|
|
حــــوار / امين الوائلي: - غداً.. في المستقبل، أجرينا هذا الحوار.. ليس ثمة سؤال أو إجابة واحدة إلا وهي تتدفق في مجاري الغد وإليه.. هنا والآن يولد القادم ويبرعم اليمن الجديد من رحم الأرض وأوردة التفاؤل المشبَّع بالثقة والأمل..
أمل لايعرف الانخذال وأحلام تخيطها الإرادة على مقاس اللحظة والواقع.. على مقاس الزمن اليمني المتوثب للانقداح.. المتأهب للاخضرار..
منذ إشهاره رسمياً في الخامس عشر من أغسطس الجاري.. »تيار المستقبل« استطاع أن يشعل نافذة على جدار المشهد السياسي وأن يستحوذ اهتماماً إعلامياً وثقافياً في الساحة يتوازى مع براعة الفكرة وأثيرية التسمية.. وبلاغة المشروع شكلاً ومضموناً.
لن تحاول المقدمة أن تقول شيئاً، ومباشرة نفتح الباب واسعاً أمام الأستاذ محسن العمودي رئيس تيار المستقبل- رئيس اللجنة التحضيرية بالأولى- في أول حوار شامل حرصنا على أن يكون شاملاً قدر الإمكان، إلاّ أننا ندعو أنفسنا والقُراء إلى قراءة الحوار بتأنٍّ وحرص على قراءة مابين سطوره وكلماته.. »المستقيلون وحدهم« كما يقول العمودي مدعوون للانفتاح على الفكرة والتدفق مع التيار.
> مباشرة.. ندخل في المضمون: من أين يأتي وإلى أين يصُبُّ تيار المستقبل؟
- من اليمن ولأجل اليمن.. وكما قلنا في بياننا التأسيسي إن التيار هو اصطفاف سياسي وطني شعاره كان وسوف يبقى »اليمن أولاً.. اليمن دائماً«.
> لماذا المستقبل.. وليس شيئاً آخر؟
- المستقبل يعني الحياة.. اليمن واليمنيون في حاجة إلى مستقبل، نعم.. هناك لبنات وضعت تحتاج إلى التنمية وتحتاج إلى رعاية من أجلنا نحن ومن أجل الأجيال القادمة أيضاً.
مع الرئيس.. مع الجميع
> تيار المستقبل أثار- على الأقل إعلامياً مجموعة من الأسئلة والاستفهامات.. الفكرة، التسمية، وربما القيادات أيضاً.. وأثير جانبياً موضوع الحسبة على جهة ما.. هذه الأجواء، كيف تتعاملون معها وأين تضعون أنفسكم تحديداً؟
- أولاً أي شيء جديد، دائماً يثير التساؤلات.. ونحن بدأنا كفكرة.. والفكرة باختصار شديد: اليمن في حاجة إلى توجه جديد بعيد عن التشنجات الحاصلة بين السلطة والمعارضة أو بين كل أركان المنظومة السياسية وأيضاً داخل كل حزب على حده.. نعلم جميعاً دون ذكر مسميات أنه في كل حزب داخله مشاكله سواءً سلطة أو معارضة، وبالتالي جاءت الفكرة أنه لابد من شيء جديد.. خطاب جديد متزن عقلاني هادئ ينظر إلى الغد.. ينظر إلى المستقبل.. جاءت الفكرة وتبلورت.
أما عملية الاتهامات فهي شيء وارد، لأنه يبدو أننا كعرب تربَّينا على نظرية المؤامرة، أيضاً التساؤل عن التوقيت.. أجبنا أكثر من مرة أن التوقيت مناسب ومناسب جداً، نحن أمام استحقاق انتخابي مهم بشقيه سواءً الرئاسي أو المحلي، وأعتقد أنها مرحلة مهمة في تاريخ اليمن ونقلة غير عادية في تاريخه، وبالتالي علينا تعزيزها وتثبيتها.
