عبدالفتاح الازهري - < إن كانت آفة الارهاب أصبحت تعم كل العالم بمجتمعاته ودوله القوية والضعيفة على حد سواء فإن الكارثة الأعظم ما تروج له بعض النخب ووسائل الإعلام في الغرب بإلصاق الارهاب بالإسلام والمسلمين مما ينذر بمستقبل يهدد هذا الدين والمنتمين اليه.
وتدرك النخب في أوروبا تمام الإدراك أن الاسلام بعيد عن الارهاب فهو دين تسامح وتعايش بين الشعوب وأن يأخذ أشكال غلو وتطرف في الدين وكما يخرج من بعض الجماعات المتشددة من العالم العربي والاسلامي فهو أيضاً يقدم ذات الجماعات الارهابية من الأديان والملل الاخرى.
وإن جاءت الاحداث الارهابية التي ضربت فرنسا خلال الايام الماضية لتزيد موجات العداء ضد الاسلام والمسلمين فسوف يسجل للكثير من أصوات العقل في أوروبا ومنها موقف الرئيس الفرنسي فرانسو هولاند الذي أكد وبشكل قاطع في أول تصريح رسمي بعد مجزرة صحيفة «تشارلي ابيدو» تفرقته بين الارهاب والاسلام وإدراكه أن الارهاب لا يعرف ديناً، وأن المسلمين في دولهم هم أكثر الذين يعانون من الارهاب ويسقط كل يوم عشرات الضحايا للارهاب في الدول العربية والاسلامية.
وبعيداً عن محاولات إلصاق الارهاب بالإسلام والمسلمين فإن على جميع الأديان وكل دول العالم وشعوبه أن تعمل متضامنة في البحث عن الجذور الحقيقة لآفة الارهاب وطرق استئصاله نهائياً، دون أن نغفل الارهاب الامريكي الذي جعل المنطقة على فوهة بركان وكذا ما تقوم به اسرائيل من احتلال وأعمال ارهابية تجاه الفلسطينيين، وأن يبحث ايضاً في جذور الجماعات الارهابية مثل تنظيم «داعش» وأن يسأل السياسيين والامنيين في الولايات المتحدة عن حقيقة مثل هذا التنظيم الارهابي الذي بات اليوم يهدد دول الغرب عن طريق أبنائه العائدين من سوريا والعراق، وعليهم أن يبحثوا عن تاريخ هذا التنظيم الارهابي وتمويله وأهدافه حتى يتم محاربة الارهاب على نحو سليم وصادق.
|