|
|
|
لقاء /منصور الغدره - وصف المناضل الوحدوي الكبير محمد سالم عكوش الدعوات للانفصال بالتمرد على شرعية التاريخ وعلى الحق الوطني للشعب اليمني في وحدته الأزلية..
وقال المناضل عكوش- الذي يعد من اوائل اعضاء حركة القوميين العرب ومؤسس الجبهة فرع الكويت عام 1961م، وشغل عدة مناصب حكومية عقب الاستقلال- في حوار مع «الميثاق»: نحن ننظر إلى هذه الدعوات باشمئزاز.. باعتبارها دعوات خسيسة يقف خلفها معتوهون وانتهازيون لفظهم شعبنا اليمني إلى مزبلة التاريخ.. مؤكداً بأن الشعب اليمني لن يفرط بوحدته وبنضالاته وسيحميها بكل ما أوتي من قوة وسيقاتل من أجلها ويقدم التضحيات فداءً لها.. وقضايا أخرى تطرق إليها عكوش في حوار ساخن تفاصيله في المساحة التالية:
> أستاذ محمد، ماذا تحتفظ به ذاكرتكم عن يوم الثلاثين من نوفمبر1967م- يوم الاستقلال المجيد ورحيل المستعمر البريطاني عن جزء غالٍ من ارض اليمن؟
< أقول بكل صراحة إنني اعتبر هذا اليوم هو أجمل يوم في حياتي، لانه جاء بعد نضال طويل وتضحيات جسيمة قدمها الشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه، فيوم الاستقلال المجيد في الثلاثين من نوفمبر، يعتبر مناسبة عزيزة وغالية على كل مواطن يمني.. لان أهداف الجبهة القومية التي كنت عضواً فيها- كانت أهداف سامية وجليلة، على رأسها تحرير الجزء الجنوبي من الوطن من براثن الاستعمار، وبالتالي بفضل الله ثم تلك النضالات والتضحيات الكبيرة التي قدمها الشعب اليمني في سبيل التحرر من الحكم الكهنوتي الإمامي والاستعمار البغيض، تحقق الاستقلال الوطني الناجز، وتنفست الحركة الوطنية الصعداء، في توحيد جنوب الوطن، الذي كان عبارة عن كنتونات سلطنات ومشيخات وامارات.. حيث كان هناك أكثر من 22 سلطنة ومشيخة وإمارة في جنوب اليمن، فجاء الاستقلال فوحدها في كيان واحد، وبفضل هذا الاستقلال توحد اليمن في الـ22 من مايو 1990م.
والوصول إلى يوم الاستقلال لم يأت هكذا سهلاً وإنما جاء بعد نضال وتضحيات قدمها الشعب في مختلف المراحل التاريخية، في مقاومة سياسات المستعمر، إلى أن انتفض شعبنا في شمال الوطن ثائراً ضد الحكم الإمامي في ثورة الـ26 من سبتمبر1962م، معلناً التحرر من استبداد الإمامة والبدء بالثورة ضد المستعمر الغاصب.
فتحركت الجبهة القومية بدعم ومساندة وحضور كبير للثورة الأم (ثورة26 سبتمبر) الوليدة- حينها- التي أعلنت الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني، لتجد ترحيباً ومساندة من عامة الشعب اليمني، فضلاً عن دعم حركة التحرر في الوطن العربي، وفي مقدمة ذلك جمهورية مصر العربية ممثلة بزعيمها العربي الراحل جمال عبدالناصر..
وبالنسبة لنا نحن في محافظتي المهرة وحضرموت فقد كان معظم العمل النضالي ضد المستعمر يتم في المجال السياسي، على شكل الخروج في مسيرات ومظاهرات والتفاعل مع الثورة اليمنية وتنظيم الاحتجاجات والإضرابات العمالية والعصيان المدني، بعكس بقية المحافظات كمدينة عدن والضالع ولحج وأبين وأجزاء من شبوة، فقد كانت مقاومة عسكرية ومعارك عنيفة تخوضها فصائل الكفاح المسلح ضد قوات الاستعمار البريطاني وعملائه، لقربها من مقر إقامة المندوب السامي وكبار مسئولي السلطات الاستعمارية في مدينة عدن، وتواجد المعسكرات التابعة للسلطات البريطانية أو الموالية لها.
> هناك من يحاول ضرب وحدة الحركة الوطنية في الشمال والجنوب.. فما دور ابناء المحافظات الشمالية الى جانب اخوانهم ابناء المحافظات الجنوبية في الكفاح المسلح وتحقيق الاستقلال؟.