> هذا يعني أنكم لاتحسبون أنفسكم على أحد؟
- أبداً.. نحن مع الجميع وللجميع وأهمهم الشعب اليمني والإنسان اليمني والأرض اليمنية، ولكننا نحدد موقفاً.. وقد حددناه في بياننا: نحن نراهن على فخامة الأخ الرئىس علي عبدالله صالح، وأنه المقتدر الوحيد في الساحة القادر على الولوج باليمن إلى رحاب أوسع وآفاق أكبر.. نحن نراهن عليه.. ولايعني ذلك أننا نراهن على حزب أو تيار، إنما كشخص.. الرئيس بتاريخه ومنجزاته هذه مراهنة واضحة لا مساومة فيها.
منطق مرفوض
> .. ربما هذا الموقف وهذه المراهنة الصريحة هو مايثير حفيظة الآخرين في اللقاء المشترك.. من يقف مع الرئيس فهو ضد المعارضة، هذا ما يروجون له؟
-منطق من ليس معي فهو ضدي، أو من يقف مع فلان فهو ضدي.. هذا منطق مرفوض.. نحن حددنا خيارات وقلنا مراراً وتكراراً: نحن نراهن على فخامة الرئىس باعتباره المقتدر الوحيد في الساحة للانتقال باليمن نقلة نوعية بمعنى الكلمة، وبالتالي الاتهامات وغيرها سوف تتساقط مع الزمن.
وحسب لقائنا مع فخامة الرئىس، تأكد لنا مجدداً أنه جدير وقادر على أن ينتقل بنا إلى مرحلة قادمة جيدة.. تحقق نوعاً من الاستقرار السياسي والتنمية الحقيقية بمفهومها الشامل.
> من خلال لقائكم بفخامة الرئيس ومن خلال قراءتكم للوضع السياسي الراهن.. تراهنون أنه الوحيد القادر لإدارة البلاد والمرحلة.. وفي المعارضة من يقول هناك آخرين مؤهلين وإن كانوا هم أنفسهم رشحوا شخصية من خارج الأحزاب الخمسة، إلاّ أنهم يدفعون بالتغيير الدعائي؟
- القضية ليست هنا.. أرحام الأمهات لم تعقم أن تنجب رجالاً.. لكن عندما نتحدث عن وقت حالي نعيشه، وبعقلانية واتزان.. الرجل هو الأنسب والأجدر، وعندما نراهن عليه.. كانت المراهنة محسوبة ومدروسة ونحن على ثقة منها..
اللقاء مع الرئيس أيضاً أوضح الكثير من النقاط بالنسبة لنا حول جديته ونيته الفعلية لإحداث تغيير جذري في حياة الناس.
رهان رابح
> مرة أخرى.. والسؤال ذاته بتحديد أدق: لماذا علي عبدالله صالح؟
- الرجل تسلَّم السلطة في ظروف صعبة جداً.. استطاع أن يحقق الكثير، أهمها من وجهة نظر شخصية أنه استطاع أن يستقل بالقرار السياسي اليمني.. جميعاً نعلم كيف كان القرار السياسي وأين يصنع.. في الغالب من خارج الحدود.. هذه تحسب له، أنا من تجربتي في المهجر أعلم كيف كانت معاناة اللاجئين السياسيين نتيجة الصراعات السياسية الحاصلة سواءً فيما كان يُسمى الشمال أو الجنوب، وكيف استطاع أن يحفظ ماء وجوههم فعلاً في الخارج بدلاً من التسول في سفارات عدة نعرفها جميعاً.. استطاع فخامة الرئيس أن يحقق الكثير من المنجزات أهمها، مثلاً، الاستقرار السياسي.
النقطة التي يجب أن يدركها الجميع أن مقاصد الالتقاء بين المنظومة السياسية (سلطة- معارضة) كثيرة جداً، ولكن للأسف.. الحاصل أن هناك من يبحث عن نقاط الاختلاف ويؤججها ويكبّرها.. بينما نحن نقول لنكن موضوعيين وعقلانيين: من الأنسب والأجدر؟.. نحن راهنا، ونثق أنه رهان رابح.
