الميثاق نت: - شهدت مدينة الحوطة بلحج منذ الجمعة أعمال سلب ونهب للمعسكرات وإدارات الأمن والأمن السياسي في المدينة من قبل عشرات المواطنين بعد أن سيطرت عناصر تنظيم القاعدة او من يطلقون على انفسهم "داعش" عبر بيانات سبق وأن تم توزيعها على المواطنين كانت «الميثاق» قد سلطت الضوء عليها قبل أربعة أعداد عقب تصاعد التوتر الشديد في مدينة عدن، لاسيما مع استمرار الرئيس المستقيل واذرعه تحشيد كافة فصائل العمل المليشياتي، وحتى الجهادية لاستيطان أحياء بأكملها في مدينة عدن ومحافظة لحج، في إطار "حرب غير معلنة" تتجاوز في رسائلها التهديدية لجماعة الحوثي، أو بلوغ مكاسب سياسية، إلى مهددات بنسف البلاد وشرذمتها.
بصمات داعش..
"داعش" وقبل فرارها واختفائها او انهاء دورها في لحج تركت بصماتها في كل منطقة او موقع تمر به.. وقبل ذلك ارتكبت مجزرة لاتقل وحشية عن تلك التي ارتكبتها في صنعاء بحق المصلين والركع السجود في مسجدي بدر والحشوش الجمعة الماضية..
عمليات نهب وتدمير منظم وانتهاك تفضح مزاعم وتدليسات ودجل هادي ولجانه الذي استبق خروج الارهابيون بقولهم انهم سيطروا على المدينة وطردوا عناصر ومسلحي القاعدة الذين تم تحريكهم من "المعاشيق "وغرفة عملياتها ومطابخها في جامعة عدن ومقرات حزب الاصلاح..
وحسب مصادر محلية فإن لحج أصبحت تحت سيطرة الإرهابيين بعد انهيار الوضع الأمني في المدينة عقب خروج أفراد الأمن الخاص (الأمن المركزي سابقاً) من المعسكر وسيطرة لجان هادي عليه..
واكد المصدر أن "لجان هادي" التي تم انشاؤها مؤخراً تمكنوا من الدخول والقيام بأعمال نهب واسعة شملت مختلف أنواع الأسلحة والذخائر والقذائف الصاروخية والأدوات المكتبية والكهربائية والمواد الغذائية.. واشار مواطنون الى ان القوات الامنية من ابناء المحافظة او غيرها لم تستطع السيطرة على الانفلات الأمني، والذي تشهده المحافظة، كما سبق وحذر منه عدد من مسؤولي المحافظة وعلى رأسهم المحافظ احمد عبدالله المجيدي في حديثه للميثاق الاسبوع الفائت، حيث باتت جميع الدوائر الأمنية والعديد من المرافق الحكومية من بينها مكتب المحافظ معرضة للاقتحام والنهب..
وقال شهود عيان إن عددا من جثث الجنود لاتزال منتشرة وملقاة على الأرض وتحديداً من قوات النجدة والأمن الخاصة والتي قاوم عدد منهم اللجان فيما مصادر أخرى تحدث عن استشهاد خمسة جنود من الجيش عقب كمين نصبه مسلحون على الطريق العام لطقم أثناء مروره الجمعة..
وأشارت المصادر إلى انه عند اقتحام مبنى الشرطة في المدينة هرب العشرات من السجناء في السجن الاحتياطي والذين هم على ذمة العديد من القضايا الجنائية بينهم متهمين بقضايا إرهابية..
وكان يوم الخميس شهد أشد مواجهات دموية سقط فيها عشرات القتلى والجرحى في صفوف قوات الأمن الخاصة على أيدي لجان هادي المعززين بعناصر القاعدة وحزب الاصلاح عقب اشتباكات مسلحة جرت أحداثها في ضواحي الحوطة، حيث استمرت الاشتباكات عدة ساعات استخدمت فيها الأسلحة المتوسطة والخفيفة كما تم أعطاب مدرعة وإحراقها أثناء الاشتباكات.
إلى ذلك اختطفت اللجان العشرات من أفراد قوات الأمن الخاصة بينهم ضابط بمنطقة العند عقب فرارهم من عدن.
احتمالية الحرب الشاملة..
وفي أخطر مؤشر على احتمالية قرب اندلاع الحرب سحبت الولايات المتحدة الامريكية قواتها المتمركزة في قاعدة العند بلحج، حيث نقلت طائرة عملاقة الجنود ومعداتهم وغادرت القاعدة الجوية عصر الجمعة إلى جيبوتي.
وتفيد معلومات صحفية أن حامية امريكية كانت تتمركز في قاعدة العند الجوية بلحج حيث تدار من هناك الحرب الجوية على تنظيم القاعدة عبر طائرات "الدراونز".. وتعد خطوة سحب الجنود مؤشرا على قرب انفجار الحرب، كما قال المبعوث الاممي جمال بن عمر الذي غادر هو ايضاً السبت الى السعودية..
ونقلت مصادر متطابقة معلومات تفيد عن تعزيزات من الجيش في المنطقة العسكرية الرابعة تضم دبابات ومدرعات عسكرية وعشرات الجنود المكلفين بمهمة التوجه إلى لحج لدعم لجان هادي واسقاط المعسكرات في ردفان والضالع والعند وغيرها، بعد نهبهم لمعسكرات الجيش، كما شملت أعمال النهب كافة المقرات الحكومية في المدينة، وحسب مصادر بالمحافظة، حيث شملت مبنى المالية والإسكان والغرفة التجارية، ومبنى المحافظة والأمن السياسي والمركزي والشرطة والمجمع القضائي، كما تم نهب البنك المركزي، وقامت اللجان بتفجير خزانة البنك المركزي، وأخذ كل المبالغ المالية، والتي قالت بعض المصادر إنها تقدر بمئات الملايين.
وأصبحت الحوطة مدينة مفتوحة بعد انهيار الوضع الأمني فيها.
تصفية مناطقية..
وقالت مصادر محلية في مدينة الحبيلين بردفان محافظة لحج ان اللواء المرابط في القطاع الغربي لمدينة الحبيلين قد يسلم القطاع للجان بعد مفاوضات تدخل فيها مشائخ وقيادات عسكرية من ردفان من قيادات هادي بعد اختطاف قيادته منذ منتصف شهر فبراير الماضي، 4 ضباط، و8 جنود يتبعون أحد القطاعات العسكرية في محافظة لحج وبعد تعرضه لعدة اعتداءات ممنهجة.
ويعد القطاع الغربي من اكبر المعسكرات التابعة للجيش اليمني في ردفان. وكانت اللجان قد سيطرت على كافة مواقع الجيش في الملاح بردفان والنقاط العسكرية التي تنتشر على الخط الرابط بين مدينة الملاح ومدينة الحبيلين بتواطؤ من قبل هادي وقيادة المنطقة العسكرية الرابعة..
هذا وحذرت مصادر سياسية وعسكرية من مواجهات عنيفة في ظل تواصل الحشود للسيطرة على قاعدة العند.. واعتبرت حشود اللجان يسير وفق خطة لإعادة تمركزها في الحدود الشطرية التي اسقطها الشعب اليمني يوم 22 مايو 1990م.
|