< الثورة اليمنية- سواء أكانت ثورة سبتمبر أو ثورة أكتوبر- هي ثورة كل اليمنيين ولم تكن ثورة خاصة ببعض اليمنيين دون البعض الآخر، فمثلما كانت ثورة 26 سبتمبر تعني كل اليمنيين، لأن الشعب اليمني والحركة الوطنية كانوا يدركون تماماً، انه لو لم تقم ثورة 26 سبتمبر في الشمال ضد الحكم الإمامي، لما قامت هناك ثورة 14 أكتوبر ضد الاستعمار البريطاني في الجنوب.. لذلك فجميع اليمنيين ينظرون إلى أن ثورة سبتمبر هي ثورة كل اليمنيين، وبنفس الشيء ينظرون إلى أن ثورة أكتوبر ثورتهم أيضاً..
ونحن في حركة القوميين العرب- الجبهة القومية- كنا اول من أطلقنا على الجنوب تسميته بـ"جنوب اليمن المحتل"، وناضلنا تحت هذا الشعار.. والإخوة المناضلون من أبناء المحافظات الشمالية كانوا يتواجدون جنباً إلى جنب مع إخوانهم من ابناء المحافظات الجنوبية والشرقية في جبهات القتال ضد المستعمر في مناطق الجنوب عموماً.
وعلى سبيل المثال للحضور الشمالي في ثورة أكتوبر والكفاح المسلح، فقد كان من ابرز القادة العسكريين والفاعلين المؤثرين في مرحلة الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني، الشهيد المناضل الكبير عبدالفتاح اسماعيل، الذي كان يقود جبهة عدن، والمناضل محمد سعيد عبدالله( محسن) وكثيرون، فضلاً عن الشهيد البطل عبود الشرعبي، الذي دوخ أجهزة الاستخبارات العسكرية والأمنية للمستعمر، والذي استشهد على يد سلطات الاحتلال في معركة بطولية يوم 11 فبراير1967م، في معركة بمدينة الشيخ عثمان بعدن والتي قادها «عبود» ضد القوات البريطانية التي كانت تعتزم تفريق مسيرة؛ احتجاجاً على إعلان تأسيس الاتحاد الفيدرالي الذي أعلنته سلطات الاحتلال وسط رفض اليمنيين.
فدارت معركة مباشرة بين الفدائيين بقيادة عبود، وقوات الاحتلال البريطاني المدعومة بالدبابات والطائرات الهليكوبتر، وقد باشر البطل الشهيد عبود، برمي قنبلة إلى داخل إحدى الدبابات البريطانية ما أدى إلى تدميرها بالكامل بما فيها من جنود، ما أدى إلى انسحاب القوات البريطانية من مكان المظاهرة، لكن أحد الجنود( القناصة) البريطانيين-الذي كان قد كلف بمراقبة ومهمة قنص الشهيد عبود- كان ذاك الجندي يختفي في منارة مسجد النور بالشيخ عثمان، وعندما بدأ الفدائي عبود بالانسحاب أطلق القناصة عليه النار فأصابه بشكل مباشر واستشهد على إثرها، وكانت هذه الواقعة حدثت بجانب مطعم دي لوكس المعروف بالشيخ عثمان، وبعد ذلك قامت القوات البريطانية مباشرة بأخذ جثته إلى مستشفى (الملكة)، والذي أطلق عليه مستشفى عبود، ومن ثم الجمهورية.
وعلى ذكر الشهيد عبود، فقد اعتبرت سلطات الاستعمار البريطاني يوم اغتياله، يوم نصر لها ونهاية للثورة ضدها، فذهبت تحتفل بمناسبة القضاء عليه وتعلن في إذاعاتها ووكالات الأنباء العالمية بمقتله والإشادة بأفراد قواتها في القضاء على ابرز الفدائيين اليمنيين، باعتبار ذلك انتصاراً ومكسباً كبيراً تحقق للسلطات البريطانية على الثوار اليمنيين.