تصوُّر للمستقبل
> يملك الرئىس علي عبدالله صالح مشروعاً متكاملاً للتغيير واستكمال الإصلاحات وبناء الدولة الحديثة.. تيار المستقبل حينما يراهن على الرئىس، بالتأكيد أنه يراهن على مشروع فخامة الرئىس.. معنى هذا أن لديكم مشروعاً تقارب أو تطابق مع مشروع الرئىس.. عناوين مشروع التيار وأولوياته بشكل أوضح؟
- كتيار المستقبل.. لدينا- أو بدأنا خطة بالفعل لإعداد برامج متكاملة في كافة المناحي من قضية الثأر إلى قضية الاسكان وكيفية المعالجة وأراضي وعقارات الدولة.. إلى كل مناحي الحياة، تعد عبر اختصاصيين كل في مجاله وسوف نقدمها.
نحن نتعامل مع ممكنات.. من السهل أن تقول خطاباً واسعاً كبيراً، لكن هل هو قابل للتحقيق؟ نحن نتعامل مع واقع ومع أفكار قابلة للتحقيق على أرض الواقع، أما الشطحات والمزايدات والعموميات فهي أشياء لم تعد مجدية.. وخطواتنا مدروسة لإعداد برنامج متكامل في كافة مناحي الحياة.
> معنى هذا أن التيار شخصية مؤسسية بحق للبناء عليها والعمل على ضوئها وليس مجرد ظاهرة قد تنطفئ سريعاً كما يقول البعض في المعارضة؟
- .. مؤكد، وبدأنا بالفعل إعداد تصور متكامل لمركز دراسات استراتيجية معنى بكل الشئون اليمنية، يقوم بإعداد دراسات وبحوث على مستوى عالٍ من التخصص والكفاءة المعرفية، ليست شعارات وإنما خطوط وأفكار قابلة للتطبيق على أرض الواقع.. ليست أماني واحلاماً.
> هذا يعني أن فكرة التيار لم تأتِ كفكرة سياسية في المقام الأول.. أعني مكايدة سياسية، لأن البعض قرأ التيار على هذا النحو؟
- لا.. لا، ليست مكايدة، ولسنا في باب المكايدات، وكما قلنا في بياننا نحن مع الجميع.. نختلف مع البعض والاختلاف سنة من سنن الحياة، ونحن نراهن على فخامة الأخ الرئيس في إحداث التغيير المنشود..
> فكرتكم واضحة وأنتم من اليوم الأول قلتم هذا الكلام، تعتقد لماذا حسبتم على طرف دون آخر.. أو دعني أغيّر شكل السؤال: لماذا فكرة تيار المستقبل أثارت لدى البعض كوامن ذاتية بشكل أو بآخر؟
- عادةً كل جديد يثير.. ونحن نعتبر أنفسنا جدداً في الساحة بمسمَّى تيار المستقبل، ولكن كما قلت.. من شروطنا لعضوية التيار التجرد من آثار الماضي ومن آثار الصراعات.. بمعنى نحن منفتحون على الجميع، من أراد أن ينضم إلينا أو ينضوي تحت شعار المستقبل أو تياره فالباب مفتوح شريطة أن يرمي بكل موروثات الماضي خلف ظهره.. وأهلاً وسهلاً به.
المستقبليون فقط
> من خلال قراءتكم للمشهد السياسي اليمني، بالتأكيد الكل يقول إنه ينشد المستقبل والتغيير.. هل تعتقدون أن الخطاب أو الآلية الحاصلة في إدارة الشأن الحزبي وتحويله إلى حالة من الصراع السياسي المعزول عن محيطه الحضاري.. هل الجميع قادر على مواكبة شعاراته من خلال المناهج والبرامج الحزبية الموجودة الآن؟!
- مؤكد لا.. المستقبليون فقط.. وحدهم قادرون على المواكبة، بمعنى أن التجرد من موروث الماضي، يجعل الإنسان متحرراً ومنطلقاً إلى الأمام.. التجرد أيضاً من الذاتية وهي نقطة مهمة جداً.. مأساتنا أنه حتى داخل الكيان الواحد أو الحزب الواحد هناك الكثير من الصراعات والتيارات وكلها مماحكات بعيدة عن القضية الأساسية.. قضية أرض وإنسان، وبالتالي كما قلت سابقاً نحن نرحب بالجميع وأكرر ذلك، شريطة أن يكون بالفعل مستقبلياً، ينظر إلى الأمام لايجتر صراعات الماضي، مأساتنا مازلنا نجتر صراعات الماضي وهي تعيقنا.. معروف في الحياة هناك ثوابت وهناك متغيرات.. نحن للأسف نتجاهل المتغيرات ومازلنا على ثوابت الستينيات والسبعينيات بعضها وبعضها في الخمسينيات ومازلنا مكبلين.. هناك متغيرات في الحياة لم نستطيع أن نواكبها، وبالتالي كل من يرى في نفسه قدرة على أن يكون مستقبلياً يواكب متغيرات الحياة والعالم من حولنا فهو منا ونحن منه.
