محمد شرف الدين -
< الاستهداف السياسي والأمني والعسكري الذي تعرضت وتتعرض له مؤسسة اليمن الدفاعية والأمنية تجاوز كل الحدود خاصة على الصعيد الإعلامي، حيث يبين أن هناك من أراد ويريد أن يُذهب اليمن إلى الفوضى وهذا ما هو حاصل الآن بعد الأحداث الأخيرة التي حملت وتحمل وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة الداخلية والخارجية مسئولية ما حصل لجيش وطني عرف بتاريخ ناصع وتحمل على عاتقه مهمة تخليص وتحرير اليمن من الظلم والطغيان والقهر والجبروت الإمامي الاستعماري ومن البؤس والتخلف الذي سيطر على عقل وجسد الشعب اليمني بتفجير أولئك الأبطال الميامين الذين حملوا رؤوسهم على أكفهم متصدرين نضال الحركة الوطنية اليمنية بتفجيرهم لثورة (26 سبتمبر عام 1962م ومن بعدها 14 أكتوبر الخالدتين) ليكونوا في طليعة شعبنا دفاعاً عن النظام الجمهوري وطرد المستعمر الغاصب بالانتصار في ملحمة حصار صنعاء ونيل الاستقلال الناجز.. مواصلين أداء واجبهم المقدس للذود عن حياض الوطن وسيادته وأمنه واستقراره في شمال اليمن وجنوبه وشرقه وغربه مؤمّنين مسارات التنمية والبناء وعملية الانتقال بالوطن من حياة القرون الوسطى إلى حياة العصر الحديث بكل اعتمالاته وتفاعلاته.
إن جيشاً كهذا قدم منتسبوه تضحيات جسام وقوافل الشهداء دفاعاً عن شعبه وحريته وكرامته وعزته مواجهاً كل التحديات والاخطار ومنتصراً عليها في كافة المراحل والمنعطفات التاريخية ليكون المدافع الأمين عن تطلعات الشعب ووحدته وأمنه واستقراره متصدياً لكل المشاريع الصغيرة قديمها وحديثها حتى اطلق عليه عن حق وصدق مؤسسة اليمن الكبرى..
وحزب الأحزاب نجده اليوم عرضة لهجمة شرسة من ضعفاء النفوس ومن أزلام أولئك الذين كانوا دائماً لا يريدون لليمن وشعبه إلاّ الشر الذي ظهر في افتعالهم للأزمات والصراعات والحروب والفتن والتطرف وثقافة العنف والإرهاب، مستمدين حياتهم من النهش في جسد الوطن وروحه وقلبه النابض قواته المسلحة والأمن..
نقول لهؤلاء الواهمون إذا اعتقدتم أن مؤامراتكم الحاقدة والخبيثة قد نجحت بالنيل من طود شامخ كالجيش اليمني الذي ابتلي بقيادات على ما يبدو أنها لا تعي أن هي من يتحمل المسئولية عما حدث أمام الله والتاريخ والشعب اليمني.. بيد أن الحقيقة تقول إن الجندي والمقاتل اليمني المنتمي لمؤسسة وطنية كقواتنا المسلحة والأمن لا يمكن أن يكون جباناً أو خائناً أو ضعيفاً لكن من يمكن أن يوصف بتلك الصفات السيئة هو بعض من أؤتمنوا على قيادته فخانوا الأمانة وهم من ينبغي أن توجه إليهم تلك الحملات الإعلامية غير المسؤولة وغير الحصيفة والقاصرة وليس إلى جنود وصف ضباط عرفوا وجربوا واختبروا وعرفت شجاعتهم وإقدامهم طوال تاريخنا اليمني المعاصر، وسطروا في صفحاته ملاحم بطولاتهم للدفاع عن شعبهم وحريته وسيادته ووحدته وأمنه واستقراره بأحرف من نور.. وهنا يجب أن نذكِّر بالقول المأثور لقائد عسكري عظيم هو نابليون بونابرت: «ليس هناك جندي سيئ وإنما هناك قائد سيئ».