لقاءات / محمد احمد الكامل - شعور حزين وإحساس مفجوع وأنت تشاهد وطنا يذبح ويقتل ابناؤه وتنتهك سيادته واستقلاليته على يد اخوة باعوا الارض والعرض وسجدوا جهراً للدولار والدينار، بقصف جوي غاشم قاموا به في الساعات الاولى من صباح الخميس الماضي دمروا فيه البيوت على رؤوس ساكنيها وهم نائمون آمنون.. يا للعار.. اخي في العروبة يقتلني وبدعم دولي يذبحني..
رحم موبوء جمعنا.. خانتنا كل الارحام.. ما انت اخي قد جئت سفاحاً وابن حرام.. فدمي يتحلل في الانقاض وبين الموتى والايتام.. سأرسم في كل صباح وطنا مذبوحاً في صدري..
حول العدوان السافر والقصف العشوائي التي قامت به المملكة العربية والسعودية ومن معها الحلفاء المأجورون العشرة على اليمن وعاصمتها صنعاء كان لـ«الميثاق» هذه اللقاءات مع بعض المواطنين في الاحياء التي طالها القصف العدواني.. فإلى الحصيلة..
♢ المواطن حسن الفقيه يقول: ما حدث شيء مفزع ومشهد لن انساه سيظل محفوراً في ذاكرتي حتى اموت يوم ابعث حياً، بداية المآساة كانت عند سماع دوي انفجار هائل بعد الساعة الثانية من صباح الخميس..
مواصلاً بقوله: استيقظت بلا وعي لما يحصل بعد وقوع الانفجار على مقربة من بيتي الذي تحطمت نوافذه وبابه الرئيسي لم ادرك في البداية ما حل ببيتي فقد هرولت مسرعا الى الخارج نحو مصدر الفاجعة لأجد امامي منظراً مخيفاً كتلة نارية كأنها الشمس في اوج قوتها تلتهم البيوت المجاورة بمن فيها من نساء واطفال وشيوخ ورجال.
وأضاف حسن: وفي لحظة إدراك بسيط تذكرت بيتي ومن فيه فعدت لاهثاً لأطمئن على اهل بيتي لاجدهم في حالة ذعر وخوف شديد ولكن لم تحصل لهم اصابات.. متابعاً حديثه: ستبقى حالة الهلع والخوف والضجيج ومشهد الدمار المرعب والذي برز- للافواه الفاغرة والوجوه الشاخصة للحشود التي تجمعت من حدب وصوب حول النار الحارقة- والصبح يتنفس كاشفاً بيوتاً تهدمت وأسراً بكاملها توارت تحت الانقاض - وما زالت - بلا وداع جاثمة على ذاكرتنا الابدية.
وقال حسن : ان من يقوم بهكذا عمل ليس من بني الانسان فهي افعال إجرامية لا شرعية فيها ولا قانون لها وان التاريخ سيحاسب مرتكبيها- حسب تعبيره.
♢ من جهته تحدث المواطن فرج يحيى قائلاً: ان شبح الموت يحلق في اجواء المنطقة وسماء العاصمة عموماً فحجم الدمار هائل والخوف اكثر هولاً.. مبيناً أن الوضع مؤلم ويصعب وصف ما حدث وان الحي بكامله عاش ليلة مرعبة جراء قصف قام به الطيران السعودي ومن معه من التحالف العشري الآثم، موضحاً ان اربع أُسر كاملة دفنوا احياءً بعد أن سوتها القذائف الظالمة بالارض في منطقة بني حوات بصنعاء، بالاضافة الى اسرة محمد المعلم المكونة من احد عشر فرداً والتي نجحوا في انتشال جثة الاب محمد واحدى بناته فقط بينما بقية الأسر الاخرى مازالت تحت الانقاض حتى زيارتنا للمنطقة.. هذا الى جانب الدمار والخراب الحاصل في كثير من مباني ومساكن المواطنين المجاورين للبيوت التي اصابها الصاروخ او القذيفة اصابة مباشرة لتدمرها بمن فيها من مواطنين.. وقال فرج ان حاله من الذعر والهلع لاتزال ظلالها مخيمة على اجواء المنطقة منذ الليلة الماضية شهدت على إثرها المنطقة نزوحاً جماعياً كاسراب الطيور المهاجرة في مواسم الهجرة الجماعية.. وتابع تفاصيل المأساة بمناشدة الطغاة المعتدين تجار الحروب ان يخافوا الله ويتوقفوا فوراً عن ما يقومون به من عدوان سافر.. متجاوزين كل المواثيق الدولية.. موضحاً أن نظرة الاستعلاء في حق هذا الشعب من قبلهم لن تنفعهم ولن تمنع عنهم يوما قريب حين تمرغ وجوههم في التراب مهما كانت قواتهم وعملاؤهم..
واختتم فرج حديثه بمطالبة الجهات المختصة سرعة العمل على انتشال جثث الضحايا من تحت الانقاض..
