الميثاق نت -
أكد عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام علي محمد المقدشي، أن المؤتمر العام الاستثنائي المتوقع انعقاده مطلع العام 2015م، سيشهد قرارات مصيرية تخدم الوطن.. وقال المقدشي في حوار أجرته معه "الوحدة": إن "المؤتمر" لم يتواطأ مع »الحوثيين« وانه اتخذ موقفاً وطنياً مسؤولاً من خلال نأيه عن الدخول في الصراعات التي نشبت بين بعض القوى السياسية عقب مؤتمر الحوار الوطني.
< الأوضاع في البلد وصلت إلى مرحلة حرجة وصعبة جداً..ما قراءتك لهذا المشهد؟
<< بالفعل مستجدات الوضع على الساحة الوطنية، وما تمر به البلاد، من تحديات تؤثر على حاضره ومستقبله وتعيق تنميته واستقراره ،باتت مسألة مقلقة ومنها الاضطرابات الأمنية والاختلالات الاقتصادية.. إلخ، لكن علينا أن نتساءل أولاً عن السبب الذي جعل البلد يمضي في هذا الاتجاه ، ألم تكن المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة قد قضت بإنهاء المرحلة الانتقالية من خلال الاستفتاء على الدستور وإجراء الانتخابات في فبراير 2014 .
إذن الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي مدَّد لنفسه هو من تقع عليه مسؤولية تدهور الأوضاع في البلاد، وكان الأولى به الاهتمام بمصلحة اليمن والبحث عن الحلول للمشاكل التي تعاني منها، بدلاً من البحث عن كل ما يؤجج الأوضاع الصعبة ويزيد من تفاقم الأزمة وتلك المشاكل تلبية لرغبات شخصية أو تنفيذاً لأجندات محلية أو خارجية يدرك شعبنا الواعي مراميها وأهدافها، ولا أخفيك أن مستشاري الرئيس لا ينصحونه، وكل يبحث عن مصالحه والوطن آخر من يتحدثون عنه.
< إذن ما السبيل للخروج من هذا الواقع؟
<< السبيل للخروج من هذا الواقع هو إنهاء المرحلة الانتقالية من خلال الاستفتاء على الدستور وإجراء الانتخابات، والمؤتمر الشعبي العام كان دائماً ملتزماً بنصوص الاتفاقات الوطنية ،وحرص على تنفيذها نصاً وروحاً، ومنها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وقدم المؤتمر وحلفاؤه نموذجاً راقياً في الأداء السياسي وأسهم برؤاه وخبراته ومواقفه في العمل على إنجاح مؤتمر الحوار الوطني والخروج بقرارات تساعد على إنهاء الأزمة السياسية التي نشبت مطلع العام 2011م .
< في أفق المشهد الراهن.. هل يمكننا أن نتحدث عن تقارب ومصالحة وطنية شاملة؟
<< في حقيقة الأمر المؤتمر الشعبي العام هو أول من دعا إلى مصالحة وطنية شاملة لتجاوز الأزمة الراهنة والخروج بالوطن إلى الوضع الآمن المستقر، وفي هذا الإطار حرص المؤتمر على المصلحة العليا للوطن وعمد إلى صياغة مشروع المصالحة الوطنية الشاملة وتحقيق اصطفاف وطني لا يستثني أحداً من أجل اليمن وأمنه واستقراره ووحدته وأعلنه أمام مختلف القوى السياسية إلاَّ أن جهوده تلك قوبلت بعدم الاكتراث أو بالتشويه والرفض، بالرغم من أن المؤتمر الشعبي العام يقدم التنازلات تلو التنازلات حرصاً على المصلحة الوطنية العليا، وقام بتنفيذ كافة الالتزامات التي أوجبتها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية سواء من خلال التنازل عن حقه في استكمال الفترة الدستورية لرئيسه في منصب رئيس الجمهورية، أو التنازل عن نصف حصته في الحكومة ومنصب رئيس الوزراء رغم امتلاكه للأغلبية البرلمانية وتشكيل حكومة الوفاق الوطني وإنجاح الانتخابات الرئاسية المبكرة وصولاً إلى المشاركة الفاعلة في مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وانتهاءً بتشكيل الحكومة الجديدة برئاسة بحاح، والتي أستبعد منها تماماً.
< البرلمان شكل لجنة لإعداد رؤية متكاملة للمصالحة الوطنية الشاملة.. في تصورك.. هل سينجح في هذه الخطوة ؟
<< في الحقيقة المؤتمر تفاعل مع مبادرة البرلمان المهمة، ونأمل أن تفضي إلى رؤية للمصالحة الشاملة، ونتمنى أن ينجح في هذا المجال مع كل الخيرين في الوطن من أجل تحقيق تلك الغاية الوطنية وإنجاز مشروع وطني يلتقي عنده الجميع على قاعدة لمَّ الصفوف واستلهام مستقبل أفضل للوطن وأجياله.
