محمد أنعم - < ليس من باب المصادفة أن يتزامن خروج الرئيس المستقيل هادي من صنعاء بالذكرى الثالثة لانتخابه رئيساً توافقياً لليمن في 21 فبراير 2012م، بالتأكيد فثمة طبخة جرى الإعداد لها على نار هادئة لإعطاء مبررات لتمديد جديد للرئيس هادي بقوة إقليمية ودولية، بعد أن فشلت محاولة التمديد عبر ملحق مسودة مشروع الدستور الذي كان قد تضمن التمديد له لأكثر من خمس سنوات.. ولكن هذه المحاولة فشلت وسقطت مسودة الدستور.
اليوم.. يتداول الناس بسخرية لعبة التمديد للرئيس، وتورط جماعة الاخوان وشركائهم في حبك خيوط هذه المؤامرة التي تكشف عن خبرة وتجربة ومهارة فائقة يمتلكونها في افتعال الأزمات وخداع الجماهير والاحتيال على إرادة الشعب خصوصاً وقد جاءت تصريحات محمد قحطان وبيان الوحدوي الناصري وكذا الاشتراكي والتي أعلنوا فيها تمسكهم بشرعية الرئيس هادي لتؤكد حقيقة المؤامرة، خاصة وهم يدركون أن شرعية هادي تنتهي في 21 فبراير الجاري إذا استعدنا قرار الاستقالة.
ترى لماذا لم تتحدث قيادات المشترك بشكل واضح دون الحاجة إلى مقايضة رأس الوحدة بالتمديد، وهم يعلمون يقيناً أنه حتى داخل أحزابهم لا يجوز التمديد لأي منهم خلافاً لوثائق أحزابهم، فما بالنا والحديث يدور عن تمديد لرئيس الجمهورية وانتهاك للدستور الذي يعد عقداً اجتماعياً لايجوز المساس به.
للأسف أحزاب المشترك تريد أن تعمم الفوضى في كل حياتنا وإلاّ لما تعاملوا مع الثوابت الوطنية والاستحقاقات بأساليب حمقى وصبيانية وكان عليهم ان يتعظوا من دروس أمس القريب.
إن محاولة التمديد للرئيس هادي للمرة الثانية- بعد أن تم التمديد له من قبل مؤتمر الحوار الوطني لمدة عام- من خلال افتعال الأزمات والتهديد بخيارات حرب أهلية أو الانفصال وتزامن ذلك مع إغلاق السفارات ومغادرة الشركات الأجنبية والاستثمارات وتقديمه بصورة المنقذ لليمن، تعد من المحاولات الفاشلة..
ومثلما يقال ان شر البلية ما يضحك فلا عجب أن يتندر البعض على هذا الحال بقولهم إن كل الأزمات حلت على اليمن بما فيها ضرورة افتعال أزمة الرئيس من أجل التمديد دون اعتراض شعبي أو حزبي، فيما يتم تناسي الحديث عن من يخرج اليمن من الأزمة الطاحنة التي يعاني منها منذ 2011م!!
نقول مجدداً إن خروج هادي من صنعاء في تاريخ 21 فبراير بعد حوالى شهر من الإقامة الجبرية يثبت أنه توقيت مدروس كان هدفه تضليل الرأي العام وحصول هادي على تأييد خارجي بدرجة اساسية.
لكننا نثق ان الأشقاء والأصدقاء سيقفون مع الشعب اليمني واحترام إرادته في اختيار من يمثله عبر صناديق الاقتراع، ولن يتم التمديد للرئيس المستقيل على ظهر دبابة.
|