< استطلاع: فيصل الحزمي - أكد عدد من الأكاديميين على أهمية وضرورة إجراء مصالحة وطنية شاملة لا تستثني أحداً لتجاوز المرحلة الصعبة التي تعيشها اليمن وفي مقدمتها الانهيار الأمني وانتشار الفوضى في معظم محافظات الجمهورية.. محذرين من تكرار الأخطاء التي صاحبت مؤتمر الحوار الوطني وحالت دون تنفيذ مخرجاته..
التفاصيل في الاستطلاع التالي الذي أجرته صحيفة «الميثاق» مع عدد من الاكاديميين حول أهمية المصالحة الوطنية لتجاوز المرحلة الراهنة.. الى التفاصيل..
في البداية تحدث الدكتور حمود الظفيري- نائب رئيس جامعة صنعاء للشؤون الاكاديمية- عن أهمية المصالحة الوطنية قائلاً:
- موضوع المصالحة الوطنية هو الشغل الشاغل الآن لكل أطياف المجتمع اليمني من أحزاب ومنظمات مدنية وسياسيين وغيرهم وذلك إيماناً منهم بأنه لا يوجد أي خيار آخر أو بديل عن إجراء مصالحة وطنية شاملة توحد الجميع، وأضاف: حقيقةً الوضع في اليمن في غاية الخطورة ولابد من معالجة داخلية سريعة لأن المعالجات الخارجية دائماً ما تأتي بمشاكلها، وأتمنى من العقلاء والسياسيين في هذا البلد أن ينهجوا هذا النهج وأن يلتقوا ويتشاوروا ويتصالحوا، فالمجتمع اليمني مجتمع كبير، وهناك قواسم مشتركة كثيرة ممكن نجتمع حولها والوطن يتسع للجميع.. وعلى كافة القوى السياسية أن تدرك أنه لا يوجد حل بديل عن المصالحة الوطنية، فهي الخيار الوحيد الممكن في هذا الوقت وهذه الظروف الصعبة.
لا يوجد حل سحري
وأكد الدكتور حمود على ضرورة تفادي أخطاء الماضي التي حدثت من تهميش وإقصاء لبعض القوى السياسية، موضحاً أن ذلك يلقي بظلاله على المجتمع بشكل عام بطريقة سلبية، لأن الشعب اليمني عندما طالب بالتغيير كان الهدف هو بناء الدولة المدنية التي يتساوى فيها الجميع وتتضمن الجميع ويعطى كل إنسان الحق في المشاركة في قيادة البلد وفي كل المجالات.
وأكد نائب رئيس جامعة صنعاء للشؤون الأكاديمية أن عملية الإقصاء ستعيدنا الى المربع الأول، وهذا لا يمكن أن يأتي بنتائج طيبة سواء أكان على مستوى البلد أو على مستوى الأفراد، فلابد من المشاركة الكاملة لكل أطياف المجتمع اليمني بحيث نستطيع إيجاد قاعدة صلبة لبناء الدولة اليمنية الحديثة.
ووجه الدكتور حمود الظفيري دعوة الى جميع أطياف العملية السياسية والى المجتمع اليمني بشكل عام أعرب فيها عن أهمية النظر في المشكلة التي تعانيها البلاد وقال: لا يوجد هناك حل سحري للمشكلة القائمة ولا يمكن تجاوز هذه المرحلة الحرجة الا بتكاتف الجميع وإجراء مصالحة شاملة تتوخى مصلحة البلد والتنافس في تقديم أفضل الخدمات للشعب اليمني.