♢ أما المواطن عبدالله حمود الذي لم يكن يعرف ان عشاء البارحة هو العشاء الاخير له مع أسرته وقوامها خمسة ابناء وزوجة دفنتهم المملكة السعودية أحياء في منزلهم بغارة جوية جبانة والتي شاءت الأقدار عدم تواجد عبدالله حمود وقت حدوثها، عندما رفض في البداية الحديث متشاغلاً بمعاتبة أطلال لوح خشب وبقايا جدران منزله وبإصرار تحدث باقتضاب قائلاً: ماذا اقول قتلة في غفلة.. وهول الصدمة وحالة اللاوعي بمن حوله ترتسم على محياه لدرجة انه لم يعد يدرك كم عدد ابنائه الذين مازالوا تحت الانقاض ولم يسعفه في تذكر ابنائه الا صديق له كان يقف بجواره عند سؤاله عن ذلك.. ليدخل بعد ذلك في حالة صمت عميق وصراع شديد مع اللوح الخشبي ذاته معاقباً اياه لعجزه هو ايضا عن دفع الموت عن اسرته وفلذات أكباده ومنحهم الحياة..
♢ من جهته قال المواطن احمد القطامي: إن العدوان سبب حريقاً هائلاً في تمام الساعة الثانية صباح الخميس في حي بني حوات سبقته ضربة بربع ساعة وقعت على مطار صنعاء المجاور للحي السكني حيث: كنا نائمين في البيت في سلام الله وأمانه وفجأة حصل انفجار داخل المطار في الساعة الثانية صباح الخميس الماضي بعدها بدقائق حصلت ضربة ثانية من طيران العدوان الآثم ولكن هذه المرة على مجموعة من بيوت المواطنين دمرت اكثر من اربعة بيوت بشكل كلي وأزهقت أرواح من ابرياء لاذنب لهم..
وأضاف قائلاً: ان ورشة لسمكرة السيارات مجاورة للبيوت تدمرت واحترقت بما في داخلها من سيارات خاصة بمواطنين مسبباً حريقاً هائلاً يصاحبه اصوات استغاثة وصراخ كبير من سكان الحي.. موضحاً أن البيوت البعيدة نسبياً شهدت اضراراً متفاوتة بحسب بُعدها عن مكان سقوط الصاروخ، كما ان عمارة الحبابي في الجهة المقابلة تدمرت بشكل كبير والمحلات التابعة لمستأجرين في الدور الاول الى جانب مخازن تخص صاحب العمارة الحبابي وكذا اضرار اخرى وقد صاحب ذلك حالة من هلع ورعب بين السكان بشكل عام.. منوهاً ان: المكان الذي تظهر فيه اطلال سيارات متفحمة هي ورشة سمكرة أما المواطن محمد فقال: انه كان يملك باصاً عند السمكري محمد في الورشة وان القدر تعاطف معه لانه اخرج الباص من الورشة قبل العدوان السافر بيوم واحد فقط ولكنه يشعر بالألم لما أصاب ورشة السمكري .
متابعاً: بعد مشاهدتي لما حصل من دمار قمت بالاتصال لأطمئن على السمكري والذي رد انه سليم ولم يكن متواجداً في الورشة في تلك الساعة.
واختتم حديثه قائلاً: إن هذا عمل اجرامي لا يرضاه دين ولا ملة ولا نستطيع ان نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل.
♢ توجهنا الى عمارة الحبابي في الجهه المقابلة للشارع لنعرف روايته عن ما حصل وكيف تعامل مع هذا الاعتداء السافر: كنت نائماً وصحوت فجأة على صوت انفجار شديد واسرعت للبلكونة لأعرف مصدر هذا الصوت المرعب واذ بهالة كبيرة من النار بارتفاع 15 عشر متراً تلتهم بعض البيوت المقابلة لبيتى واضاف ابو علي شعرت بصدمة وبين الغوغائية والانفعال خرج وتجمع هو وبعض الجيران بعد ادراك ماحصل في محاولة انقاذ ما يمكن انقاذه ولكن النار والدمار لم تبق شيئاً للحياة، حيث ان اكثر من خمس بيوت وساكنيها اصبحت انقاضاً والوقود يزيد من قوة النار المرعبة.. فعدت الى البيت لاجد بيتي فيه دمار في الجزء الخاص بالعائلة حيث تكسرت الابواب والنوافذ الى جانب دمار هائل في محلات مطعم وبقالة تابعة لبعض المستاجرين بالاضافة الى مخازن خاصة بي وببعض المستاجرين في الدور الاول من العمارة، مشيراً الى أن حالة الرعب والهلع بين الاهل والمستاجرين.
واختتم حديثه قائلاً: هذا عمل وخصوصاً الاطفال والنساء قد آلمت قلوب الجميع وفيه انتهاك صريح لحقوق الانسان والمواثيق والمعاهدات الدولية مطالبا الجهات المعنية بعمل اللازم والقيام بواجبها في انتشال الضحايا والتخفيف عنهم وتعويض المتضررين في أقرب وقت.
|