محمد أنعم - التاريخ لن يرحم المؤتمر الشعبي العام وقياداته وحلفاءه، إذا استمر يتعامل مع الأزمة وتبعاتها الكارثية بعقلية الحزب الحاكم ويمدد للآخر بأسلوب المداراة والمهادنة والمراضاة.. ويفيض عواطف وحناناً ورقة وهو يمرر «عصيد» هذا الحزب أو ذاك من الذين يدخلون إلى طاولة الحوار وأياديهم تقطر من دماء الجيش والأمن والأبرياء من أبناء الشعب اليمني المغلوب على أمره.
إذا لم يقيِّم المؤتمر الشعبي تقييماً علمياً وتجربته في الحكم وخلال سنوات الأزمة سلباً وايجاباً فلن ينزاح كابوس الأزمة الجاثم على كاهل الشعب أبداً، لأن المؤتمر سيظل يكرر نفس الاخطاء..
يقولون مجلس رئاسة.. نهرول.. يقولون: تمديد.. نوافق.. يقولون: معرقلين للتسوية والحوار ونحن نحلف يمين «زبيرية» ونتعهد بمزيد من الخضوع.. يرفضون التحضير للانتخابات ونحن «ندعمم».. يعطلون عمل لجنة الانتخابات.. وردنا: ساكت ولا كلمة.. قالوا: مجلس النواب لا يعقد جلساته.. واعطيناهم «فيطوس».. اغرقوا البلاد بالسلاح من هذه الدولة وتلك.. ومايزال المؤتمر يردد كلمات: نحرص.. نتمسك.. نلتزم.... ونطالب رعاة المبادرة..
أربع سنوات ونحن نراجع شطط الإصلاح أو الناصري أو الاشتراكي أو هادي أو غيرهم حول قضايا الحوار.. أربع سنوات ونحن نحاول نفهِّم سفراء الدول العشر بمواقفنا وتعاملنا الصادق من أجل انجاح التسوية ولكن مثلما يقال: «صبّن غرارة»..
نعتقد ان حل الأزمة وإنهاء معاناة الشعب وافشال المخططات التي تستهدف اليمن ووحدته وأمنه واستقراره مرهونة بتبني المؤتمر وحلفائه مواقف سياسية شجاعة تتواكب مع متطلبات حلبة الصراع لوقف هذا العبث والخراب والدمار الفظيع الذي تتعرض له اليمن ومنجزات ثورة 26 سبتمبر و14 أكتوبر و22 مايو 1990م.
< إذا لم يفرض المؤتمر مشروعه الوطني على مستوى الساحة ويتصدى للمشاريع القذرة التي تواجه برفض شعبي، فقد يخذل الشعب الذي يراهن عليه لتحقيق آمال وتطلعات الجماهير في بناء يمن جديد ومستقبل سعيد..
إن المتغيرات التي شهدها الوطن منذ سبتمبر الماضي، توجب على المؤتمر ان يتقدم الصفوف ويناضل للحفاظ على وطن تمزقه سكاكين الغدر من كل اتجاه.. فإذا كان بالأمس قد ضحى بالسلطة من أجل الحفاظ على الوطن ومكاسب الشعب.. فقد آن الأوان ليضحي من أجل الحفاظ على الوطن وهذا أولى ويستحق التضحية.
وهذا مرهون بتغيير أسلوبه في العمل السياسي والتخلص من حالة الزهد عن السلطة.. بمعنى أنه لابد من حشد كل الطاقات في الميدان وتوجيهها من أجل العودة الى السلطة عبر اساليب ديمقراطية.. ولابد أن تدرك القوى السياسية من الساحة أن المؤتمر لا يمكن أن يكون «الرجل المريض» ولن يسمح للأحزاب أن تتقاسم تركته في السلطة، بعد اليوم.. واذا لم يقلب الطاولة على الكل اليوم فلن تكون لديه المقدرة غداً لفعل ذلك.. فالجماهير اليوم تتشبث بالمؤتمر بما في ذلك من طعنوه غدراً من الخلف لأنهم يرون فيه الاطار السياسي المنقذ والحامل لمشروع وطني جامع قادر على سحق كل المشاريع الصغيرة التي بدأت تنهش بقرونها ومخالبها اكباد وأعين اليمنيين.
نقول: إنه من السخرية أن يقبل المؤتمر أن يتساوى بالتمثيل مع حزب الحق أو الناصري مثلاً حتى في الجلوس على طاولة الحوار أو التمثيل في الحكومة أو المجلس الانتقالي أو غيرها.. ومن يعترض على ذلك عليه أن يقبل بالاحتكام لإرادة الشعب.. يكفي الى الآن التعامل مع أعضاء المؤتمر والتحالف كرعايا.
|