اجترار الماضي
> قلتم في بيان التأسيس إننا وبعد 16 عاماً من التعددية السياسية وصلنا إلى مرحلة حرجة.. ماذا يعني ذلك أو ماهي عناوين الحرج الحاصل؟!
- المماحكات الحاصلة.. مثلاً، التشنج الحاصل في الخطاب الإعلامي، أعتقد أنه يؤثر سلباً على المواطن البسيط.
هناك من يصور الاستحقاق الانتخابي الجميل في 20 سبتمبر القادم وكأننا داخلون على معركة أو حرب.. الناس في حاجة إلى استرخاء وقراءة برامج.. عملية التشنج هذه لابد أن تزول من النفوس.. التشنج الحاصل من وجهة نظرنا كتيار، ومن جهة نظر شخصية أيضاً أنه نتيجة اجترار موروث الماضي، الكل ينظر إلى المستقبل بموروث الأمس.
كما قلت من قبل إن نقاط الالتقاء بيننا كأبناء شعب بغض النظر عن الانتماءات السياسية، كبيرة جداً ونقاط الاختلاف والتباين قليلة وهامشها صغير يمكن إزالتها ويمكن بالانطلاق إلى الأمام أن نتحرر من هذه الأعباء.
> هل تدخلت المصالح في تعطيل فاعلية المكون السياسي والمدني للأحزاب والتنظيمات.. بمعنى أنها مسألة مصالح ليس أكثر؟!
- مؤكد.. مصالح ذاتية، البعض لم يستطع أن يتحرر، وقف عند مرحلة معينة، ليس على المستوى الحزبي فقط حتى على المستوى التاريخي لنا كشعوب عربية أو إسلامية.. نفس النقطة: اجترار موروثات الماضي وصراعات وعدم النظر إلى الغد أو المستقبل بنظرة جديدة..
> المشكلة أن هناك إصراراً لدى البعض ليس فقط لاجترار الماضي، بل أيضاً اجتزائه وتشويه المراحل.. بمعنى نحن نأخذ من الماضي الجانب السلبي لا أكثر، لكن تجربة 28 عاماً من حكم الرئىس علي عبدالله صالح يحاولون اسقاطها من حسابات التاريخ تماماً، حتى قالوا لم يتحقق شيء على الإطلاق..؟
- في مؤتمرنا الصحفي بمناسبة الإشهار في 15 أغسطس قلت: يكفي الرئىس علي عبدالله صالح أن الموجودين في القاعة من كل محافظات الجمهورية وأنا متأكد من كلامي أنهم من المهرة إلى صعدة، هذه تحسب للرئيس علي عبدالله صالح شئنا أم أبينا، الرجل لديه الكثير من الإيجابيات.. وعلينا أن نكون واقعيين ومنصفين في ملاحظة السلبيات التي لابد منها في كل زمان ومكان غير صحيح بالمرة أن تكون النظرة كلها سوداوية ومتشائمة.. وغير صحيح أيضاً أن النظرة تكون كلها وردية وجميلة.. هناك منغصات ومشاكل ولكن كيف تعالج.. بخطاب عقلاني هادئ متزن وببرامج قابلة للتحقيق وليست أحلاماً وأمنيات.
اتفقنا مع الرئىس
> الأربعاء القادم تبدأ مرحلة الدعاية الانتخابية.. وقد ارتبطت لدينا في دورات سابقة بالمزايدات والوعود الكاذبة أكثر من اعتمادها على لغة برامجية.. هل ترى أن الأحزاب باتت متجاوبة مع حاجات الواقع إلى لغة البرامج.. ويتجاوب معها الشارع؟!