لقد انتهج المؤتمر الشعبي العام موقفاً وطنياً مسؤولاً من خلال نأيه عن الدخول في الصراعات التي نشبت بين بعض القوى السياسية عقب مؤتمر الحوار الوطني والتي وصلت حد الصراع المسلح واتخذ موقفاً حيادياً رافضاً الاصطفاف مع طرف ضد آخر.. ومع ذلك فقد حاولت بعض القوى تشويه مواقف المؤتمر وشنت حملات إعلامية وسياسية تستهدف المؤتمر وقياداته ومواقفه، وحرصاً من المؤتمر على المصلحة العليا للوطن عمد إلى صياغة مشروع المصالحة الوطنية الشاملة وتحقيق اصطفاف وطني لا يستثني أحداً من أجل اليمن وأمنه واستقراره ووحدته وأعلنه أمام مختلف القوى السياسية إلاَّ أن جهوده تلك قوبلت بعدم الاكتراث أو بالتشويه والرفض لها ومع ذلك لن ييأس وسوف يواصل جهوده في هذا المجال مع كل الخيرين في الوطن من أجل تحقيق تلك الغاية الوطنية وإنجاز مشروع وطني يلتقي عنده الجميع على قاعدة لم الصفوف واستلهام مستقبل أفضل للوطن وأجياله.
< باعتبارك، عضو » لجنة عامة« المؤتمر الشعبي.. متى سيعقد المؤتمر العام الاستثنائي للحزب؟..وهل سيشهد قرارات مصيرية ؟
<< نحن في المؤتمر الشعبي العام قادمون على مؤتمر عام استثنائي مطلع العام، واللجنة المكلفة بالإعداد للمؤتمر العام الاستثنائي شارفت على الانتهاء من عملها في الإعداد والتحضير، وسوف تتخذ فيه قرارات مصيرية تخدم الوطن وتلبي طموحات شعبنا الصابر وتعيد لليمن هيبته واستقراره.
< هل سيشهد ضخ دماءً جديدة كالتغيير في قياداته؟
<< كما أشرت- في سياق حديثي- إلى أن المؤتمر العام الاستثنائي سيشهد قرارات مصيرية تصب في مصلحة الوطن وليس الحزب ،أما التغيير في أعلى هرمه فهذا الأمر يتعلق بانعقاد المؤتمر العام الثامن ويحتاج إلى المزيد من الوقت والجهد، ففي هذا المؤتمر الاستثنائي سيتم اتخاذ قرارات بحق من خالفوا اللائحة التنظيمية للمؤتمر، ناهيك عن اتخاذ قرارات تجعل من المؤتمر خلال المرحلة القادمة حزباً أكثر تطوراً وأكثر تنظيماً وفقاً لبرامجه السياسية المنبثقة من ميثاقه الوطني .
< هناك من يرى أن المؤتمر الشعبي يتعرض للانقسام والاختراق في صفوفه ..ماحقيقة ما يحدث ؟
<< المؤتمر الشعبي العام حزب لا توجد فيه طغمة ولا زمرة ولا تعصب مذهبي ومناطقي،ولا يقبل القسمة، على اثنين وانه الحاضن الوحيد لهذا الوطن ،و ما حدث في الجنوب استهدف تفتيت المؤتمر وقياداته وكوادره، وهذا الفعل ناجم عن قيام مجموعة من المرتزقة لا هم لهم سوى المال، والمتاجرة بالقضايا وكل محاولاتهم تلك باءت بالفشل ،المؤتمر نبتة وطنية وسيظل هو التنظيم الوطني الرائد الذي انبثق من بين صفوف الشعب ومستلهماً آماله وتطلعاته ومنتصراً للوطن وقضاياه ومصالحه وسيواصل نهجه الوطني الوسطي المعتدل متمسكاً بمواقفه الوطنية، وسيظل شامخاً شموخ الجبال وكما يقال »القافلة تمضي.. الخ«.
