موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - 6364 مهاجر أفريقي وصلوا اليمن في شهر - الرئيس/ علي ناصر يعزّي بوفاة النائب البرلماني الدكتور عبدالباري دغيش - تدشين خطة الانتشار الإسعافي على الطرق السريعة - النواب يجدد الثقة بالإجماع لهيئة رئاسته لفترة قادمة - صنعاء: انطلاق حملة للتبرع لمرضى الثلاسيميا - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 43 ألفاً و799 - مع غزة ولبنان.. مسيرة مليونية بصنعاء -
مقالات
الميثاق نت -

الإثنين, 03-نوفمبر-2014
بقلم/ عبده محمد الجندي* -
< نعم يا فخامة الأخ رئيس الجمهورية إن حاجتكم الى التصالح والتسامح مع حزبكم أكثر من حاجته إلى العقوبات الدولية.. أقول ذلك وأستحلفك بالله أن تعمل ما في وسعك للحيلولة دون إصدار هذه العقوبات التي قد تضيف مشاكل جديدة، وأنا واحد من المؤتمريين الذين تم تصعيدهم إلى اللجنة العامة بتوجيهات رئيس الجمهورية السابق رئيس المؤتمر وبقرار من رئيس الجمهورية الحالي النائب الأول الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام حينما كان نائباً لرئيس الجمهورية، وبعد انتهاء مهمتي كناطق رسمي للحكومة في فترة الأزمة السياسية ابلغني الأمين العام المساعد للشؤون الإعلامية الدكتور أحمد عبيد بن دغر أنني اخترت ناطقاً رسمياً للمؤتمر الشعبي العام وحلفائه بتوجيهات رئيس المؤتمر بحكم ما عرفت به من خطاب إعلامي معقول ومقبول في الأوساط السياسية المؤيدة والمعارضة يمثل النهج الموضوعي للمؤتمر الشعبي العام.. وقبل أن ننتقل من الحديث عن الأنا الملعونة وما قد يبدو عليها من الأنانية التي تجعل الحديث عن الموضوعي مقدماً على الحديث عن الذاتي، لابد من رأي أقوله بقدر كبير من المصداقية حول مقترح العقوبات المطلوبة على رئيس الجمهورية السابق رئيس المؤتمر الشعبي العام وما سوف يترتب عليه من الانعكاسات السلبية على التسوية السياسية التي باتت قاب قوسين أو أدنى من النهاية المطلوبة والمشرفة لفخامة الأخ رئيس الجمهورية وللدول الشقيقة والصديقة الراعية للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقرارات مجلس الأمن الدولي وللسيد جمال بن عمر ممثل الأمين العام للأمم المتحدة ولكافة القوى السياسية والحزبية الموقّعة على اتفاق السلم والشراكة ولجماهير الشعب صاحبة المصلحة الحقيقية في وحدة اليمن وأمنه واستقراره وفي التحول السياسي من الشرعية التوافقية الى الشرعية الدستورية المعبرة عن إرادة الشعب الحرة.
نعم يا فخامة الاخ الرئيس عبدربه منصور هادي إن أي عقوبات دولية على مواطنين يمنيين بطلبات مكتوبة منكم سوف تُحسب عليك سلباً لأنك المسؤول عن حماية أبناء الشعب اليمني وعدم الموافقة على أي إجراءات أو تدابير عقابية تتخذ بحقهم من مجلس الأمن الدولي تماماً كما حدث من سلفكم مع الزنداني والمؤيد رغم معرفته بأنهم يقفون في الصفوف الأمامية للمعارضين وعلى وجه الخصوص الأشخاص الذين تربطك بهم علاقات أخوية ورفاقية تاريخية أمثال الزعيم علي عبدالله صالح، لا بل وحتى بحق من تختلف معهم في الرأي وتتهمهم بالاعتداء على السيادة الوطنية للدولة اليمنية سواء أكانوا أنصار الله أو كانوا من الحراك الانفصالي أو كانوا من حزبك المؤتمر وحلفائه أو كانوا من أحزاب اللقاء المشترك أو كانوا من تنظيم القاعدة أو من أنصار الشريعة.. الخ.
