شيماء محمد - < اللعب في المستنقعات والأوحال أهون من اللعب بالدماء والمستقبل وأمن واستقرار البلاد والشعب.. فأمثال هؤلاء لا يمكن أن يزرعوا الابتسامة أو يجعلوا أحلام الشباب تزهر أو ينتظر منهم مستقبلاً جميلاً ووطناً وشعباً سعيداً.. ببساطة أمثال هؤلاء ليس بمقدورهم إلاَّ تحويل اليمن الى مستنقع أو ساحة لاقتتال جنوني، مهما رفعوا من شعارات براقة وخادعة إلا أن الأيام كشفت عن أنه لا علاقة لهم بهذه المسميات المدغدغة لعواطف البسطاء من الناس.
بالأمس كان علي سالم البيض يملأ الدنيا ضجيجاً وهو يردد شعارات تقدمية وحضارية ويتغنى بالبروليتاريا والعمال والفلاحين.. وفي الأخير سقطت تلك الشعارات في الانتخابات البرلمانية في ابريل 1993م عندما لم يمنح الشعب اليمني أصواته للاشتراكي.
وتتصدر اليوم شعارات الرئيس هادي -المنتهية شرعيته- عندما يبيع للشعب أوهاماً بشعارات كاذبة ويتحدث عن الدولة الاتحادية وتوزيع الثروة في الوقت الذي أصبحت المليشيات هي التي تحكم البلاد، بعد أن دمر الجيش والأمن واسقط هيبة الدولة..
فخلال سنوات حكم الرئيس هادي لليمن لم يتقدم الوطن خطوة وتحولت الفترة الانتقالية الى أبشع جريمة فساد في تاريخ اليمن اجتاح كل شيء في حياة اليمنيين.
القائد الذي كرس حكمه لأداء دور نيرون في البلاد، يشعل الحرائق.. في الأرض.. في أكباد الأمهات والفتيات.. وأعين الأطفال.. لا يستيقظ إلا على بركة دماء لضحايا من جنود أو مواطنين أبرياء.
لقد سقط في عهد الرئيس عشرات الآلاف من الشهداء ومئات الآلاف من الجرحى.. وصار أغلب أطفال اليمن أيتام.. وذهبت الخزينة العامة والمساعدات والمنح الى الثقب الأسود.. فعن أية أقاليم أو عدالة في توزيع الثروة والسلطة أو مواطنة متساوية.. أو دولة يسودها النظام والقانون.. وإذا كان الرئيس هادي يبيع هذه الأوهام في اجتماع الهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مخرجات الحوار.. فعن أية أقاليم ودولة اتحادية يتحدث إذا كان لا يستطيع كرئيس جمهورية أن يحمي حياة مدير مكتب رئاسة الجمهورية الذي تعرض للاختطاف..
الشارع اليمني يعرف تماماً أن الرئيس مشغول مع نجله بتجفيف مؤسسات الدولة من المال العام.. ليس بهدف التوزيع العادل لهذه الثروة بين المحافظات وأبنائها الفقراء وإنما للأرصدة الخاصة، من الصعب أن يصدق الرئيس وهو الذي أوقف كل مشاريع التنمية في البلاد ويحرم المواطن البسيط من المدرسة والطريق ومشروع المياه منذ ثلاث سنوات، ومع ذلك تطلق الوعود السرابية لتوهم الشعب.
استيقظ أيها الرئيس المنتهي الشرعية قبل فوات الأوان.
|