الميثاق نت -
توافد مئات المواطنين في ساعات متأخرة من مساء أمس الخميس إلى ميدان السبعين بأمانة العاصمة لمشاهدة واصطياد طلائع أسراب الجراد التي وصلت أمانة العاصمة وشوهدت بكثافة في جنوب العاصمة.
وقال شهود عيان لموقع " "26سبتمبر نت" الاخباري ان طلائع أسراب الجراد الصحراوي شوهدت بكثافة كبيرة تغطي سماء ميدان السبعين وتتساقط على ساحته الكبيرة وفي الجزر والمسطحات الخضراء لحديقة السبعين ذات الغطاء النباتي والبساط الأخضر الكثيف.
وقد ساعدت الأضواء البيضاء الساطعة الموزعة على ضفتي ساحة السبعين في جذب طلائع الجراد وهبوطها في المنطقة ، الأمر الذي استوقف مئات المواطنين المارين بسيارتهم لاصطيادها ، وبرغم العدد الكبير من المواطنين الذي استهواهم صيد الجراد وهرعوا إلى ميدان السبعين بمجرد سماعهم الخبر وصول الجراد أو الاتصالات التي انهالت عليهم من أصدقائهم ، كما كانت رسائل الجوال أحدى وسائل التبليغ بوجود الجراد ، ومع ذلك فان أعداد كبيرة من حبات الجراد لم تسلم من الموت دهسا بعجلات السيارات التي كانت اقرب للجراد من المواطنين المنتشرين بجميع أنحاء ساحة السبعين .
وقد بدأت عملية صيد الجراد من منطقة السبعين من الساعة العاشرة من مساء الخميس بعد ان خفت حركة المرور وتناقص أعداد السيارات القادمة إلى السبعين لتستمر عملية الصيد حتى الساعة السادسة من صباح الجمعة ، وعاد المواطنين إلى منازلهم بصيد وفير من الجراد منتظرين دخول الليل ليبدؤا بإعداد العدة لجولة ثانية من الصيد الممتع.
ولم يتمكن المواطنين من جمع والتقاط حبات الجراد التي تساقطت داخل حديقة السبعين لأنها كانت مغلقة والاسوار تحيط بها من كل جانب.
موفد "26سبتمبر نت" وخلال تواجده في السبعين يراقب عن كثب سأل عدد من المواطنين عن انطباعهم وهم يشاركون في اصطياد الجراد فتوافقت إجاباتهم التي سجلناها على عجالة لانشغالهم بالصيد وملاحقة الجراد ، في انهم يشعرون بمتعة كبيرة وهم يقومون بصيد الجراد التي قال بعضهم أنهم يشاهدونها عن قرب ويقومون بصيدها لأول مرة ، في حين أشار البعض الأخر ممن التقينا هم أنهم قد قاموا بمثل هذه العمليات عندما تعرضت اليمن لغزوا الجراد قبل نحو 15 عاما ، ولذة الجراد وحلاوتها هي التي دفعتهم إلى المبادرة بصيدها بمجرد سماعهم بخبر وصولها.
لكن ما يلفت النظر هو ما همس بعض المتواجدين ان مجيئهم للصيد كان بناء على رغبات أمهاتهم وجداتهم اللاتي اشتقن لوجبة لذيذة من الجراد واللاتي انتظرنا عقدا ونيف حتى تحققت رغباتهن وسيجدن وجبة الجراد على مائدة الطعام قربيا.
وبرغم خطورة تدافع المواطنين بين السيارات المارة في ميدان السبعين وركضهم خلف كل حبة جراد تحاول ان تحط رحالها في ساحة ميدان السبعين ، غير آبهين بما قد يحدث من مخاطر جراء مرور السيارات بشكل متواصل ، فلم تسجل حتى الساعات الأولى من فجر الجمعة أية حوادث مرورية باستثناء حادث بسيط بين سيارتين نجم عنه أضرار خفيفة ، نظرا للحرص الكبير والتعاون الذي أبداه السائقين الذين التزموا بتخفيف السرعة إلى حد كبير.
ويؤكد ذوي الخبرة بخفايا الجراد ان الأنوار العالية هي التي تساعد في جذب الجراد بشكل كبير خلال الليل وهو ما يفسر انتشارها في ميدان السبعين ، ونحن بدورنا ننبه الجميع إلى عدم الاستغراب في حال مشاهدة أنوار عالية وصاخبة تتصاعد من مختلف أحياء وشوارع صنعاء ، فالبتأكيد سيكون بمثابة الاستدعاء لمجاميع الجراد.
لكن الأمل ان تتجاوب وزارة الكهرباء وان لا تعكر صفو صائدي الجراد بإطفاءاتها المتكررة.