- حتى الآن في الساحة لايبدو ذلك- لكن نحن كتيار- واتفاقنا مع فخامة الأخ الرئىس أننا سوف نقدم برامج متكاملة، بحيث الناس فعلاً يراهنون على الأخ الرئىس وعلى برامجه وما سيقدمه بعد انتخابه إن شاء الله.
> برامج تنفيذية.. أم خطط ودراسات..؟
- نحن سنقدم برامج للجميع، من يتبناها نحن معه وهو معنا.. الأخ الرئىس أبدى استعداداً تاماً أن يتبنى برنامج تيار المستقبل.. فنحن معه وهو معنا.
جميلة.. ولكن!
> توقيت إشهار تيار المستقبل.. هل جاء صدفة أو مقصوداً؟
- أعتقد أن التوقيت كان مدروساً ومناسباً جداً.. نحن ببساطة مجموعة ارتأت أن مايحدث من خطاب متشنج وبعض مهاتراته وصلت إلى التجريح الشخصي.. لايخدم وطناً.. كمجموعة ارتأينا أنه لابد من خطاب جديد ونغمة جديدة.. على الأقل تسهم في حراك سياسي، وأعتقد أنه خلال أسبوع من إشهار التيار في 2006/8/15م، ماحدث كان إيجابياً، وردود الأفعال كانت أيضاً إيجابية.. هناك ردود أفعال سلبية وهذا شيء طبيعي ومتوقع دائماً، لكن الإيجابي طغى على السلبي.
> الإيجابي.. ما ملامحه؟
- الاتصالات التي أتلقاها، أو رسائل البريد الاليكتروني، أو رسائل SMS.. تؤكد أن هناك تجاوباً متناغماً مع الفكرة.
أبسط ما قيل- مثلاً- من شخصية لاداعي لذكر اسمها »أن الفكرة، جميلة ورائعة وكانت في بالنا وأنتم بادرتم بها«.. حسناً.. إذاً أنت معنا ونحن معك، ليس هناك خلاف.. أيضاً أن هناك خطاباً جديداً أو بالون إنقاذ جاء فجأة ليخرج الناس من دوامة المماحكات.. اعتقد أن هذا شيء إيجابي وأن الناس كانت بحاجة إلى من يزرع البِشْر والأمل في نفوسهم.. وأعتقد أننا استطعنا ذلك.
> والسلبي.. ما عنوانه؟
- السلبي أن هناك من ينظر بريبة.. وكما قلت من قبل يبدو أن العقلية العربية بنظرية المؤامرة مسيطرة.. أن كل شيء وراءه جهة ما.. نحن من هذه الأرض وجزء من هذا الإنسان وإليه.
ليست شطحات
> يلامس الاسم »تيار المستقبل« معاني خاصة لدى الشباب تحديداً.. ربما لأن هذه الشريحة هي مشروع المستقبل.. ماذا لديكم للشريحة الشابة؟!
- معظم أو جل المؤسسين من الشباب.. أيضاً لاحظ أن الشباب قد يكون أحياناً ليس شباب العمر أو السن.. قد يكون شباب العقل، أنك قد تجد إنساناً تجاوز مرحلة الكهولة أو ربما الشيخوخة ولكن لديه عقلية متفتحة، هذا ما نريده..
نريد عقليات منفتحة ونفسيات سوية.. وأنا أكرر دائماً أن النفسية السوية مهمة جداً في التعامل.. التجرد من الأهواء الذاتية، من الأنا الزائدة على اللزوم، من صراعات الماضي.. وكيف ننظر بتجرد إلى المستقبل.. هذا هدفنا.. وسننجح إن شاء الله.
> تُطرق كثيراً مفردة صراعات الماضي.. عناوين هذه الصراعات؟
- هناك صراعات كثيرة.. وهناك موروثات جمة على مستوى الساحة اليمنية.. »أنا معك« أنها بحاجة إلى معالجات، لكن أن نقف عندها أو عند لحظة تاريخية معينة أو عند حدث معين ونظل نجترّه، هذا يكبلنا ويعيقنا.. حتى في الأخطاء البشرية الشخصية عندما يقف معها الإنسان أو عندما ينتهي، كيف يتحرر الإنسان من أخطائه وعيوبه ويقتل موروثاته السلبية ليتحرر عقلاً وذهناً ونفسية.