لأن واجبك يحتم عليك من الناحية الدستورية والقانونية حمايتهم واخضاعهم للثوابت الوطنية والعقاب أمام القضاء اليمني وبشرعية يمنية وأخلاقية مستمدة من الاسلام ومن العادات والتقاليد اليمنية ومن التشريعات النافذة التي تختزل ما لدى الشعب اليمني من قيم الأصالة والمعاصرة، لأن عبدربه منصور هادي الوطني والإنسان هو الذي سوف يصبح مادة لكتاب التاريخ وليس عبدربه الرئيس المؤيد من الخارج، قد لا يكون رأياً مقبولاً، وقد تتهمني بالتبعية والانحياز والمجاملة لرئيس المؤتمر ولأنصار الله، وتسخير قلمي للدفاع عنهم وعما ارتكبوه من الأخطاء العسكرية والأمنية والسياسية وقد تتجاوز تلك الاتهامات الى عرقلة التسوية السياسية وربما الخيانة الوطنية والعمالة والتبعية للثورة الايرانية المتهمة بدعم الشيعة في حروبهم العبثية مع السنة ودعم الزيود والروافض في حربهم مع الشوافع.
أعود فأقول:«أنا رب إبلي وللكعبة ربٌ يحميها»، أي أن واجبي كمؤتمري يحتم عليّ الدفاع عن علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام وتنبيه عبدربه منصور هادي نائبه الأول الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام.. وأصدقك القول بأن واجبك كرئيس للجمهورية وقائد أعلى للقوات المسلحة أن لا تبالغ في تحميل الرئيس السابق وزر قطع الكهرباء والنفط وبتهمة دعمه للقاعدة وبتهمة دعمه لأنصار الله وما حققوه من انتصارات في حربهم السابعة مع الدولة لأسباب يندرج في نطاقها أن للرئيس السابق من الناحية الأخوية والأخلاقية والإنسانية فضلاً عليك لا يمكنك تجاهله فيما وصلت إليه من مسؤولية تاريخية تحتم عليك رد الوفاء بالوفاء أو على الأقل عدم المبالغة في استضعافه، واحترامه كمواطن أولاً وكرفيق درب ثانياً على قاعدة «المتهم بريئ حتى تثبت إدانته» أي أن ما بينه وبين القاعدة من عداءات سابقة ولاحقة تجعل دعمه لها عملية مستحيلة، حتى ما بينه وبين أنصار الله من هدنة لا يعني أنه الداعم الأول لما حققوه من الانتصارات العسكرية على الدولة، ربما لأنهم - أي أنصار الله- تعاملوا معه كرئيس سابق حاربوه في قوته فمنعوا أنفسهم من الاعتداء عليه كمواطن ورئيس حزب سياسي، نظراً لما سوف يحدثه هذا الاستضعاف من سخط شعبي يقلل من مطالبهم العادلة، فكانت أهدافهم محصورة في مواجهة من لايزالون يتمترسون خلف الاستكبار بحكم ما وصلوا اليه في عهدكم من النفوذ السياسي والقبلي والعسكري والمالي والأمني، أي بما يمثلونه من مراكز للقوة تؤثر على بناء الدولة المدنية الحديثة نظراً لما لديهم من دعم خارجي ودعم داخلي ونظراً لما لديهم من العلاقات والتحالفات مثل الاخوان المسلمين وغيرهم من الجماعات الارهابية، أقول ذلك وأقصد به أن هؤلاء هم الذين فرضوا التحدي على أنصار الله ولم يتركوا لهم سوى الاستجابة، متناسين أنهم كانوا شركاء في الشرعية الثورية التي أطاحت بالرئيس السابق من السلطة والمتهمين أيضاً بسرقتهم ثورة الشباب وتضحياتهم وما عُرفوا به في فترة حكمهم من سوء استخدام السلطة والارهاب والاخونة واقصاء الآخرين من أعمالهم ومواقعهم وبأخونة القوات المسلحة والأمن والوظيفة العامة، وقبل ذلك وبعد ذلك فقد كانوا متهمين بإفلاس الدولة في دفاعهم عما اتخذته الحكومة الفاسدة من الجرعة القاتلة التي تحولت الى مأساة دفعت الأغلبية الساحقة مستقلة كانت أم حزبية الى دعم الثورة الحوثية التي قادها من جبال صعدة السيد عبدالملك الحوثي الى أن حققت أهدافها المعلنة في اسقاط الحكومة الفاسدة ومراجعة الجرعة السعرية، وتجاوزت ذلك الى اسقاط المعسكرات في مواجهات قادها اللواء علي محسن الأحمر ومن معه من الأنصار والمؤيدين الذين تصدروا المعركة مشتركة بالتحالف مع التنظيمات الارهابية التي رفعت شعار الدفاع عن الجمهورية بوجه الإمامة.. والسنة في مواجهة الشيعة.. والشوافع في مواجهة الزيود، وشكلوا الاصطفاف المدافع عن الحكومة والجرعة الذي ولد ميتاً قياساً بما حققته الثورة على الفساد من الانتصارات المدنية والعسكرية بأقل قدر من الامكانات.
