موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الشيخ/ يحيى الراعي لـ"الميثاق":المؤتمر وكل القوى الخيّرة سيواجهون محاولات تقسيم اليمن - الوحدة..طريق العبور الآمن إلى يمن حُر ومستقر - الأمين العام : كل مشاريع التمزيق ورهانات الانفضال ستفشل - الخطري لـ"الميثاق": الوحدة طَوْق النجاة من كل الأزمات والإشكالات الماثلة والمتوقَّعة - الشيخ/ عبدالله مجيديع لـ"الميثاق": قوة أي شعب أو أمة بالوحدة - الشيخ جابر:المرحلة الراهنة من عُمْر الوحدة تعد الأخطر ونطالب كل الأطراف بوعي ومسؤولية - عزام صلاح لـ"الميثاق": سيظل اليمن موحداً ومؤامرات التقسيم مصيرها الزوال - الشريف لـ"الميثاق": ذكرى الوحدة مصدر إلهام وأمل لليمنيين لتحقيق السلام - أحرار من سقطرى لـ"الميثاق": الوحدة راسخة ولن نستسلم لأعداء الوطن - الشيخ يحيى غوبر: التاريخ سيلعن كل مَنْ يتآمر على الوحدة ويعرّضها للخطر -
مقالات
الأحد, 18-يناير-2015
الميثاق نت -   عبد الرحمن مراد -
< كنا ونحن صغار إذا أراد الأهل إخفاء شيء ظاهر من أمام أعيننا أخفوه وقالوا لنا «بَحْ» و«وبَحْ» هي لغة طفولية، هي كناية على عدمية الشيء وانتفاء وجوده، كان الآباء يستخدمونه للأطفال في إطار جغرافي بعينه، ولكل بقعة لغتها بما يتوافق ويتناغم مع البناء الثقافي والموروث الحضاري، وقد استدعيت تلك المفردة بعد أن ثبت في الواقع أن حكومة بحاح التي يصفها الإعلام والخطاب السياسي بحكومة الكفاءات قد أضحت حكومة «بَحْ.. آح»
وقولي «بَحْ» استناداً إلى حالة التعطيل والشلل التي تصيب مؤسسات الدولة المختلفة وحالة الاتساع في الإشكالات الإدارية والموضوعية والتي لا تجد قدرات ابتكارية قادرة على ابتكار الحلول اللازمة وبما يسهم في إخراج البلد من أزمته التي تزداد اتساعاً كل يوم ويتضاءل الأمل أمام سوداوية الواقع وحالة النكوص التي تحاصر المواطن في كل ذات صباح أو ذات مساء.
وقولي «آح» تعبير عن حالة خيبة الأمل التي خامرت نفوسنا في المطالع الأولى لحكومة بحاح أو حكومة الكفاءات والتي تفصح عن غياب عنصري الكفاءة والقدرة، وتكاد تكون الخبرة عند الكثير مفقودة أصلاً من حيث المبدأ، فهي من المميزات التي لم تكن حاضرة في ذهن من فرض التشكيلة الجديدة بعد التفويض من كل قوى العملية السياسية الوطنية للرئيس ورئيس الحكومة، ويبدو أن الأخير - أقصد رئيس الحكومة - وقع ضحية الإملاءات والفرض فلم تكن الحكومة تعبيراً عنه بقدر ما كانت تعبيراً عن قوى نافذة في مؤسسة الرئاسة، ولذلك كان الفشل والتعطيل هما التباشير الأولى للحكومة.
لا أشك مطلقاً في النية الصادقة للمهندس خالد بحاح في النجاح، وتحقيق حالة الانتقال الآمن للدولة ولليمن وللمجتمع لكن ما الذي يفعله الطائر الذي نجده في غابة مقصوص الجناح سوى الاستسلام للقدر والسير ولو بخطى وئيدة أملاً في النجاة من أنياب الوحوش الضارية التي تهيمن على الغابة.
ما يجب أن يدركه رئيس الحكومة أنه منذ تشكيل حكومته وحتى اللحظة التي نحن فيها لم نلمس أي انفراج في حياتنا بل نكاد نقول إن معاناة الناس المعيشية تزداد سوءاً والحالة الأمنية أكثر انفلاتاً وفتكاً من ذي قبل، فالعشرات في زمن باسندوة تحولت الى مئات في زمنه والجوع الذي تتداركه الحالات الهلامية أصبح أكثر ضراوة وجرأة في تباشير حكومته الأولى، والمؤسسات الرسمية تشهد تململاً في أكثر من مكان وقطاع وجهة وكادت المشتقات النفطية أن تصبح هاجساً يومياً للناس في أمانة العاصمة وعموم المحافظات ومستوى