محمد شرف الدين -
إعلان جماعة الإخوان وعبر فرعهم في حزب الاصلاح بعدن تأييدهم للانفصال أو فك الارتباط تطور خطير خصوصاً وأن البيان لم يصدر عن شخص، وإنما عن الفرع وقد أعلنوا فيه (تأييدهم تأييداً مطلقاً للقضية الجنوبية وعدالتها وحق أبناء الجنوب في تقرير مصيرهم). وجاء هذا الموقف عشية احتفال شعبنا اليمني بعيد ثورة 14 أكتوبر.. الثورة التي انتصرت للجمهورية ولليمن الواحد الموحد بعد نضال استمر أكثر من قرن وتضحيات جسيمة استطاع الشعب ان يسقط مخطط المستعمر البريطاني وعملائه الذين عملوا على تمزيق اليمن إلى شطرين ومن ثم فسيفساء بتقسيم المقسم الى أكثر من 20 إمارة ومشيخة وسلطنة والتي كان يطلق عليها (محميات) محاولين طمس الهوية اليمنية الواحدة لشعبنا بشتى السبل ..
إن هزيمة (الإخوان) وفشلهم في الحرب الأخيرة تبدو واضحة في عدم قدرتهم على التفريق بين المعقول وغير المعقول وبين حل القضية الجنوبية وبين فك الارتباط، وسعيهم إلى محاولة تدمير كل شيء في البلاد، والانتقام من الشعب وزجه في حرب أهلية لا تبقي ولا تذر من وراء تعمدهم على إطلاق هذه الفتوى الفتنة والتي يجب أن يحذر منها الجميع..الشارع اليمني يعرف أن الإخوان خرجوا أمس القريب يحرضون الناس باسم الدين وباسم الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر للقتال دفاعاً عن الثوابت الوطنية وزعموا أنهم وحدهم يدافعون عن النظام الجمهوري ويتصدون (للروافض) المحاصرين للعاصمة صنعاء.. وظلوا يشغلون خلق الله وهم يولولون ويتباكون ويطلقون تهماً لا حصر لها ضد الرئيس ووزير الدفاع والمؤتمر والزعيم والاشتراكي، واليوم ها هم يهرولون لإسقاط الوحدة بإعلان تأييدهم (حق تقرير المصير للجنوب)..
هذا التغير في موقف الإخوان من (مجمهرين) إلى (انفصاليين) تغير يدفعهم إلى الانتحار حيث وإنهم بذلك يعترفون أنه لم تكن الجمهورية التي دافعوا عنها إلا أراضي مقر معسكر (الفرقة وجامعة الايمان وتبة صادق) .. لذا فمن الطبيعي ان يؤيدوا دعاة فك الارتباط، بعد أن ظهروا على حقيقتهم بأنهم أعداء للجمهورية وبقية أهداف الثورة اليمنية 26سبتمبر و14 أكتوبر المجيدة.
من غير المستبعد أن جماعة الاخوان أرادوا وعبر فرعهم في عدن ايصال رسالة شديدة إلى الرئيس هادي وكل القوى في الداخل والخارج بأنهم يرفضون مخرجات الحوار واتفاق السلم والشراكة الوطنية والمبادرة الخليجية والقرارات الدولية بشأن إنجاح التسوية السياسية..
كما أن سكوت قيادة حزب الإصلاح على نشر البيان فرع عدن في الموقع الرسمي للتنظيم يشير إلى أنهم يستعدون لخوض حرب جديدة بالركوب على موجة المطالبين بفك الارتباط بعد هزيمتهم في الحرب المزعومة للدفاع عن الجمهورية والعاصمة صنعاء.