موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - 6364 مهاجر أفريقي وصلوا اليمن في شهر - الرئيس/ علي ناصر يعزّي بوفاة النائب البرلماني الدكتور عبدالباري دغيش - تدشين خطة الانتشار الإسعافي على الطرق السريعة - النواب يجدد الثقة بالإجماع لهيئة رئاسته لفترة قادمة - صنعاء: انطلاق حملة للتبرع لمرضى الثلاسيميا - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 43 ألفاً و799 - مع غزة ولبنان.. مسيرة مليونية بصنعاء -
مقالات
الإثنين, 29-ديسمبر-2014
الميثاق نت -   عبدالرحمن مراد -
< نمرُّ بهدوء سياسي نسبي، وثمة رموز وإشارات يبعثها هذا الفصيل السياسي.. أو ذاك في ظل حالة الغموض التي تكتنف المشهد السياسي ويبدو أن اليمن وصلت الى أفق منسد، والخروج منه يتطلب جهداً مضاعفاً وانفجاراً مدوياً، وهذا ما نخشاه في قابل أيامنا.
لقد شهدت اليمن مراحل متعددة خلال الأعوام الأربعة التي مرّت بنا وكان الانتقال فيها يسير وفق قانون التأريخ ووفق القانون الطبيعي ولم يتدخل الإنسان لصناعة اللحظة بل كان أداةً تحركها قوى خفية وقانون طبيعي، فكان التفاعل معها استسلاماً لقوتها ولم يكن تدخلاً في صناعتها، ولذلك يسهل على الذين يعرفون قانون التاريخ ويدركون القانون الطبيعي أن يتحدثوا عن النتائج التي سنصل اليها من خلال مقدماتها في الواقع الذي يختمر ويعتمل ويتجاذب ويتبازغ في اليمن.
فثورة «21 سبتمبر 2014م» لم تكن الا نتيجة غياب اليمن في بنود ومقدمات الأحداث التي شهدتها اليمن إبان 2011م وما تلاها، لقد استسلم صانعو أحداث 2011م لغريزة الهيمنة وشبق الغنيمة .. وحين شغلتهم الغنائم عن الاستحقاقات الوطنية والشعبية، تحدّر «الزامل» من قمم الوطن الشامخة ليستعيد ذاته من حالة الغياب التي وصل اليمن الأرض والإنسان والدولة اليها ومثل ذلك كان متوقعاً حدوثه.. وأنا شخصياً توقعته في واحد من مقالاتي على صدر هذه الصحيفة حين قلت دعوا الزامل.. لأنكم إذا أيقظتموه فإنه سيغير المعادلة، وكان ذلك إبان عام 2011م، وفي ظني أن يقظة الزامل في سبتمبر 2014م كان حدثاً فاصلاً لما أحدثه من حالات تفكيكية، ويمكن أن يقال إن ثورة 21سبتمبر 2014م كانت ثورة حقيقية إذا تكاملت حلقاتها - وفي ظني أنها في طور التكامل- وأنا أستغرب من تعامل الإعلام مع هذا الحدث، فهو حدث وطني فارق غابت عنه الاتجاهات الحزبية في واجهتها الرسمية، لكن الشعب -جلّ الشعب- هو من صنعه، ولا يضر الشعب الفصيل الذي يقتنص اللحظة إن كان أميناً وفياً ومخلصاً لمطالبه.
في السياسة لحظات فارقة قد تعلي شأن من يدركها ويحسن اقتناصها، ومن تغافل عنها ولم يكن قادراً على إدراكها فإنها تتركه خلفها باكياً على الأطلال.. وفي تأريخ اليمن المعاصر اثنان من الساسة لا يمكن لأي مكابر إلا الاعتراف بذكائهما المفرط وهما الإمام أحمد يحيى حميد الدين الذي حكم اليمن في الفترة الممتدة بين (1948م - 1962م) والرئيس علي عبدالله صالح الذي حكم اليمن في الفترة الممتدة بين (1978-2011م) هذان الرجلان من أكثر الناس دهاءً واقتناصاً للحظات الفارقة، وهما من القلائل الذين يصنعون الحدث للوصول الى لحظته الفارقة، ومثل ذلك مبثوث في ثنايا التأريخ ونسيج سيرتهما الذاتية.
ومن هنا يمكن أن يقال إن اليمن بلد لا يمكن أن يحكمها إلا من كان يملك قدرات ذهنية متقدة، ويملك حساً فنياً بل وشاعرياً- كما يذهب الى ذلك عبدالله البردوني - رحمه الله- حين قال اليمن كأمريكا اللاتينية لا يمكن أن يحكمها إلا أديب أو من كان قريباً الى مزاج الأدباء.. كما أنها بلد متعدد الثقافات والمؤثرات الحضارية والثقافية ذات الجذر التأريخي العميق وهو الأمر الذي يضعنا أمام الإدراك الواعي للحاكم للمكون الثقافي الذي يتكامل به إنسان المناطق والمحافظات، وهو الأمر الذي يجعله قادراً على فهم وجدانه وبالتالي ترويضه للخضوع للسلطة والتفاعل معها، فالتضاد مع الإنسان في اليمن يعني عدم الاستقرار والتشظي، وفي التأريخ اليمني ما يؤيد ذلك في كل حقبه المتناثرة على صفحاته المتعددة سواءً قديمه أو حديثه، وقد سبق لي القول في حوار منشور في موقع «العرب اليوم» وترجم الى عدة لغات- والموقع في لندن- إن اليمن لا يمكن أن تحكم من الغرف المغلقة، وقلت إن اليمن عصيّة على الإملاءات ولا تتقبل الا ما كان تعبيراً عنها وعن أبعادها الحضارية والثقافية ويبدو أن الذين كانوا يحكمون لا يقرأون وإذا قرأوا لا يفهمون أو أنهم يتعالون على خطابنا ولا يعيرونه اهتماماً إلا إذا كان صادراً من الآخر، فنحن في اليمن -كما ذهب الى ذلك الإمام الشوكاني- لا نعترف لبعضنا بفضل.
وفي ظني أن المؤتمر أصبح متصدراً للمشهد السياسي لكنه يظل في غياب شبه كامل عن المشاهد التكاملية التي تعزز من وجوده على الخارطة الوطنية كالمشهد الثقافي والإعلامي القادر على صياغة الزمن الجديد الذي يبدع لحظته ويؤسس قاعدته تمهيداً للانطلاق، فالفنون والآداب والفلسفة مطايا مهمة وقادرة على امتلاك زمام الزمن، وبدون كل ذلك -كما دلت وتدل التجارب- هو العبث بعينه.. لقد أصبح تفعيل دور ووظائف قطاع الفكر والثقافة في المؤتمر ضرورة ملحة في هذه اللحظة.. فهل يعي المؤتمر تلك الضرورة؟ فاليمن تعيش هدوء ما قبل العاصفة.. واقتناص اللحظة لا يكون بمنأى عن التكامل.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)