أعود فأقول إن اتهام الرئيس السابق بأنه أوعز لأتباعه في مساندته ودعمه لأنصار الله مدنيين كانوا أو عسكريين عبارة عن تهمة ظنية غير صحيحة لأن أنصار الله خاطبوا في الشعب مصالحه ولم يخاطبوا قيادته وما يعتقده من المذاهب والأيديولوجيات.. وأضافوا الى المصالح خطابات جمهورية وحدوية وإسلامية تقوم على تعدد المذاهب وتنوع الخطباء والخطابات في شارع المطار أمام مئات الآلاف من الإعلاميين والمعتصمين السلميين في شارع المطار وفي غيره من الشوارع والساحات الاخرى.
هُزم الجنرال في أول موجهة بعد أن أعلن التجمع اليمني للإصلاح أنه لن يحارب عن الفرقة ولم يحارب عن جامعة الايمان، وأعلن الشيخ عبدالمجيد الزنداني أن جامعة الايمان تغلب خيار السلم على خيار الحرب، متفقاً مع أنصار الله أن يكفلوا لهم خروجاً آمناً من الجامعة، وأعلنت الكتائب المسؤولة عن حماية التلفزيون والوزارات ومجلس الوزراء والقيادة العامة للقوات المسلحة والعرضي والتوجيه المعنوي دعمهم لأهداف الثورة، ودعا وزير الداخلية أفراد الأمن الى التعاون مع اللجان الشعبية لأنصار الله المكلفة بحماية المنشآت العامة والخاصة، ولاشك أنكم يا فخامة الاخ الرئيس قد أُصبتم بالصدمة من هذه الهزيمة التي لم تكن متوقعة بهذه السرعة حتى من أنصار الله أنفسهم، وكانت مواقفكم الرافضة لإعلان الحرب حسب طلب الجنرال المهزوم قد اتخذت في ضوء ما لديكم من المعلومات عن سير المعارك الميدانية وتأكيدكم حرصكم على تقديم خيار التفاوض السلمي مع زعيم انصار الله على خيار الحرب رغم ما لديكم من القوات المسلحة المكلفة بحماية جنوب وشمال العاصمة من قوات الاحتياط وقوات الحماية الرئاسية وغيرها من المعسكرات التي كانت في حالة جاهزية قتالية ولكن بمعنوية متدنية ناتجة عن الانتصارات المتلاحقة لأنصار الله وعن شرعية المطالب التي لامست معاناة الشعب وعن حجم ما أحدثته الحكومة من الفساد المالي والإداري الذي أوصل الدولة الى درجة وشيكة من الإفلاس جراء ما تراكم من العجز الذي فرض تلك الجرعة القاتلة والمرتجلة.
أقول ذلك يا فخامة الرئيس وأقصد به أن هول الصدمة وفاجعة الهزيمة قد أصابت جميع القيادات العسكرية والأمنية والقيادات السياسية والحزبية وفي مقدمتهم رئيس المؤتمر الشعبي العام التي أعلنت وقوفها الى جانب الشرعية الدستورية ممثلة بالأخ رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وأبلغتكم بتلك المواقف في لقائكم باللجنة العامة وما سبق من البيانات والوساطات التي حملت وجهة نظر المؤتمر ورئيسه ولجنته العامة، وقوبلت بفتور يعبر عن أزمة ثقة غير مبررة.