> هناك من يمدد ذاته لتصبح هي البديل لقضية الوطن وجدل المواطنة التنموية.. بين الفرد العاقل الإيجابي والآخر المتضخم.. أيهما يحتاج واقعنا بالإضافة إلى المشاريع البرامجية؟
- بالتأكيد.. المجتمع بحاجة إلى أفراد، لكن أيضاً فرد دون مشروع، حتى كفرد ذاتي وليس كقائد، دون مشروع يضيع- الوطن في حاجة إلى مشروع والوطن في حاجة إلى أن يسهم الجميع في إعداد وإنجاز هذا المشروع بالنظرة إلى المستقبل والتفاؤل بالغد.. يمكن إعداد مشاريع واقعية قابلة للتنفيذ وليست شطحات وأوهاماً.
> ما ترونه في الساحة.. هل يلامس حاجيات وعناوين واقعية؟
- بالتأكيد ليست كلها، هناك خطاب عقلاني هنا وهناك لكنها كالنشاز، لابد من الإجماع على مشروع وطني متكامل محل إجماع- لانقول كل الناس ولكن معظمهم.
الإنسان أولاً
> لمن تعطي الأولوية في قائمة الإصلاحات المنشودة.. للسياسة، للإدارة، للتعليم..؟!
- التنمية تبقى الأساس..
> والتنمية أيضاً تبقى عموميات عريضة؟
- أقصد التنمية التي تبدأ أولاً بالإنسان.. لايمكن تحقيق تنمية بإنسان مهزوم داخلياً.. أنت مطالب أولاً أن تعيد الاعتبار لهذا الإنسان، الفخر بدوره وتاريخه.
اليمن- من وجهة نظرنا في التيار- أنه يمكن أن يلعب دوره غير العادي ليس فقط على مستوى الخارطة الجغرافية لليمن.. وإنما على مستوى الجزيرة والخليج وجنوب شرق آسيا وشرق أفريقيا.. لكن علينا أن نرتب لذلك ببيتنا من الداخل أولاً.
اليمنيون عموماً مقبولون سواءً في دول الجوار أو جنوب شرق آسيا أو شرق أفريقيا.. نتيجة الهجرات التي حصلت والثقافات المكتسبة.. اليمن مهيأ لأن يلعب دوراً غير عادي.
لن يخدم أحداً
> المستقبل ربما لايختلف كثيراً في دلالاته ومضامينه عن الوحدة كحلم صار واقعاً على الأرض.. وهي المشروع الجماعي الأبرز الذي دشناه وبه دشنا إصلاحاً سياسياً وشاملاً.. هل يتقاطع الأمران هنا؟
- .. الوحدة منجز غير عادي في التاريخ، وليس تاريخ اليمن فحسب وإنما تاريخ العرب ككل.. توحد أرض من صعدة إلى المهرة.. وتبادل المنافع والمصالح بين كل أبناء الوطن الواحد.. هذا مكسب غير عادي وغير هيّن بالمرة..
تبقى أمور كثيرة يمكن أن تعزز وتسهم في التنمية.. التنمية بمفهومها الشامل الواسع التي تبدأ بالإنسان نفسه.
> التنمية معنى جميل.. وليس فيها شيء مما يُطرح نشاز من حين لآخر على غرار بدعة إصلاح مسار الوحدة؟
- وهذا من شروط تيار المستقبل.. التجرد من صراعات الماضي، أكرر مرة أخرى أن نقاط الالتقاء بين أبناء اليمن كبيرة جداً، نقاط الاختلاف لاتتجاوز الواحد في المائة يمكن معالجتها وتأجيلها، الوقوف عند لحظة تاريخية معينة واجترارها لن يخدم وطناً ولن يخدم الحزب نفسه أو التيار نفسه.
