موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - 6364 مهاجر أفريقي وصلوا اليمن في شهر - الرئيس/ علي ناصر يعزّي بوفاة النائب البرلماني الدكتور عبدالباري دغيش - تدشين خطة الانتشار الإسعافي على الطرق السريعة - النواب يجدد الثقة بالإجماع لهيئة رئاسته لفترة قادمة - صنعاء: انطلاق حملة للتبرع لمرضى الثلاسيميا - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 43 ألفاً و799 - مع غزة ولبنان.. مسيرة مليونية بصنعاء -
مقالات
الأحد, 18-يناير-2015
الميثاق نت -   عبد الرحمن مراد -
< كنا ونحن صغار إذا أراد الأهل إخفاء شيء ظاهر من أمام أعيننا أخفوه وقالوا لنا «بَحْ» و«وبَحْ» هي لغة طفولية، هي كناية على عدمية الشيء وانتفاء وجوده، كان الآباء يستخدمونه للأطفال في إطار جغرافي بعينه، ولكل بقعة لغتها بما يتوافق ويتناغم مع البناء الثقافي والموروث الحضاري، وقد استدعيت تلك المفردة بعد أن ثبت في الواقع أن حكومة بحاح التي يصفها الإعلام والخطاب السياسي بحكومة الكفاءات قد أضحت حكومة «بَحْ.. آح»
وقولي «بَحْ» استناداً إلى حالة التعطيل والشلل التي تصيب مؤسسات الدولة المختلفة وحالة الاتساع في الإشكالات الإدارية والموضوعية والتي لا تجد قدرات ابتكارية قادرة على ابتكار الحلول اللازمة وبما يسهم في إخراج البلد من أزمته التي تزداد اتساعاً كل يوم ويتضاءل الأمل أمام سوداوية الواقع وحالة النكوص التي تحاصر المواطن في كل ذات صباح أو ذات مساء.
وقولي «آح» تعبير عن حالة خيبة الأمل التي خامرت نفوسنا في المطالع الأولى لحكومة بحاح أو حكومة الكفاءات والتي تفصح عن غياب عنصري الكفاءة والقدرة، وتكاد تكون الخبرة عند الكثير مفقودة أصلاً من حيث المبدأ، فهي من المميزات التي لم تكن حاضرة في ذهن من فرض التشكيلة الجديدة بعد التفويض من كل قوى العملية السياسية الوطنية للرئيس ورئيس الحكومة، ويبدو أن الأخير - أقصد رئيس الحكومة - وقع ضحية الإملاءات والفرض فلم تكن الحكومة تعبيراً عنه بقدر ما كانت تعبيراً عن قوى نافذة في مؤسسة الرئاسة، ولذلك كان الفشل والتعطيل هما التباشير الأولى للحكومة.
لا أشك مطلقاً في النية الصادقة للمهندس خالد بحاح في النجاح، وتحقيق حالة الانتقال الآمن للدولة ولليمن وللمجتمع لكن ما الذي يفعله الطائر الذي نجده في غابة مقصوص الجناح سوى الاستسلام للقدر والسير ولو بخطى وئيدة أملاً في النجاة من أنياب الوحوش الضارية التي تهيمن على الغابة.
ما يجب أن يدركه رئيس الحكومة أنه منذ تشكيل حكومته وحتى اللحظة التي نحن فيها لم نلمس أي انفراج في حياتنا بل نكاد نقول إن معاناة الناس المعيشية تزداد سوءاً والحالة الأمنية أكثر انفلاتاً وفتكاً من ذي قبل، فالعشرات في زمن باسندوة تحولت الى مئات في زمنه والجوع الذي تتداركه الحالات الهلامية أصبح أكثر ضراوة وجرأة في تباشير حكومته الأولى، والمؤسسات الرسمية تشهد تململاً في أكثر من مكان وقطاع وجهة وكادت المشتقات النفطية أن تصبح هاجساً يومياً للناس في أمانة العاصمة وعموم المحافظات ومستوى الخدمات التي تقدمها الدولة للمواطن في تراجع مستمر كالكهرباء والخدمات الصحية والثقافية والإعلامية على وجه العموم.. وحالة التداعي والانهيار التي يشهدها القانون الطبيعي كانت قد وصلت الى حدٍ فاصل بين الموت والحياة وتوقفت عنده، لكنها الآن تشهد انحداراً الى دركٍ قاتل ومدمر بعد أن كان الأمل يحدونا الى الانزياح الإيجابي حتى نتمكن من استعادة الدولة التي قلنا إنها تنهار ولم نستطع الحفاظ على كيانها عند المستوى الذي كانت عليه بل سجل الواقع تراجعاً مذهلاً عن ذلك المستوى.. وما بقاؤها إلا بفضل اللجان الشعبية التابعة لجماعة أنصار الله، بل أكاد أذهب الى أكثر من ذلك بالقول:إن اللجان الشعبية كانت سبباً في تحقيق بعض النجاحات الأمنية والاقتصادية، في زيادة النمو وفي المقابل نجد تعطيلاً من ذوي الاختصاص والمسؤولية القانونية، بمعنى أدق أن البعد الأخلاقي هو من يحافظ على القدر المتبقي من الدولة خوف الانهيار.
لقد بلغت حالة الاحتقان الشعبي ذروتها بعد تلك التناولات الاعلامية والتسريبات العالمية للمساعدات التي تلقتها اليمن في الآونة الأخيرة، وعلى حكومة بحاح أن تعيد ترتيب نسقها وصياغة أهدافها الجديدة وبما يعمل على تحقيق القدر الكافي من النمو وفي حدوده الدنيا، وبحيث ينعكس ذلك على الاقتصاد المعيشي الذي يلامس حياة الناس اليومية.
لقد أكدنا مراراً أن اليمن في مرحلتها الحالية بحاجة الى ترميم ما تصدع في القانون العام والطبيعي ومثل ذلك لن يتحقق إلا بإصلاح المؤسسة الإعلامية والمؤسسة الثقافية والاهتمام بالفنون في عمومها.. والقضية هنا جوهرية لأن الوصول إلى حالة الاستقرار في ظل الغياب الدائم والمستمر للفنون وفي ظل غياب المثقف وغياب الدور الإعلامي الواعي والمدرك لتفاصيل المرحلة لن يكون الا عبثاً لا طائل من ورائه.
لقد انهار القانون العام والطبيعي وهذه حقيقة جوهرية يفترض بحكومة بحاح الوقوف أمامها طويلاً إذا رغبت في تحقيق القدر اللازم من الاستقرار وبالتالي الانتقال، ولذلك قد يكون التواصل مع أرباب الرأي والثقافة والأدب والفنون هو الطريق الأمثل لتكوين المسار الذي يقودنا الى الخروج، لأن ساسة المرحلة عجزوا بل أصبحوا ضحايا الذات التي تمتاز بالصراع والثأر ولا تجد نفسها إلا فيه وفي عوالمه.
لا نريد لحكومة بحاح أن تجمع مفردتي العدم والألم (بح.. آح) ولكننا نريدها أن تجتازهما ولن تحتاج إلا الى الاشتغال المكثف والمضاعف وبالتفاعل مع الرؤى العقلانية وتحقيق قيمة الأفراد والجماعات وبالانتصار لليمن كل اليمن.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)