< ما تأثير قرار مجلس الأمن الدولي الذي استهدف رئيس المؤتمر من خلال عقوبات دولية؟
<< قرار مجلس الأمن الدولي الذي استهدف الرئيس السابق، رئيس ومؤسس المؤتمر الزعيم علي عبد الله صالح من خلال عقوبات دولية ظالمة، هو مغامرة غير مسؤولة لا يهمها أمر اليمن بشيء، إنما يمثل استهدافاً للوطن وللمؤتمر الشعبي العام وللمشروع الوطني الذي حمل لواءه وانتصر له على الدوام ، وكان الأجدر الاهتمام بمصلحة اليمن والبحث عن الحلول للمشاكل التي تعاني منها بدلاً من البحث عن كل ما يؤجج الأوضاع الصعبة ويزيد من تفاقم الأزمة وتلك المشاكل تلبية لرغبات شخصية أو تنفيذاً لأجندة محلية أو خارجية يدرك شعبنا الواعي مراميها وأهدافها.
ولعلك رأيت كيف استفز هذا القرار مختلف أبناء شعبنا وخرجوا رجالاً ونساءً، شيوخاً وشباباً بمختلف توجهاتهم ومشاربهم السياسية والاجتماعية، في مسيرات مليونية حاشدة في العاصمة صنعاء ومختلف المحافظات، معبرين عن رفضهم لفرض عقوبات ضد الرئيس السابق أو أي مواطن يمني آخر، ورفضهم للمساس بالسيادة الوطنية ومحاولات الهيمنة الخارجية والتدخل السافر في الشؤون الداخلية لليمن .
< ثمة من يوجه انتقادات للمؤتمر أنه تواطأ مع ماحدث في 21 سبتمبر الماضي.. ما تعليقك؟
<< يقيناً أنك تقصد سيطرة الحوثيين على صنعاء، هذا السؤال من المفترض أن يوجه إلى الرئيس عبدربه منصور هادي ووزير دفاعه، فهو من شكل غرفة عمليات بإشرافه، وليس المؤتمر الشعبي العام.
< الانتقاد موجه لكم في المؤتمر؟
<< »شوف«.. وأكرر أن المؤتمر الشعبي العام انتهج موقفاً وطنياً مسؤولاً من خلال نأيه عن الدخول في الصراعات التي نشبت بين بعض القوى السياسية عقب مؤتمر الحوار الوطني، والتي وصلت إلى حد الصراع المسلح واتخذ موقفاً حيادياً رافضاً الاصطفاف مع طرف ضد آخر، ومع ذلك فقد حاولت بعض القوى تشويه مواقف المؤتمر وشنت حملات إعلامية وسياسية تستهدف قياداته ومواقفه، وحرصاً من المؤتمر الشعبي العام على المصلحة العليا للوطن عمد إلى صياغة مشروع المصالحة الوطنية الشاملة وتحقيق اصطفاف وطني لا يستثني أحداً من أجل اليمن وأمنه واستقراره ووحدته ،وأعلنه أمام مختلف القوى السياسية بما فيها أنصار الله، كما أسهم المؤتمر في التوقيع على اتفاق السلم والشراكة حرصاً منه على تجاوز الأزمة التي يمر بها الوطن، إلاَّ أن جهوده تلك قوبلت بعدم الاكتراث أو بالتشويه والرفض..
خلاصة القول: إن المسؤول عمَّا حدث هو الرئيس هادي ووزير دفاعه وقوى النفوذ في الإصلاح، الرئيس هادي لم يشكل غرفة عمليات، ولم يوجه الجيش والأمن بالدفاع عن صنعاء فحدث ما حدث، ونحن في المؤتمر لا نملك مليشيات لنقاتل الحوثيين، وكنت أتمنى من هؤلاء الذين يتهموننا بالتواطؤ أن يسألوا أنفسهم: أين الجيش والأمن؟! أكرر نحن في المؤتمر خرجنا من السلطة وهناك جيش وأمن ،نحن ليس لدينا مليشيات كبعض القوى لنقاتل، عموماً على أولئك أن لا يغالطوا أنفسهم فالتاريخ شاهد لا يرحم..
< كلمة أخيرة لكم ؟
<< نطالب كل القوى الوطنية والسياسية بجعل مصلحة الوطن فوق المصالح الحزبية والابتعاد عن المماحكات والأنانية المفرطة ،وكذا المناطقية والمذهبية، كلنا يمنيون ومسلمون ديانتنا، كما أن علينا القبول ببعضنا البعض، فالوطن يتسع للجميع، ونحن على سفينة واحدة إذا غرقت فلن ينجوا منها أحد، وأطالب المجتمع الدولي وتحديداً دول الجوار بدعم اليمن والوقوف إلى جانبه ليتجاوز وضعه الاقتصادي والأمني كما عهدناهم وخاصة المملكة العربية السعودية التي وقفت مع اليمن وساندته في المحن والشدائد، وهذا ماعهدناه منهم دوماً..
| 
المقدشي: المؤتمر العام الاستثنائي سيتخذ قرارات مصيرية
