د.علي مطهر العثربي -
< الرجال الأوفياء في المؤتمر الشعبي العام كثيرون والأكثر من كل ذلك أن هناك من الوفاء للمؤتمر الشعبي العام ما يجعله أكثر قدرة على الأداء فيعمل على تجميع عناصر القوة الفعلية من القيادات والكوادر والمؤسسات والآليات والمعدات التي تجعل المؤتمر الشعبي العام أكبر مؤسسة وطنية في ساحة الفعل الوطني المشرف وتذكرنا بمرحلة الاستاذ القدير والغيور والمناضل الجسور عبدالقادر باجمال الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام الذي أقعده المرض، وكانت أحلام المؤتمر في أوج تفاؤلها، لأن الرجل كان يفكر ببعد استراتيجي واتضح ذلك من خلال إصراره على انشاء قاعة للمؤتمرات ومبنى متكامل يضم كل المؤسسات الإعلامية للمؤتمر الشعبي العام في مقر اللجنة الدائمة بالحصبة باعتباره موقعاً استراتيجياً وسطاً يسهل تواصل الاعضاء جميعاً ويعطي دلالة فاعلة على قوة المؤتمر الشعبية، إلا أن المرض حال دون ذلك ولم تخرج مشاريعه الى النور.
إن المؤتمر الشعبي العام عانى كثيراً من عدم التفرغ للقيادات العليا فيه الأمر الذي كان سبباً جوهرياً في إعاقة الأداء في مختلف تكوينات المؤتمر الشعبي العام وربما أصيب ببعض الركود والرتابة في الأداء التنظيمي، قد صبر المؤتمر طويلاً لعدم التفرغ، وقد جاءت الأزمة السياسية وتركت أثاراً كارثية على البلاد والعباد وكان نصيب المؤتمر الشعبي العام منها واضحاً وبارزاً من خلال استهداف قياداته وكوادره والاعتداءات التي طالت مقر اللجنة الدائمة في الحصبة بالإضافة الى المعاناة من عدم التفرغ، ولذلك جاء انعقاد اللجنة الدائمة الأخير كضرورة حتمية لتضع الحلول المناسبة لحالة الجمود والركود والشتات الذي يعاني منه المؤتمر الشعبي العام، وكان من تلك الحلول تكليف أمين عام يدير الأداء اليومي للمؤتمر متفرغ وقد وقع الاختيار على شخصية وطنية جامعة اتصفت بالقدرة الفائقة على العطاء في مختلف المواقع الإدارية والسياسية والتنظيمية وقامة وطنية قادرة على تمثيل الوطن اليمني الواحد والموحد والاستاذ المناضل الذي عرفناه في ميادين النضال والكفاح من أجل عزة وشموخ اليمن وقوة إرادته الواحدة والموحدة الأخ العزيز عارف عوض الزوكا، وكانت أولى خطواته التنظيمية القيام بزيارة لمبنى اللجنة الدائمة في الحصبة التي تعد رد اعتبار للمؤتمر الشعبي العام وبداية الانطلاقة الحقيقية لتفعيل الأداء التنظيمي، وكل ما اتمناه أن يقف الأمين العام الاستاذ عارف الزوكا أمام احتياج المؤتمر الشعبي العام الملح لتجميع كوادره ومؤسساته في المقر الدائم للمؤتمر الشعبي العام.
إن المرحلة المقبلة من الأداء التنظيمي تحتاج الى تكاتف كافة المكونات التنظيمية للمؤتمر الشعبي العام التي تعتمد العمل الطوعي المباشر والمبادرات الشعبية من أجل تفعيل الأداء التنظيمي لتثبت قدرتنا على النقاء والإبداع لندحض إدعاءات الباطل التي ما فتئت تلصق التهم بالمؤتمر الشعبي العام في كل فعالية رغم أن أصحاب الإدعاءات يدركون أن المؤتمر الشعبي العام إرادة شعبية تستمد قوتها من الإرادة الإلهية التي لا غالب لها وأنه كذلك فكر وطني متجدد وانطلق من واقع الشعب ولم يكن امتداداً لأي فكر خارجي على الإطلاق وهذا هو سر بقائه متألقاً وقوياً بقوة الإرادة الجماهيرية.