قد تقول يا فخامة الاخ رئيس الجمهورية إن الرئيس السابق كان يتمنى في أعماق نفسه أن لا ينتصر الاخوان المسلمون على أنصار الله بحكم ما بينه وبينهم من خصومات تجاوزت دعوته الى انتخابات رئاسية مبكرة وتسليم السلطة الى حد اغتياله ومعه كبار رجال الدولة في جامع دار الرئاسة وما سقط فيه من الشهداء والجرحى، في وقت ينظر فيه للقتلة بأنهم فوق المحاكمة رغم ما لديه من الأدلة، قد لا أختلف معك أن خصومتهم مع أعداء اليوم تغلبت على خصومه مع من حاربهم بالأمس، لكنه في واقع الأمر لا يستطيع أن يعلن أي نوع من أنواع التحالفات مع أنصار الله وفق ما لديه من الحسابات والعلاقات الداخلية والخارجية، لقد ظل ذلك هو موقفه الثابت من الاتهامات المبنية على معلومات سطحية مستمدة من مشاركة بعض المؤتمريين المتضررين من الجرعة السعرية ومن الممارسات الاخوانية التي أقصت المؤتمريين من وظائفهم وأعمالهم بصورة جعلتهم أقرب الى التعاطف مع أنصار الله من التعاطف مع الاخوان المسلمين الذين استمرأوا الظلم ومارسوا الاضطهاد بحق المؤتمريين واتهموهم بالفلول حيناً وبقايا النظام حيناً والفاسدين معظم الأحيان وتوعدوهم في كل الحوارات بالويل والثبور وعظائم الامور والتحقيقات والمحاكمات ونصب المشانق ولم يجدوا منك ما كانوا يتطلعون اليه من الدعم والحماية، وبلغ بهم الهوان الى حد توقيف الدعم ومصادرة ما تركه الرئيس السابق من أموال مؤتمرية بحسابات رئاسية استولى عليها وزير المالية دون وجه حق وما نتج عنها من إغلاق مقراتهم وشلل حركتهم التنظيمية والسياسية وتوقف اجتماعاتهم الدورية بعد أن استحال دعوة اللجنة الدائمة الى الانعقاد حتى لا يفهم خطأ منكم أنها دعوة تستهدف إبعادكم من مواقعكم التنظيمية التي خولتكم سلطات استثنائية تضاف الى ما لديكم من سلطات رسمية.
نعم يا فخامة الاخ الرئيس.. والأغلبية الساحقة من المؤتمريين يشعرون بالظلم ويعتبرون أن مواقفكم قد انحصرت في نطاق الرغبة في إبعاد رئيس المؤتمر فكانت سبباً لفشل كل الوساطات التي نقلها اليكم الأمناء العامون المساعدون والتي كان يوافق عليها رئيس المؤتمر ويرفضها رئيس الجمهورية غير آبهٍ بالنظم الداخلية، ووصلت التعقيدات والمعاناة الى الذروة مما حدث لقناة «اليمن اليوم» ولجامع الصالح من استفزازات عسكرية وأمنية قامت بها الحماية الرئاسية التي تنتمي الى ما كان يسمى بالحرس الجمهوري، لذلك لا يمكن للرأي العام أن يصدق ما تنسبونه لسلفكم من اتهامات بأنه مازال ممسكاً بزمام المعسكرات والأجهزة الأمنية والقوات المسلحة التي وقفت معه لحماية الشرعية الدستورية بدليل ما قمتم به من الحروب في شمال الوطن وجنوبه ضد الارهاب بعد أن قمتم بتغيير كافة القيادات المدنية والعسكرية المحسوبة عليه بالقرابة أو بالولاء الشخصي.
إن علي عبدالله صالح الذي تربطه بالمملكة العربية السعودية أقوى العلاقات التي تكونت خلال ثلاثة وثلاثين عاماً من الحكم لا يمكنه أن يتحول من النقيض الى النقيض في مواقفه وعلاقاته الداخلية والخارجية، والاتهامات التي توجه له من خصومه لا تختلف عما توجه لكم ولوزير دفاعكم من اتهامات كيدية بتسليم المعسكرات والعاصمة للمليشيات الحوثية.
لا أحد يصدق على الاطلاق ما تكيله بعض الوسائل الإعلامية العربية من اتهامات مبنية على قصور في المعلومات التي بالغت بما يتمتع به الرئيس السابق من قدرات مالية وعسكرية وشعبية تضعه في مصاف رؤساء الدول العظمى.. وأنت تعرف ونحن نعرف أنه لم يعد يمتلك من المال والأمن ولا من السلطة ولا من القوة ما تمتلكه أنت بحكم الموقع الاول الذي نُقل منه اليك في انتخابات أحادية وتوافقية كان أول الداعين اليها من خارج البلد وهو في رحلته العلاجية في الولايات المتحدة الامريكية..