الخطوة التالية
> الخطوة التالية.. لإعلان الإشهار.. مانوعها؟
- لدينا كتيِّب صغير نعد له: من نحن، ماذا نريد، لماذا علي عبدالله صالح، سوف ينزل بكميات كبيرة، أيضاً حملة نزولات غير عادية في عموم محافظات الجمهورية لشرح فكرة تيار المستقبل.. وتقديم برامجنا أو الخطة العامة لبرامجنا حتى الانتهاء منها تفصيلياً.
> .. إنما بالتأكيد لستم حزباً سياسياً..؟
- حتى الآن نعم.. نحن اصطفاف سياسي وطني..
> حتى الآن..
- حتى الآن.. قابل أن يتحول إلى حزب.
> ربما هذه المرة الأولى تطرحون هذه الرؤىة.. وقد تكون بشارة حسنة؟
- إن شاء الله..
> ماذا عن المرأة في المستقبل وتياره؟
- نائبة رئىس اللجنة التحضيرية للتيار امرأة: الاستاذة إشراق الجديري.. وهذا الجانب مهم جداً.. الكل كما نرى لدى أحزابنا ومنظماتنا السياسية تتحدث عن المرأة ودورها.. وهي تهمش المرأة، وأيضاً المرأة عليها دور لابد منه، أما أن تجلس حتى يتكرم عليها الذكور بموقع.. هذه مكرمة.. عليها أن تبادر هي وتفرض نفسها، التيار مراهن على المرأة ووجود نائب رئيس عنصر نسائي أمر جيد قابل للتوسع.
> والتيار بحاجة إلى جهاز إعلامي يواكب هذا الزخم والطموح الهادر..
- نحن بصدد الانتهاء من تدشين موقع على شبكة الانترنت باسم التيار وأيضاً صحيفة ومجلة، صحيفة أسبوعية وقد تكون يومية، ومجلة فصلية أو شهرية سوف يتم الإعداد لها.
> ليس سراً الكشف عن عدد الأعضاء عند الإشهار؟
- اللجنة التحضيرية تسعة، المؤسسون تجاوزوا المائة حتى الآن قابلين للزيادة لأن لدينا طلبات عدة ونحن بصدد إعداد استمارة بهذا الخصوص للراغبين في الانتماء.
غباء سياسي
> هناك خطاب متشائم يرى المستقبل هاوية وكارثة.. وكأننا قادمون على حرب؟!
- البعض للأسف أوصل الناس إلى مرحلة التعصب والتشنج وهي من أخطاء الماضي أيضاً.
> لايزال صوت واهٍ وئيد يحاول العزف على وتر المناطقية.. لماذا؟
- أعتقد أن هذا خطاب أحمق في ظل ما يسمى بالعولمة.
> استهلكت الصحافة عنوان الإصلاح، الداخل والخارج؟
- بالنسبة لنا مرفوض الاستقواء أو الارتهان للخارج.. وأعتقد أن معارضة الخارج أيضاً هي نوع من الهروب، الوجود في الداخل قد يكشف تلك القوى ويعريها وحجمها الحقيقي، وبقاء البعض ولا أقول الكل.. في الخروج هو نوع من الهروب.. والعمل من داخل الوطن هو الأصل والفرع.. المراهنة على الخارج أو الارتهان للخارج غباء سياسي، والنماذج نعيشها سواءً في العراق أو غيره.. علينا أن نتوافق فيما بيننا البين ونصل إلى صيغة مشتركة للتعايش والاستمرار.
بعد الأخير..
> آخر سؤال لدي.. شخصي.. كثيرون يهمهم معرفته: من هو محسن العمودي؟
- باختصار: مواطن من الجمهورية اليمنية ينظر إلى المستقبل.. ومتفائل به.
> ما بعد الأخير.. ماذا تقول لعلي عبدالله صالح؟
- رسالة قصيرة، وليست نصيحة.. لست أنا من ينصح رجلاً بحجم علي عبدالله صالح: اليمن.. الأرض والإنسان يراهنون عليك وأنت رهانهم الرابح.
|
|
|
|
|
|
|
|
|
تعليق |
إرسل الخبر |
إطبع الخبر |
معجب بهذا الخبر |
انشر في فيسبوك |
انشر في تويتر |
|
|
|
|