وقابل اليمنيون يومها احتفال سلطات المستعمر باستشهاد عبود، باحتفال مماثل من خلال إقامة جنازة مهيبة له وتنكيس الأعلام وإعلان ثلاثة أيام حداد، فضلاً عن تخليد اسم عبود في ذاكرة التاريخ النضالي اليمني، من خلال إعلان يوم استشهاده بيوم الشهيد اليمني- كالجندي المجهول- ظل الاحتفال به وإحياؤه من خلال الاحتفال به سنوياً في المحافظات الجنوبية.. حيث أطلق على يوم 11 فبراير- يوم استشهاد عبود الشرعبي 1967م، بيوم الشهيد، ظل الاحتفال به سنويا إلى أن تم إعلان الوحدة وقيام الجمهورية اليمنية في الـ22 من مايو 1990م، وهذا تأكيد على امتزاج دماء المناضلين الأحرار من أبناء الشمال والجنوب في المعركة ضد الحكم الإمامي والمستعمر المغتصب.
بالإضافة إلى المناضل البطل(الإبي) الذي أطلقت عليه سلطات الاستعمار حينها بـ"صائد الدبابات"، اضافة إلى ان هناك أعداداً هائلة من المناضلين من المحافظات الشمالية الذين رووا بدمائهم الطاهرة تراب وأرض الجنوب- سواء في الجانب الفدائي والعسكري او في الجانب السياسي، لا تسعفني الذاكرة لذكر أسمائهم.
> لكن لماذا يحاول البعض تغييب مثل هذه الحقائق ونفي وحدة النضال اليمني.؟.
< من يريد أن يغيّب مثل هذه الحقائق وينكر مساهمة أبناء المحافظات الشمالية في ثورة اكتوبر، وتحقيق الاستقلال، فهو إما جاحد او انه مزور للتاريخ أو أنه اقصائي ويعيش على مر التاريخ في مغالطات وتزوير للحقائق والتاريخ.. لكنهم لن يستطيعوا ان يغالطوا حقائق التاريخ.
بل إن أول مؤتمر للقوى الوطنية اليمنية لتدارس بدء الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني في الجنوب اليمني، عقد في دار السعادة بالعاصمة صنعاء يوم 24 فبراير 1963م، حضره أكثر من 1000 شخصية سياسية واجتماعية ومستقلة، إلى جانب عدد من الضباط الأحرار وقادة من فرع حركة القوميين العرب. وتوصلوا إلى اتفاق لتوحيد جميع القوى الوطنية اليمنية في إطار جبهة موحدة. وجرى في المؤتمر استحداث مكتب تكون مهمته وضع مشروع ميثاق مؤقت للتنظيم الجاري تشكيله، وذلك على هيئة نداء إلى جميع القوى التي تؤمن بوحدة الحركة الوطنية اليمنية في النضال لحماية النظام الجمهوري والدفاع عن ثورة سبتمبر الخالدة، وتحرير الجنوب اليمني من الاحتلال الأجنبي، حيث استقر الرأي على تسمية هذه الجبهة باسم "جبهة تحرير الجنوب اليمني المحتل" وأخذت في أغسطس من نفس العام تسميتها النهائية "الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل" على أساس الاعتراف بالثورة المسلحة أسلوباً وحيداً وفعالاً لطرد المستعمر.
وتم في هذا المؤتمر تشكيل لجنة تحضيرية من الشخصيات والقيادات المشاركة فيه كان على رأسها المرحوم قحطان محمد الشعبي، وبعد اجتماعات عدة عقدتها اللجنة التحضيرية، أعلن في 19 أغسطس 1963م تأسيس "الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل". وتم تشكيل قيادة الجبهة من 12 شخصاً. وقد تكونت الجبهة من خلال اندماج سبعة تنظيمات سرية أعلنت إيمانها بالكفاح المسلح، ثم التحقت فيما بعد ثلاثة تنظيمات أخرى بالجبهة القومية، والتي كانت الإطار العام للكفاح المسلح في الجنوب بعد اشهر فقط، حيث عاد في أغسطس 1963م، أبناء ردفان الثوار من مشاركتهم في الدفاع عن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر في شمال الوطن بقيادة الشيخ غالب بن راجح لبوزة، الأمر الذي أثار سلطات الاستعمار لتنطلق شرارة ثورة اكتوبر من جبال ردفان عام 1963م واستمر النضال وصولاً إلى الاستقلال في الـ30 من نوفمبر 1967م.
> أنتم كحركة قوميين عرب ومناضلين ضحيتم من اجل الوحدة اليمنية.. كيف تنظرون إلى الدعوات الانفصالية اليوم التي يروج لها البعض؟.
< نحن ننظر لها على أنها خروج عن طاعة عامة الشعب اليمني- شماله وجنوبه- وتمرد على شريعة التاريخ وعلى الحق الوطني للشعب اليمني في وحدته الازلية..