الأمر الذي يستوجب المراجعة والتراجع الى المصداقية والموضوعية وما فُقد من الثقة الاخوية المجردة.. قد تكون المعلومات التي تروج لها وسائل إعلامية عربية وأجنبية مبنية على مبالغات تزين لكم الطريق الخاطئ الى عقوبات دولية مستندة الى مذكرات تحت توقيعكم لكي تدفع بكم الى مواقف غير مدروسة تكرر في الجمهورية اليمنية نفس ما حدث في العراق وفي ليبيا وفي مصر وفي سوريا من مخططات تدميرية سوف يتضرر منها الجميع ولا يستفيد منها سوى أعداء الوحدة والديمقراطية والسلام والأمن والاستقرار والتنمية الاقتصادية، وسوف تكتشف ولكن بعد فوات الأوان أن الرئيس السابق لم يكن بهذا القدر من الخطر الموجب للاستعانة والاستقواء بالقوى الدائمة العضوية أو بالدول العربية الغنية والمؤثرة على القرارات الدولية، وأن ما تعتقد أنه الوسيلة الوحيدة لإجبار الرجل القوي على الخضوع لسلطتك وجبروتك بُني على معلومات وتقديرات خاطئة حولت الرجل من مواطن وسياسي مقيم في منزله ومؤيد للشرعية الدستورية وحريص على تطوير العلاقات اليمنية الخليجية التي تكونت خلال السنوات الماضية الى رجل آخر يتخذ من شعبيته ومساندة المتعاطفين معه مدخلاً لتوفير ما يحتاجه أنصار الله من حاضنة شعبية في جميع المحافظات الجنوبية والشافعية بصورة تؤثر سلبياً على مواقف القوى المؤيدة لك لأن مصالحها تتقدم على ما لديها من الحسابات والمواقف المتغيرة.. ولك أن تراجع الماضي القريب والبعيد الذي وصل فيه الرئيس السابق الى ذروة القوة بلا منافس على الاطلاق، لأنه بعد هذا النوع من العقوبات سوف يجد نفسه مضطراً الى تحويل الاتهامات الى حقائق من باب ما له من حق في الدفاع عن النفس، وسوف تتحول شعبيته الى خطر حقيقي لا قِبَل لك في مواجهته، وحينما تكتشف القوى الدولية العربية والأجنبية التي تقف اليوم الى جانبك وتدفعك الى مثل هذه الاجراءات الخاطئة أن الحقيقة عملية مختلفة سوف تضطر الى مراجعة ما قامت به من مواقف وما هي بحاجة اليه من البدائل والخيارات ولكن بعد أن يكون الفأس قد وقع في الرأس، أي بعد فوات الأوان.
أنا لا أصدق ما أسمعه من البريطانيين والأمريكان الذين لا يحبون الخير للآخرين من اتهامات منسوبة اليكم، في وقت مازالت الفرصة سانحة ومازال بإمكانك الاستمرار فترة أطول في موقعك رئيساً توافقياً لكل اليمنيين دون حاجة الى هذا النوع من العقوبات لأن بإمكانك فقط أن تستعيد حزبك وتستميل قيادته من خلال بعض التنازلات البسيطة، وبمجرد اتصال عبر الهاتف تستطيع تطوير علاقتك مع من تتهمهم بعرقلة التسوية السياسية وفي مقدمتهم الزعيم علي عبدالله صالح الذي تربطك به علاقات قوية، أتذكرها من خلال ما صدر عنك من وعود للجنة العامة التي طالبت أعضاءها أن لا يتدخلوا في العلاقة بينك وبين الرئيس السابق وتركوها عليك وأكدت بصدق بأوضح العبارات أنك تعرفه قبل ما نعرفه وأنك تحرص عليه أكثر مما نحرص عليه ووعدت به خيراً وبأنه لا ولن يحدث له وأولاده أي أذى أو ضرر في عهدك، ثم أضفت الى ذلك أكثر من مرة أن المؤتمر سيبقى هو الحزب الرائد والقائد.. لا أبالغ إذا قلت لك من منطلق الثقة وما أكنه لك من الاحترام والتقدير والحرص على تحقيق ما يجب أن يتحقق في عهدك من الازدهار والحكم الرشيد الذي يحتاج فقط الى قدر من الوضوح والصراحة والاستعداد للاحتكام لما ندعو اليه جميعاً الى التصالح والتسامح بين جميع اليمنيين لأنني أعرف ما فيك من القيم الرفيعة وأعرف ما لديك من القناعات الوحدوية والديمقراطية النبيلة التي جعلت منك رئيساً توافقياً لجميع التيارات..
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)