. نحن في المجلس الوطني لانرفض التعايش السياسي والحوار المفتوح مع من يقابلنا في الجهة الأخرى سواءً أكان تكتلاً أو حزباً.. وانحيازنا في هذا الموقف أو ذاك ويواصل مقبل حديثه بتفاعل شديد قائلاً : ومع هذا الطرف الحاكم أو غيره لا يسقط شرعية وجودنا واحترام استقلاليتنا الحزبية النوعية، والحوارات المفتوحة بين كل الأطياف وتقاربها الى طاولة واحدة هي الحالة الديمقراطية الصحية، لا أن يبحث أي طرف عمن يحاور ظله، والتعالي على الآخرين نزعة مريضة دفع الوطن أثمانها في الماضي. نحن نعرف أن الأحزاب الحاكمة التي تعاني مرض التسلُّط هي التي ترفض الاعتراف والحوار مع هذا الكيان الحزبي أو ذاك، لكن أن يفتح الحزب الحاكم في بلادنا صدره للمشاركة الواسعة في الحوار معه ويرفضها مَـن هم خارج الحكم فهذا عجب العجاب. متهمون ❊ إذا كانت أحزابكم ليست أحزاب سلطة كما تدعي أحزاب المشترك فلابد أن يكون لكم تباينات في المواقف والرؤى مع هيكلية المؤتمر الشعبي العام؟ - أحزاب المشترك لها حظوة في السلطة في مفاصل مختلفة من مؤسساتها على خلاف بقية أحزاب الخريطة الحزبية سواءً في المجلس الوطني أو خارجه، وأحزابنا بعلاقتها بالسلطة ليس لها إلاّ التهمة.. وأحزاب المجلس الوطني عموماً تميز بين تأييدها المعلن وقبولها بالزعامة التاريخية للرئيس علي عبدالله صالح في قيادة بلادنا ومجتمعنا وبين التباين في المواقف والرؤى مع هيكلية المؤتمر الشعبي العام الحاكم، ونقطة الافتراق يمكن أن تلحظها في الانتخابات البرلمانية والمحلية حيث يغيب أي تلاقٍ وتنسيق انتخابي معه يظهر مدى ما يجمعنا من تعاون سياسي سوى ما ندر منه. غياب التمويل ❊ بصراحة متناهية الى أي مدى تمارس أحزاب المجلس الوطني الديمقراطية في حياتها الداخلية، ولماذا لا نسمع عن عقد مؤتمرات عامة لهذه الأحزاب؟ - المجلس الوطني للمعارضة كيان تنسيقي بين أحزاب متقاربة في الرؤى والعلاقات السياسية في أزمان مختلفة، وحياتها الداخلية شأن لكل منها، لكن هناك عدداً منها عقدت في العام الماضي مؤتمراتها العامة والأخرى قطعت أشواطاً في ذلك لكنها تعاني من غياب التمويل الحكومي لمؤتمراتها أسوةً ببقية الأحزاب وهي تنتظر حصتها اللائقة لذلك. ❊ وبصراحة أيضاً الى أي مدى تمتلك أحزاب المجلس الوطني القدرة على إحداث اصلاحات داخلية سواءً أكان ذلك على صعيد المجلس الوطني أو على صعيد كل منها؟ - في العام الماضي أعدنا النظر في آلية العمل المشتركة لأحزاب المجلس الوطني بما يؤدي الى تفعيل دوره السياسي ولاننكر وجود مصاعب في ذلك من واقع كل حزب على حدة.. أحياناً نحاول أن نجعل تلاقينا في إطار المجلس الوطني فرصة للتعاون وتبادل الخبرة بين أحزابنا فضلاً عما يتطلبه منا تعبيرنا السياسي الواحد كتكتل في الحياة الحزبية. شهادات التميز ❊ بالنسبة للحوار هل نقول إنكم مستبعدون منه.. وما سبب ذلك؟ - طرفا الحوار الحالي المنحصر بين الأحزاب الممثلة في مجلس النواب علَّـقا مشاركة بقية شركاء الحياة الحزبية عموماً، ونحن نتمنى على الطرفين أن يدركا حيوية مشاركة الآخرين في الحوار مادام مسعاهما المصلحة الوطنية والحياة الحزبية والسياسية برمتها، ونؤكد على ما قلناه في اجابة سابقة أن المشاركة المفتوحة في الحوارات تفضي الى تطور ايجابي للمسار الديمقراطي وتسهم في تثبيت شرعية كل فرقائه ومسئوليتهم المشتركة تجاه الوطن والمجتمع الذي نحسب أنه وحده من يعطي شهادات التميَُّز وعلامات النجاح للأحزاب مع امتحانات كل دورة انتخابية لمؤسسات النظام. تفاؤل ❊ كلمة أخيرة؟ - تغمرنا مشاعر التفاؤل بانتصار النهج الديمقراطي وأن تسهم كل اطرافه بروح وثَّـابة بالمحبة والتعاون في تطوير مساره ومؤسساته وأن نجعله داعماً لوحدة الوطن وتقدمه وسيادته واستقراره وسلامه الاجتماعي وأن يترفع فرقاء الحياة الحزبية عن الخصومات الجانبية وأثقالها ويتحلوا جميعاً بالمسئولية الوطنية في المناقشة والتقارب والتكافل السياسي لصالح وحدة المجتمع وأمانيه الذي يتطلع اليها في مستقبل مزدهر.