من أجل تجاوز المرحلة
من جانبه قال الدكتور محمد مبارك:
- إنه لن تحل مشاكل الوطن في هذه المرحلة الحرجة الا بالحوار وإجراء مصالحة وطنية شاملة، وأضاف: قد تحتكم بعض الأطراف الى السلاح وتنجح في فرض هيمنتها بقوة السلاح لكنها لن تستطيع أن تحقق شيئاً مفيداً للوطن ولا يمكنها أن تبني وتحقق أو تلبي تطلعات الشعب في ظل وجود قوى تعمل على إفشالها وتعيق تقدمها، لذلك لابد من إجراء مصالحة وطنية شاملة لا يُستثنى منها أحد، وإذا تحقق ذلك حينها ستشعر جميع القوى السياسية بوجودها في صنع القرار وانها مسؤولة عن أي فشل أو انهيار قد يحدث للدولة، وسيعمل الجميع من أجل تجاوز المرحلة الحرجة التي يمر بها اليمن وصولاً الى إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية يوكل فيها الشعب مسؤولية قيادة البلاد لمن يراه أهلاً لتلك الثقة..
وأضاف: اعتقد أن الشعب بات على درجة من الوعي تؤهله لاختيار من يثق بقدرته على بناء دولة مدنية على أسس سليمة قابلة للاستمرار.
وشدد الدكتور بن مبارك على ضرورة تجنب الأخطاء التي رافقت مؤتمر الحوار الوطني وأفضت الى عدم إمكانية تنفيذ مخرجاته.
تصحيح المفاهيم المغلوطة
إلى ذلك قال أ/ صالح القعطبي:
- يجري الحديث هذه الأيام عن قضية المصالحة الوطنية ويقولون إنه لا يمكن الخروج من المشاكل التي يعانيها الوطن إلا بإجراء المصالحة الوطنية، وللأسف هذا الطرح يأتي دائماً مع كل مشكلة تتعرض لها اليمن دون النظر في كيفية إجراء هذه المصالحة.
وأضاف: لابد من وضع قواسم مشتركة، لأن هناك خلافات بين الأحزاب والتنظيمات السياسية -خلافات مذهبية- ولابد من وضع نقاط الخلاف الموجودة بين مختلف القوى السياسية والعمل على حلها.. بعد ذلك يتم النظر في الخلافات الأخرى التي دائماً ما تتأثر وتتغير باختلاف المواقف السياسية والأحداث ونجدها تتغير وفقاً للأحداث والمعطيات على أرض الواقع.
وشدد القعطبي على ضرورة معالجة الأسباب الجوهرية للخلافات القائمة بين فرقاء العمل السياسي قبل إجراء أية مصالحة وطنية، لأن حدة هذه الاختلافات وصلت الى أن كل طرف يبيح دم الطرف الآخر وكلاًّ يدعي أنه على صواب ويتهم خصمه بأعمال تستوجب قتله وتطهير البلاد من شره، وبالتالي لابد من تصحيح المفاهيم المغلوطة لدى كثير من الناس سواءً في هذا الاتجاه أو ذاك.
تجارب كثيرة
واعتبر الدكتور فاروق أحمد حيدر موضوع المصالحة الوطنية انها شعار مستورد ولا يمكن أن تفضي الى شيء ما لم تستمد مرجعيتها من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
وقال: الشعب اليمني شعب مسلم، ولدينا مرجع كفيل بجمع الناس على كلمة سواء بدون مصالحة.. كون المصالحة بمفهومها الغربي تعني تقاسم الوظيفة العامة على حساب بقية أفراد الشعب، وهذه لن تحل المشاكل التي نعيشها اليوم، وربما تنقل اليمن من سيئ الى أسوأ وتجعل منه بلداً مستباحاً لا يمتلك قراره، ويجب أن يعي الجميع أنه لا يمكن أن تنجح أية مصالحة ما لم يكن شرع الله هو مرجعيتها، والله سبحانه وتعالى قد أوضح وبّين في كتابه أهمية وضرورة الاعتصام بحبل الله جميعاً، وأي اعتصام بغير هذا الحبل سيكون مآله الفشل، ولنا تجارب كثيرة في هذا الجانب كان آخرها ما يسمى بمؤتمر الحوار الوطني.. والذي جمع كثيراً من المكونات السياسية التي هي في الأصل بعيدة عن همّ الوطن وتعمل لصالحها أو تنفذ أجندة خارجية.
|