إنني في هذا الحيز أخاطب التكوينات التنظيمية في فروع المحافظات والجامعات والكليات والمديريات بالقول الواضح والبيّن الذي لا يقبل الاحتمالات والتأويلات فهو قطعي الدلالة أن المؤتمر الشعبي العام إرادة شعبية مستنيرة تستمد قوتها من الاعتصام بحبل الله المتين وترفض ما عدا ذلك من الأهواء والنزوات التي سيطرت على الذين تساقطوا كأوراق الخريف، وأن صمود المؤتمر الشعبي العام في الأزمة السياسية الكارثية من 2011م وحتى اليوم قد برهن بما لا يدع مجالاً للشك بأنه صمام أمان المستقبل وهو البوابة الأكثر اشراقاً والأعظم استشرافاً ووفاءً لقدسية التراب الوطني المقدس الذي لا يقبل التدنيس ولا المدنسين، وأنه الوحيد على الساحة الوطنية الذي يمتلك نظرية سياسية شاملة وجامعة واحدة وموحدة لا تقبل التجزئة ولا تمثل امتداداً للغير، وإنما ينطلق من عمق التراث الفكري والحضاري والإنساني اليمني الضارب بجذوره في أعماق التاريخ الطويل، بل أن وثيقته ونظريته الجامعة والشاملة والمانعة، قد أصبحت وثيقة دستورية لا نظير لها على الاطلاق لأنها جاءت من خلال الاستفتاء المفتوح الذي أعطى الشعب فيه حقه في صناعة هذه الوثيقة الدستورية «الميثاق الوطني» وبناءً عليه فالمؤتمر الشعبي العام فكر وطني متجدد قابل للتطوير والتحديث ينطلق من واقع حياة الشعب اليمني بكل مكوناته الجغرافية والسكانية ويقدس التراب الوطني ويسعى الى بناء الدولة اليمنية القوية والقادرة والمقتدرة والواحدة والموحدة ويرفض التجزئة ويؤمن بالمشاريع الوطنية الكبرى التي تقود الى تحقيق الوحدة العربية أمل الأحرار والنبلاء الذين ترتفع رؤوسهم في ثقل هكذا مشاريع قومية تجعل للعرب مكانة عالية في العلاقات الكونية.
إن المؤتمر الشعبي العام بفكره المتجدد وامتلاكه لخيرة أبنائه الأوفياء والعظماء والنبلاء قادر على المضي بثبات لا يلين وعزيمة لا تضعف باتجاه رسم خارطة المستقبل الذي يطمح اليه المواطنون الشرفاء وتأمل فيه جماهير الشعب العريضة وتسنده بقوة الإرادة والاستعداد المطلق للتضحية والفداء للوطن اليمني الواحد والقادر والمقتدر.
إن المؤتمر الشعبي العام أذهل العالم بصموده وتضحياته وعقلانيته وهدوئه وصبره ونفسه الطويل وإيمانه وحكمته وقوة بأسه قادر اليوم على انطلاقة جديدة أكثر تطوراً وتقدماً ولن تفت في عضده صغائر الأمور ومشاريع التجزئة لأنه أكبر من التآمر ويستمد قوته من الإرادة الشعبية التي لا تقبل الا بالعزة والشموخ والكرامة الإنسانية ولا تركع الا للخالق جلّ في علاه.
إننا في ظل المتغيرات الجديدة على الحياة السياسية في ساحة الفعل الوطني الأكثر قبولاً والأعظم وفاءً لقدسية التراب الوطني، وسر هذه القوة وهذا القبول يكمن في أن المؤتمر الشعبي العام يغرس الثقة الشعبية ويجعلها مصدر القوة ولا يتجاوزها مهما كانت الضغوط، فهو الذي جعل سلامة الشعب مقدمة على السلطة وهو الذي قدم درء المفاسد على جلب المصالح وهو الذي قدس الدم اليمني وجعل من الشعب أفراداً وجماعات الثروة الحقيقية فكان العصيان والعقوق وكان الصبر الذي تحمل من أجل سلامة المواطن اليمني وسلامة السيادة اليمنية.
إن المؤتمر الشعبي العام بعد هذا الاستهداف الفاجر الذي استهدف الدولة اليمنية من جذورها قد برهن للعالم أن اليمن قوة لا تقهر، وأن أبناءها هم أولو الألباب وأصحاب البأس الشديد الذين لا يمكن أن تنحني هاماتهم لغير الله، وإذا كان المؤتمر الشعبي العام قد أُرغم بقوة الإرادة الشعبية على الاعتراف بهذه الحقيقة فإن على أصحاب المشاريع الصغيرة أن يدركوا أن العالم لا يحترم الأقزام والأذناب ولا يحترم غير من يقدس السيادة الوطنية الواحدة والموحدة وهذا هو القادم القوي.