احمد الاهدل - عاصفة الحزم مصطلح لايتفق مع مفاهيم المصطلحات العسكرية ويتعارض ويتصادم مع المفاهيم اللغوية العربية بل خالٍ من الابداع والتصميم اللغوي والاداء العسكري فهو دلالة على هزلية وضعف اصحابه الذين اطلقوه في حالة رعب وقلق وخوف اشد من التسمية نفسها لان العاصفة في المفهوم العسكري يطلق على قوات المشاة الزاحفة ولايطلق على الطيران والغارات الجوية ، أما كلمة الحزم فهي بعيدة من الواقع ولاتتفق ابدا مع الاداء العسكري على الارض فالحزم يجب ان يحمل في مدلولاته جزئية الامر من الآمر للمأمور، والشعب اليمني لا يأتمر بأوامر السعودية، كما ان انصار الله لايتقيدون ولو جزئياً بأمر السلطات السعودية، وبالتالي فالتسمية تتعارض مع المفاهيم اللغوية والاداء العسكري على أرض الواقع..
الهدف من العدوان: ان الاهداف التي يريد العدو تحقيقها من العدوان الغاشم هي:
- تدمير الجيش وسلاحه الذي لم تنفع فيه خطة الهيكلة..
- تدمير البنية التحتية للشعب وتدمير الاقتصاد اليمني..
- تشجيع عناصر القاعدة في اليمن..
- تسليح ودعم العناصر المعادية والمعارضة في اليمن..
- دعم وتشجيع الجميع للاقتتال كما هو الحال في ليبيا..
ليس هناك أوضاع أكثر غموضاً ومثيرة للحيرة والجدل كما هو الحال في اليمن منذ 11 فبراير 2011م..
لن أتطرق إلى ما قبل توقيع المبادرة الخليجية ولكن ما حدث بعدها من تطورات سريعة بقدر ما هي غريبة وبقدر ما هي غامضة ، لقد كنتُ أعتقد الى الامس القريب أن الأقرب إلى الحقيقة هو أن هناك اتفاقاً سرّياً بأن يتمّ التغاضي الدولي عن تمدد أنصار الله لتمكينهم من الإشتباكات والقضاء أو إضعاف القاعدة على خط المثل اليمني القائل: (الحجر ما يكسره إلاّ أخوه) لكن الواقع أثبت غير ذلك وهو ما حدث من تغير مفاجئ في السياسة الخارجية السعودية بعد وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز والذي صادف يوم وفاته وجود وفد من انصار الله في الرياض يتفاوضون مع المخابرات السعودية ويتحاورون في امور يعلمونها جيداً، تلك الوفاة التي انقطع بعدها التواصل بين الطرفين وخرجت الامور عن حدود التفاهم مع السعودية وأمريكا معاً، بل وربما تجاوز الخطوط الحمراء الامريكية التي هي بدورها ذهبت الى زرع الخوف والرعب لدى الدول التي تخشى من المدّ الشيعي لتنصب فخّا ً قاتلاً للسعودية وأنصار الله وأنصار أنصار الله، واستغلّوا في ذلك الشهية المفتوحة الموجودة عند أنصار الله، بعد سقوطهم في حفرة الغرور وذلك من خلال استدراج جماعة أنصار الله إلى مناطق شاسعة ذات مشاعر عدائية أو غير محايدة على الأقل لتتمكن امريكا وخلفاؤها من خلط الاوراق على الجميع بطريقة احترافية لا يشك فيها احد.
أن مايجري في اليمن اليوم - خاصة والعالم العربي عامة هو خلط للأوراق لتكون الحرب بين العرب وإيران وليس بين العرب وإسرائيل فيضربوا عصفورين بحجر ويتخلصون من الكل ويفرضون أمراً واقعاً في القضية الفلسطينية والقبول بما يجودون به على الفلسطينيين ودون نقاش..
ولعل الجميع يتذكر الأسلحة الكيماوية العراقية التي بموجبها تم تدمير العراق! الآن وبنفس السيناريو يتم تدمير اليمن وبنيته التحتية العسكرية عن طريق استخدام أكذوبة الحوثيين، فحتى اللحظة لم يتم استهداف اي تجمع او معسكر للحوثيين، وكل مايتم تدميره هو المقومات العسكرية للمؤسسة العسكرية اليمنية وخصوصاً منظومة الدفاع الجوي وكلية الطيران ومنصات الصواريخ البالستية، التي هي ملك الشعب وجيشه الوطني..
ما سوف يفرضه العدوان
الجميع متضررون في هذه الحرب سواءً السعودية او اليمن ،لأنه كما هو معلوم أنه باستطاعة أي طرف إختيار بدء الحرب وتحديد مكانها ، لكن لا تستطيع أي جهة توقيت إنهائها إلاّ في حالة واحدة يعلمها قادة الجيوش ..
فالمعروف ان العدو بهذه الغارات الجوية يستخدم خطة الاستنزاف المادي للجيش اليمني، بحيث يدفعه بقدر الامكان الى استنزاف الذخيرة ومقدراته المادية والمعنوية ويحدث له حالة يأس واحباط معنوي ونفسي بعد أن يتأكد أنه لم يحقق غرضه من العدوان في الجو، وهذا اولاً اما ثانياً فالقصد من الغارات الجوية ذات العلو المرتفع هو اعاقة الجيش اليمني من تطهير المحافظات الجنوبية من العناصر الارهابية ، ومن ثم تشجيع العناصر المعادية للجيش وانصار الله في تلك المحافظات بالمقاومة وعدم الخضوع والاستسلام ، ولعله بات واضحاً للجميع اختفاء جميع مضاهر المقاومة بعد دخول الجيش وانصار الله عدن، لكنها عاودت الظهور بعد القصف الجوي للعدوان الخليجي الذي اعطاهم دافعاً قوياً للمقاومة من جديد..
وبالتالي فالنقطة الوحيدة التي تمتلكها جماعة أنصار الله في هذه الحرب هي نقل المعركة إلى داخل الحدود السعودية بأسرع وقت ممكن كما حدث عام 2010م وإن كان هذا الخيار أصبح أصعب، لان عملية التركيز على ضرب ألوية الصواريخ بصنعاء والحديدة والعند ، وتدمير الطرق والجسور بين الشمال والجنوب يؤكد من النظرة العسكرية، على نوايا واضحة لشل حركة الجيوش النظامية او أي مجاميع يمكن ان تتحرك من الشمال الى الجنوب وهو مايؤكد بما لايدع مجالاً للشك من أنه يجري الاعداد للدخول بحراً وعمليات انزال جوي لخوض معركة برية، حاسمة لامحالة، وإن كانت المعطيات العسكرية لا تسمح للسعودية بالدخول في حرب برية مع اليمن، الا أن دعم العناصر المعارضة والمجاميع القبلية المسلحة أمرٌ مؤكد، لكي تبدأ تحركاتها من مأرب وشبوة بالسيطرة على المحافظات الجنوبية اولا ومن ثم استكمال المخطط والتوغل في المحافظات الشمالية ، حتى يصلوا صعدة تحت غطاء جوي (طيارات اباتشي) لمحاربة المليشيات الحوثية. ومن ثم اعاده تمكين داعش من السيطرة على اليمن ..
نسأل الله ان ينصر اليمن واهله على كل معتدٍ «وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون»..
> خبير عسكري
|