موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الثوم يخفض نسبة السكر والكوليسترول في الدم - إعلان نتائج الشهادة الأساسية بنجاح 88.10% - ارتفاع حصيلة شهداء قطاع غزة إلى 37,834 - رئيس المؤتمر الشعبي العام يعزي بوفاة الإعلامي الاغبري - عمليات عسكرية نوعية تستهدف سفن داعمة للكيان الصهيوني - صنعاء.. حشود مليونية في مسيرة "الانتصار لغزة" - الأرصاد: هطول امطار واجواء شديدة الحرارة - تشييع جثامين ثلاثة من شهداء الوطن والقوات المسلحة بصنعاء شُيعت - وباء" الكوليرا "في اليمن خطر يضاعف معاناة اليمنيين - في لقاء لقيادة المؤتمر بشيخ مشائخ سقطرى ...التاكيد على الوحدة ودعم فلسطين -
مقالات
الخميس, 09-أغسطس-2007
إبراهيم طه أيوب -
يقيني ان السودانيين الذين زاملوا الدكتور فرج سعيد بن غانم في مدرجات جامعة الخرطوم، سيدخلهم حزن كبير عندما ينقل لهم الناعي نبأ وفاته.

لقد عرف فرج بن غانم وسطهم بقلبه الكبير، ونبله الفريد، ووده الصادق، وصداقته المحببة، وأدبه الجم، وعلمه الغزير، وإخلاصه غير المحدود لوطنه وأمته.

كان وزملاؤه من طلاب حضرموت ملح الحرم الجامعي بجامعة الخرطوم. تشرفنا بصحبتهم وصداقتهم وطيب معشرهم، حملوا لنا معهم اليمن السعيد في ثوب قشيب وظللنا نؤمن ان اليمن هو فرج بن غانم والمرحوم سعيد عبد الخير نوبان وعيدروس والضالعي وغيرهم من الطلاب النجباء النبلاء.

يعتبر فرج بن غانم حتى الان امير من تخرج من كلية الاقتصاد والدراسات الاجتماعية بجامعة الخرطوم، فقد كان بثاقب فكره، وسعة ادراكه، وغزارة علمه في الدرجة الوسطى بين الطالب والأستاذ.

كان يقبل على العلوم ينهلها برغبة جامحة وحب سرمدي. وكان في الوقت نفسه لا يبخل على رصفائه منه، ويقوم في كثير من الاحيان مقام الاستاذ العارف الحاذق. عرف الدكتور فرج باستقلاليته عن التنظيمات السياسية الطلابية، رغم انتمائه القومي الذي لم تخطئه العين، وفكره المناهض للاستبداد والفردية والطغيان. كان يتعاطف مع القوى الطلابية اليسارية، ويجاهر بتأييده للقوى الوطنية التي كانت تناهض الحكم البريطاني في بلاده. وعند تخرجه من جامعة الخرطوم رفض العروض المغرية التي قدمت له من قبل ادارة الجامعة، وفضل العودة الى بلاده للمشاركة في عملية التنمية السياسية والاقتصادية التي انتظمت جنوب اليمن وعمل في الوزارات المعنية بالتخطيط والاقتصاد والتنمية في الجنوب، ومن بعد اليمن الموحد. ثم ساهم في مجال العمل التشريعي والنيابي والدبلوماسي، حتى قادته كفاءاته العديدة الى رئاسة مجلس وزراء اليمن، حيث بقي في هذا المنصب لمدة عام واحد، اضطر بعده للاستقالة بعد التدخل المستمر في عمله، وشل قدرته على محاربة الفساد والتسيب في العمل العام.

عمل الدكتور فرج بن غانم في ظل نظامين سياسيين مغايرين فكرا وسياسة وإدارة، وفي كلا الحالين لم يتغير الرجل ولم تتبدل قناعاته. رفض الانتماء للحزب الاشتراكي في جنوب اليمن رغم تعاونه معه في السلطة، ورفض الانصهار في صفوف حزب مؤتمر الشعب العام، رغم عمله رئيسا للوزراء تحت ظله.

كل ما ذكر اعلاه يشير الى ان الدكتور فرج بن غانم كان من قلائل المثقفين والتكنوقراط العرب الذين فضوا مواجهة السلطان بدلا عن العيش في كنفه ومهادنته، حيث نجد غالبية المثقفين في زمننا هذا الاغبر رهن اشارة السلطان، وطوع بنانه، لا يقدرون على قول الحق، فهو مهما كان جائرا في سلوكه، وفاحشا في سياسته، يبقى الملاك الطاهر والرائد الذي لا يكذب اهله ولا يأتيه الباطل من خلف ومن قدام.

سيظل فرج بن غانم فريد عصره في الالتزام القومي، وعفة اليد واللسان والعلم الغزير وقول الحق، والأداء المتميز، ونبذ الالقاب والوظائف التي لا توجه خدمة للشعب. الا رحم الله فقيدنا الدكتور فرج بن غانم واسكنه جنان الخلد، فقد عاش عفيفا وآثر ان يموت نبيلا.

* دبلوماسي سوداني سابق

*الشرق الاوسط
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
المستقبل للوحدة
بقلم / صادق بن امين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
معركة طوفان الأقصى عرت وفضحت بعض العرب
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور*

يَمَنُ التاريخ
توفيق الشرعبي

بين الشتيمة والعتاب..!!
د. عبدالوهاب الروحاني

طوفان الجوع العربي المقبل
موفق محادين*

معركة الطرقات على شبكات التواصل الاجتماعي
طه العامري

أحمد الحورش الشهيد المربي
محمد العلائي

تقديرات
د. طه حسين الروحاني

الرياض/صنعاء.. الحرب المؤجَّلة
محمد علي اللوزي

الموقف الأمريكي المنحاز للكيان الصهيوني.. بين الدعم والتبعية
عبدالله صالح الحاج

وفيات الحجيج.. هل من حل؟!
عبدالله القيسي

ماذا بعد ؟!
عبدالرحمن بجاش

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)