الخدمات التي تقدمها الدولة للمواطن في تراجع مستمر كالكهرباء والخدمات الصحية والثقافية والإعلامية على وجه العموم.. وحالة التداعي والانهيار التي يشهدها القانون الطبيعي كانت قد وصلت الى حدٍ فاصل بين الموت والحياة وتوقفت عنده، لكنها الآن تشهد انحداراً الى دركٍ قاتل ومدمر بعد أن كان الأمل يحدونا الى الانزياح الإيجابي حتى نتمكن من استعادة الدولة التي قلنا إنها تنهار ولم نستطع الحفاظ على كيانها عند المستوى الذي كانت عليه بل سجل الواقع تراجعاً مذهلاً عن ذلك المستوى.. وما بقاؤها إلا بفضل اللجان الشعبية التابعة لجماعة أنصار الله، بل أكاد أذهب الى أكثر من ذلك بالقول:إن اللجان الشعبية كانت سبباً في تحقيق بعض النجاحات الأمنية والاقتصادية، في زيادة النمو وفي المقابل نجد تعطيلاً من ذوي الاختصاص والمسؤولية القانونية، بمعنى أدق أن البعد الأخلاقي هو من يحافظ على القدر المتبقي من الدولة خوف الانهيار.
لقد بلغت حالة الاحتقان الشعبي ذروتها بعد تلك التناولات الاعلامية والتسريبات العالمية للمساعدات التي تلقتها اليمن في الآونة الأخيرة، وعلى حكومة بحاح أن تعيد ترتيب نسقها وصياغة أهدافها الجديدة وبما يعمل على تحقيق القدر الكافي من النمو وفي حدوده الدنيا، وبحيث ينعكس ذلك على الاقتصاد المعيشي الذي يلامس حياة الناس اليومية.
لقد أكدنا مراراً أن اليمن في مرحلتها الحالية بحاجة الى ترميم ما تصدع في القانون العام والطبيعي ومثل ذلك لن يتحقق إلا بإصلاح المؤسسة الإعلامية والمؤسسة الثقافية والاهتمام بالفنون في عمومها.. والقضية هنا جوهرية لأن الوصول إلى حالة الاستقرار في ظل الغياب الدائم والمستمر للفنون وفي ظل غياب المثقف وغياب الدور الإعلامي الواعي والمدرك لتفاصيل المرحلة لن يكون الا عبثاً لا طائل من ورائه.
لقد انهار القانون العام والطبيعي وهذه حقيقة جوهرية يفترض بحكومة بحاح الوقوف أمامها طويلاً إذا رغبت في تحقيق القدر اللازم من الاستقرار وبالتالي الانتقال، ولذلك قد يكون التواصل مع أرباب الرأي والثقافة والأدب والفنون هو الطريق الأمثل لتكوين المسار الذي يقودنا الى الخروج، لأن ساسة المرحلة عجزوا بل أصبحوا ضحايا الذات التي تمتاز بالصراع والثأر ولا تجد نفسها إلا فيه وفي عوالمه.
لا نريد لحكومة بحاح أن تجمع مفردتي العدم والألم (بح.. آح) ولكننا نريدها أن تجتازهما ولن تحتاج إلا الى الاشتغال المكثف والمضاعف وبالتفاعل مع الرؤى العقلانية وتحقيق قيمة الأفراد والجماعات وبالانتصار لليمن كل اليمن.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
المستقبل للوحدة
بقلم / صادق بن امين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
الوحدة اليمنية بين  التحدي والمأمول
د. عبدالعزيز محمد الشعيبي

في ذكرى 22 مايو
د. أبو بكر القربي

مقاربة الوحدة وواحدية الثورة اليمنية ووحدة المصير المُشترَك
أ.د. أحمد مطهر عقبات*

34 عاماً من عمر الوحدة.. ثرثرات من قلب الحدث
يحيى العراسي

مُتلاحمون مهما كان
علي حسن شعثان*

الوحدة اليمنية رهان لا يعرف الخسارة
د. طه حسين الهمداني

الوحدة بَرَاءٌ من أخطائهم
أ. أحمد الكحلاني

الوحدة.. عظمة الحدث ويوم عزة
د. حميد حسين غوبر

الوحدة اليمنية في ذِكراها الرابعة والثلاثين
د. فيصل الجائفي

22 مايو يوم خالد ومشهود
ناصر صبر

الوحدة بين الواقع ومآلات المستقبل.. رؤية في المسار والتحولات
محمد علي اللوزي

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)