ولكن أنت تعرف هذه الأيام أن البائعين كثر، وأعداء اليمن كثر في نفس الوقت.. وأمام هذا سنظل مدافعين عن استقلال اليمن ووحدته وامنه واستقراره، ومن داخل اليمن ايضاً وليس من خارجه، كما يفعل البعض من المتطفلين والمستثمرين لقضايا اليمنيين ومعاناتهم.. ولا يمكن لليمنيين أن يفرطوا في وحدتهم مهما كانت المؤامرات والدسائس التي يحيكها أعداء الوطن الذين يحاولون النيل من وحدة اليمنيين واستقرار وطنهم.
ونحن ننظر إلى هذه الدعوات الانفصالية باشمئزاز، ولن نسمح لها بأن تمر او تبرز على الوجود اليمني مهما كانت التضحيات والخسائر، لان خسارة وحدة اليمنيين لا تقدر بثمن ولا يمكن تعويضها بأي ثمن.. نحن ما زلنا موجودين والشعب اليمني سيحافظ على وحدته وسيقاتل من اجل بقاء وحدته اليمنية الشاملة المباركة لأنها رمز وجوده وهي هويته ورمز عزته وكرامته التي لا تنكسر ولا تلين أمام العواصف والمشاريع الصغيرة والمصالح الضيقة.
فالوحدة اليمنية لا تتحمل أخطاء الأفراد.. فاذا كان هناك أناس ممن قادوا شؤون دولة الوحدة أخطأوا فما ذنب الثورة اليمنية(26سبتمبر و 14 أكتوبر) التي ضحى الشعب من اجلها بالغالي والنفيس في سبيل تحقيق أهدافها النبيلة التي كانت الوحدة اليمنية من اسمي هذه الأهداف.. فالثورة اليمنية لم تخطئ ولكن البشر هم الذين أخطأوا وعلينا معالجتها.. أما الثورة فلها أهداف ومبادئ سامية ومنها إعادة تحقيق الوحدة اليمنية.
لذلك فالشعب اليمني مع الوحدة اليمنية، ونرفض أية مفردة من مفردات الانفصال او فك الارتباط او غيرهما، نرفضه رفضاً مطلقاً.. الوحدة اليمنية خط احمر، لا كلام فيها ولا مساومة، والشعب اليمني سيدافع عن الوحدة اليمنية، شاء هؤلاء "المسخ" أم أبوا.. ونحن لا يهمنا من هم ومن يكون هؤلاء الناعقون بالانفصال.
وهم في الحقيقة أشخاص لا يمثلون شيئاً ولا يشكلون أي خطر على وحدة الشعب اليمني، ولا تخيفنا هذه الدعوات الرعناء، وادعو الشعب اليمني- الذي أصبح واعياً بأهداف هذه الدعوات- إلى عدم الالتفات لها أو الانشغال بها.
وليعلم كل واحد انه إذا ما انفصلنا- لا قدر الله- فستزيد المآسي والمعاناة والمشاكل، فالبعض يعتقدون أنه إذا انفصلنا ستنتهي مشاكل اليمن، بالعكس سنتشرذم وسنتقاتل، ولن ينتهي قتالنا وآلامنا في اليمن إلا إذا تعززت وترسخت الوحدة، وهذا مبدأ كل يمني حر وشريف ينتمي للأرض اليمنية، سواء أكان في المحافظات الشمالية أو في المحافظات الجنوبية والشرقية لليمن.
> الى أي مدى يمكن للشعب ان يتقبل فكرة إحياء المشاريع القديمة الضيقة، كمشروع الجنوب العربي الذي عاد به الجفري مؤخراً..؟!.
< مثل هذه الدعوات وتلك المشاريع الضيقة رفضها الشعب اليمني قبل عشرات العقود، ولا يمكن ان يقبل بها اليوم، ونحن نعيش اليوم في القرن الواحد والعشرين.. العصر عصر التوحد والتكتلات ومستحيل ان يقبل اليمنيون بمشاريع التمزق والتفتت وفكرة الكنتونات والسلطنات المتناثرة والممزقة.
هذه الدعوات قديمة ونحن كيمنيين لا يمكن أن نرجع خطوات إلى الخلاف إطلاقاً، سنمضي الى المستقبل لبناء اليمن الكبير وسنوطد الأمن والاستقرار والازدهار والنماء من خلال وحدتنا المباركة لا رجعة عنها.. ولا انفصال داخلها..
