نبيهة محضور -
تجاوزت الولايات الامريكية حدودها منتهكة المبادئ الدبلوماسية والقيم والمواثيق الدولية من خلال تدخلها السافر في الشأن الداخلي اليمني بمطالبتها الرئيس السابق الزعيم علي عبدالله صالح بمغادرة الوطن وهذا يمثل تدخلاً سافراً وفيه انتهاك للسيادة الوطنية لبلد له سيادته ودستوره وشعبه الذي من حقه هو فقط تقرير مصيره دون وصاية من احد، لاغية بذلك حق تقرير المصير ومصادرة لإرادة الشعب اليمني، وتمادت امريكا اكثر بتأثيرها على قرار مجلس الامن الدولي بفرض عقوبات على الزعيم مستندة على وشايات كاذبة بأنه من معرقلي التسوية كما أنه من غادر السلطة طواعية لحقن دماء اليمنيين وهو القائد لمشروع المصالحة الوطنية والاصطفاف الوطني.. وهنا السؤال يطرح نفسه لماذا تجاهلت امريكا بعض القيادات التي استخدمت نفوذها وقوتها وعرقلة المبادرة الخليجية واثارت الفتن وأقلقت السلم الاجتماعي داخل اليمن وكانت بحق معرقلة للتسوية السياسية؟ اذا كانت بحق حريصة على استقرار اليمن؟ ولكن يبدو ان قرارتها تلك كانت مدفوعة من قبل البعض الذين وجدوا في تواجد الزعيم صالح خطراً كبيراً على مصالحهم وبقائهم ولم يكن لتلك التجاوزات الامريكية أن تطل برأسها لو كان هناك قيادة وطنية قوية قادرة على الحفاظ على السيادة الوطنية التي فُقدت في عهد اضعف الحكومات في تاريخ اليمن مما سمح لأمريكا بممارسة بلطجتها على ابناء الشعب اليمني الذي رفض هذا التدخل معتبراً إياه اهانة كبرى للوطن والشعب وهذا ما اجمع عليه البرلمان اليمني الذي دان ورفض هذا التدخل السافر في حق ابناء الوطن بإجماع كل اعضائه ولأول مرة.
ويعتبر التدخل الامريكي بحق عرقلة واضحة للتسوية السياسية ونسف لمبادئ المبادرة الخليجية واتفاق السلم والشراكة بغرض الزج بالوطن في صراع يمزق بنيانه والا ماذا نسمي تدخلها في هذا التوقيت بالذات والذي فيه اليمنيون ينفذون اتفاق السلم والشراكة ؟؟
إن استهداف الزعيم هو استهداف للمؤتمر الشعبي العام الذي يعتبر القوة المؤثرة في تماسك الوطن وهي محاولة لزعزعة هذا التنظيم الرائد واضعافه ولم تدرك امريكا انها بقرار العقوبات هذا زادت هذا التنظيم قوة وتماسكا وصلابة وزادت من شعبية الزعيم علي عبدالله صالح الذي تدافعت الملايين لتعبر عن رفضها واستنكارها لمثل هكذا قرارات تمثل خرقاً واضحاً لكافة الشرائع والمواثيق الدولية والإنسانية التي تضمن للإنسان حريته وكرامته ، لينكشف امام العالم زيف وادعاءات امريكا التي تدعي رعاية السلام بينما تسعى لتمزيق الشعوب، كما ينكشف معها العملاء والخونة الذين باعوا الوطن من اجل مصالحهم واهدافهم الشخصية فسقطوا أمام الشعب..
لقد كانت قرارات المؤتمر الشعبي العام في اجتماع اللجنة الدائمة قرارات شجاعة عكست مدى الحس الوطني لقيادة واعضاء المؤتمر وكانت ملبية لرغبة قواعده وابناء الوطن الشرفاء الذين يقدرون الدور الكبير لهذا التنظيم الرائد الذي يحرص على امن واستقرار الوطن والذي لم ولن ينحني مهما كانت التآمرات.. وقد رفض ان يكون جزء في حكومة شكلت بإملاءات خارجية ووصاية اجنبية لتنفيذ اجندات تسعى لإضعاف الوطن وسلبه سيادته وقراره، فكانت نتائج أعمال اللجنة الدائمة رسالة قوية لأمريكا وعملائها لتؤكد ان المؤتمر الشعبي العام كان وسيظل الاقوى والاكثر تأثيراً على الساحة.. فتحية تقدير للمؤتمر الشعبي العام قيادة واعضاء على تماسكهم ومواقفهم المشرفة الرافضة لكل صور التبعية والاستكانة والضعف ولا نامت اعين الجبناء والعملاء.
[email protected]