فيصل الصوفي -
لا مجلس الأمن الدولي، ولا الأمين العام للأمم المتحدة، ولا مبعوثه بنعمر، أفلحوا في حل الأزمة السياسية في اليمن، بل أن قراراتهم وتوصياتهم وتقاريرهم وتصريحاتهم، عمقت الأزمة، نتيجة تصرفاتهم تلك.. وفي هذا السياق تأتي تصريحات أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون التي أطلقها أمس من العاصمة السعودية الرياض، وضمنها مزاعم عن مشاركة الرئيس الأسبق علي عبد الله صالح، لمن سماهم السيد بان كي مون الحوثيين في "تقويض عملية الانتقال السياسي في اليمن".. ربما يكون كي مون قد شعر بفشل مهمته ومهمة مبعوثه في مساعدة اليمنيين على حل الأزمة السياسية المستمرة في التفاعل منذ 2011 إلى اليوم، فتهرب من الاعتراف بذلك الفشل، عن طريق الزعم أن الرئيس السابق مشارك للحوثيين في تقويض ما سماه الانتقال السياسي.. ومن المفارقات أن الذين يشكون اليوم مما يسمونه "الانقلاب الحوثي"، يتهمون بنعمر، مبعوث بان كي مون، بأنه هو الذي جعل الطريق سالكا أمام الحوثيين.. ولا قيمة جديدة لتطابق تصريحات بان كي مون، مع بعض مع قيادات أحزاب اللقاء المشترك، حول تضامن أو مشاركة بين الرئيس السابق والحوثيين، لأن هذا الزعم القديم أسقطته العلاقة المضطربة إلى اليوم، بين الرئيس السابق صالح والحوثيين، وتصريحات وخطب قيادات أنصار الله أكدت تلك العلاقة المضطربة، وجاء بيان قيادة المؤتمر وحلفائه أمس الأول ليزكي ما نقول، حيث اعتبر البيان كل الإجراءات التي قام بها أنصار الله غير مشروعة ولا دستورية.. وما يعبر عن حزب المؤتمر الشعبي العام مسطور ومعلن، ويعبر بالتالي عن موقف رئيسه، وموقف رئيس الحزب لم يتعارض ولم يختلف عن موقف حزبه.. إن ما يثير الريبة هو دأبهم على إخراج الرئيس السابق صالح من إطار حزبه، ثم يخصونه بتلك المزاعم، بينما هو ليس منعزل عن الحزب، فإذا كانت لديهم مشكلة مع المؤتمر الشعبي عليهم الإفصاح عنها بوضوح بدلا من اختيار شخصية محددة، يحملونها أخطاءهم وفشلهم..
ندرك أنه ليس بوسعهم الزعم أن المؤتمر الشعبي العام يقوض ما يسمونها عملية الانتقال السياسي، فهم يعرفون أن ذلك مجاف للحقيقة، وضرب من الجنون، وإذا كان الأمر كذلك فلم يخصون رئيس الحزب بتلك المزاعم، وكأنه شخصية منفصلة عن حزبه؟ ويبدو أن الذين دأبوا على استهداف الرئيس صالح بتلك الأسلحة الإعلامية والتقارير المكذوبة، قد استطاعوا ترسيخ تلك المزاعم في ذهن أمين الأمم المتحدة، وعندما يكون رجل، هذا شأنه، عرضة لتلك المؤثرات، فنحن أمام مصيبتين، الأولى أنه يردد نفس مزاعم المؤثرين فيه بلا رشد، والثانية أنه يبني على تلك المزاعم تصريحات تعقد الأزمة اليمنية، بينما مهمة الأمم المتحدة هي مساعدة اليمنيين على تجاوزها.