وكل من جاء الآن يريد أن يصطاد في الماء العكر، فهو يعيش متاهات وخيالات من الماضي.. والمدعو عبدالرحمن الجفري، هذا إنسان يعاني من انفصام في الشخصية، فهو موسمي ينتهي بانتهاء"المدفوع له"، انه إنسان انتهازي، وإلا قُلْ لي: ماذا عمل لليمن حزب الرابطة طوال العقود الماضية، فلم يفعل ولا حسنة واحدة تشفع للجفري وأمثاله المعتوهين.. والشرفاء في حزب الرابطة أما أنهم خرجوا منه أو أنهم ماتوا ولم يعد في الرابطة إلا نفر قليل منهم عبدالرحمن الجفري، يتكلمون عن مثل هذه المشاريع سيئة الذكر.
وإلا يأتينا أي شخص أمثال علي سالم البيض الذي أشعل في يوم من الايام الحرب ضد الشعب اليمني ووحدته، ثم فر بعد ذلك إلى خارج اليمن، ليعود الى نفس مواله الدموي حيثما يكون هو الآن لا يهمنا.. المهم نقول إن الوحدة اليمنية ثابتة وراسخة رسوخ الجبال ولا يمكن اياً كان ان يزحزحها، ونحن هنا سنقف بالمرصاد لكل من تسول له نفسه المساس بها، سواء أكان البيض أو الجفري أو غيرهما.
وننظر الى هذه الدعوات على أساس أنها انتهازية رخيصة لن نقبلها، ولا يمكن أن يعود الشعب اليمني إلى عهد السلطنات البائد، والى المشاريع التمزيقية القديمة كالاتحادات والمشيخات ابداً.
> وما الحل من وجهة نظرك لمواجهة هذه الدعوات المريضة؟
< البلاد شهدت إجرء حوار وطني شاركت فيه مختلف القوى والأطياف السياسية اليمنية ومنظمات المجتمع المدني وممثلون عن كافة شرائح وفئات الشعب اليمني، واتفق الجميع على مخرجات لهذا الحوار فيها حلول لكل مشاكل اليمن، والآن يتم ترجمتها وعكسها في مواد دستورية في الدستور اليمني الذي يجري صياغته من قبل اللجنة المشكَّلة لهذا الغرض.
وكل هذه المواضيع وتلك الأمور التي تم انجازها لا يمكن أن يكون وجودها عبثاً ولن تذهب تلك الجهود سُدى على الإطلاق، وبالتالي فالمجتمع الإقليمي والدولي يؤيد ويدعم مخرجات الحوار والجميع يشرف على تنفيذها وترجمتها على ارض الواقع اليمني لتكون حلولاً ناجعة لمشاكل ومعاناة اليمن واليمنيين.
وهؤلاء الذين يريدون فك الارتباط أنا استطيع أن أؤكد لكم أن لا احد معهم وإنما هم مجموعة من الانفصاليين ومن زمان هذا هدفهم وليس من الآن.. حيث كنا أيام زمان في حضرموت وفي المهرة كانوا يطالبون بالانفصال وبعض ابناء المحافظات مصرون على حقهم ويريدون ان يعملوا دولة لوحدهم او شيئاً من هذا القبيل لكن هؤلاء قلة قليلة لا تؤثر على ثوابت ومصالح الشعب اليمني.
إذاً ما الذي يريده "فلتان" وإلا "علان".. لا يهمنا ما يريدونه لان هؤلاء يخططون ويبنون قصوراً في الماء العكر.. فليعملوا ما يشبع غريزتهم وأهواءهم البالية.. لكن نحن نقف لهم بالمرصاد ولكل أعمالهم الخسيسة.. ولن يعود شعبنا إلى الأوضاع الخسيسة والتفاهات التي يفكر فيها الجفري أو البيض أو غيرهما من الناس الذين قذف بهم الشعب اليمني إلى مزبلة الماضي السيئ.. وفي الأخير كلٌّ سيأخذ جزاءه وسيعاقبه الشعب اليمني على كل تصرفاته وأفعاله وجرائمه التي ارتكبها بحق اليمن ووحدته وبحق الشعب اليمني.
|
|
|
|
|
|
|
|
|
تعليق |
إرسل الخبر |
إطبع الخبر |
معجب بهذا الخبر |
انشر في فيسبوك |
انشر في تويتر |
|
|
|
|