نجيب شجاع الدين -
< دول الاتحاد الاوروبي تقول إن التسوية السياسية الخاصة باليمن تسير ببطء شديد.. فيما أظهرت دول مجلس التعاون الخليجي انها لاتحب الخداع وترى انها توقفت داعية اليمنيين الى مواصلة الحوار واستكمال تنفيذ خارطة الخروج من الأزمة.
بلغ عمر التسوية السياسية في اليمن ثلاث سنوات لم ينجز خلالها نصف ما تضمنته المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المحددة في 23 نوفمبر 2011م ولايزال اللحن الاعلامي يعزف يومياً على مسامعنا مقطوعة الانطلاق نحو المستقبل والله على شعب اليمن!!
تسير ببطء.. لماذا كل هذا الاستعجال ونفاد الصبر؟!.. تريثوا حتى تكمل لجنة صياغة الدستور اكتشافاتها في «أبوظبي» لحقوق وواجبات المواطن.
وتريثوا ازاء المساعي الجارية لحل مشكلات متراكمة منذ عقود.. المسألة في اليمن ليست وجبة «اندومي» سريعة التحضير وإنما عملية تقاسم لكعكة تتطلب المزيد من الوقت.
مواقف الدول العشر الراعية ودول التعاون الخليجي في الذكرى الثالثة للمرحلة الانتقالية لم تحمل في طياتها رفض الاعتراف بما تحقق مسبقاً، خاصة في جانب المؤتمر الشعبي العام والزعيم علي عبدالله صالح الذي وقع على المبادرة الخليجية وقدم تنازلات جساماً لتجنيب البلاد الانزلاق إلى الهاوية.. لكنها تشكك في كفاءة ونيات عدة أطراف وقوى سياسية وقعت على التزام تنفيذها بنود المبادرة الخليجية..
يمكننا هنا إعادة النظر في مدى انطباق شروط الكفاءة مع النزاهة فلو انها كانت تنطبق على قادة الاحزاب لما وصلنا الى حكومة بحاح.
هذه الحكومة رقم «2» المخصصة لمهام الدولة المدنية الحديثة رأت النور أخيراً عبر مايمكن تسميته «تحكيم قبلي» حيث فوضت القوى السياسية رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء المكلف حينها بتشكيل الحكومة بالطريقة التي يرونها ملائمة للمصلحة الوطنية العليا..
يخشى المهندس خالد محفوظ بحاح من أن تصبح حكومته مسلوبة الارادة على يد الاحزاب التي تنتظر على أحر من الجمر تشريفه قاعة البرلمان وتقديم طلب نيل الثقة من اعضاء مجلس النواب وعندها «آمر تدلل».
استُحدثت حقيبة وزارية لشئون تنفيذ مخرجات الحوار الوطني اسندت لمطلق يبدو أنها ستعيش على الذكرى..
أبرز مهامها ان تظل على مقاعد الاحتياط وانتظار الاشارة..
لا وقت لتنفيذ مخرجات الحوار في وقت يراهن أو ينتظر الجميع داخلياً وخارجياً مخرجات الاحتراب الجاري وما ستؤول اليه الاحداث في اليمن.. وبالتالي بحث شئون التنفيذ خاصة للمبادرة الخليجية الثانية التكميلية..
على كل لايزال أمام اليمن واليمنيين متسع كافٍ ليكونوا وسيلة لموضوعات خالية من المعنى واليقين بل حتى من الرحمة والشفقة.