موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


189 صحفياً فلسطينياً استشهدوا في غزة - أبو عبيدة يعلن مقتل أسيرة في شمال غزة - زوارق حربية إماراتية في ساحل حضرموت - ارتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 44176 - 17 شهيداً في قصف إسرائيلي على غزة - مجلس النواب يدين الفيتو الأمريكي - المستشار الغفاري يبارك نجاح بطولة العالم للفنون القتالية بمشاركة اليمن - الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة -
مقالات
الثلاثاء, 14-أبريل-2015
الميثاق نت -    محمد علي عناش -
إلى ما قبل أقل من 150 سنة، لم يكن هناك شيء اسمه "السعودية"بل لم يكن هناك شيء اسمه دولة في شبه الجزيرة العربية، باستثناء دولة اليمن في جنوب الجزيرة العربية، رغم كل ما اختزله التاريخ اليمني من صراعات، إلا أن اليمن عرفت معنى الدولة مبكراً وانتظمت في أشكال عدة من الدول والحضارات طوال أكثر من 3000 سنة، أما في اتجاه شمال اليمن فلم يكن هناك سوى قبائل متناثرة على صحراء شاسعة وقاحلة تعيش على الكر والفر والإغارة حتى عهد سعود أمير القبائل النجدية.. في هذه الصحراء الشاسعة الممتدة من شمال اليمن إلى جنوب العراق والأردن،
برز فيها رجلان، الأول هو الأمير سعود يعيش على الإغارة والتقطع والمصاهرة وإخضاع الكثير من القبائل حوله بحد السيف والبندقية، وضمها إليه وتكوين أتباع كثر يدينون له بالولاء والتبعية، فحيناً يحركهم باتجاه جنوب الصحراء لملاقاة الحجاج اليمنيين لسلبهم ونهبهم، ويصل بهم الأمر إلى قتلهم جماعياً وهم عزل من السلاح، كحادثة قتل وإبادة أكثر من 3000 حاج يمني على يد أتباع بن سعود، وفي كل مرة وبعد كل إغارة يعود سعود هذا إلى نجد لينصب خيمة جديدة ويقيم عرساً جديداً، وحيناً حرك أتباعه في اتجاه الشرق حتى يصل إلى قبائل آل الرشيد في الكويت ويمارس فيها ما يمارسه من سلب ونهب وانتهاكات، وحيناً يحركهم في اتجاه الشمال حتى يصل إلى كربلاء ويقوم هو وأتباعه بسلب ونهب زوار الحسين ونهب ما تبرعوا به في العتبات المقدسة، وقيل إنه حتى الأبواب والنوافذ ذات القيمة التاريخية، تفودوها وحملوها إلى نجد، والتاريخ مليئ بالحكايات والروايات عن مغامرات وإغارات بن سعود كهذه الإغارات، وكالعادة بعد كل إغارة يعود إلى نجد لينصب خيمة جديدة ويقيم عرساً جديداً..
أما بالنسبة للرجل الثاني في هذه الصحراء الشاسعة، فكان شيخ دين يقيم في الدرعية اسمه محمد بن عبدالوهاب، ينشر دعوته ويرسل دعاته إلى كل الأصقاع للتبشير بها، والتي تقوم على محاربة البدع وتكفير الفرق الدينية الأخرى، وتدعو الناس للاقتداء بالسلف الصالح وجرهم للعيش في القرون الثلاثة الأولى، باعتبارها خير القرون، ومن بعدها أصبح الدين غريباً، وهو المجدد الذي سيصلح حال الأمة بما صلح السلف.. لم تمر الدولة السعودية مروراً طبيعياً في نشأتها كما هو معروف بتكون الدول ونشأتها، من اندماج مجموعة من القبائل في كيان واحد، وفقا لخياراتها ورغبتها وإرادتها الطوعية في الانتقال من حالة القبيلة إلى وضع الدولة، وهو ما يسمى بالعقد الاجتماعي الذي بموجبه تتشكل هيئة الحكم بانتخاب طوعي من المحكومين، وإنما نشأت بالتمدد والتوسع وبإخضاع القبائل واستقطابها لممارسة الإغارات والسلب والنهب وتوزيع الغنائم، ولذا سميت السعودية باسم "سعود"وتوارث حكمها أسرته من بعده،كما نشأت بناء على الاتفاق التاريخي الذي أبرم في "الدرعية"بين سعود وبين الشيخ محمد بن عبدالوهاب، بموجبه نشأت المملكة السعودية، وتنصيب سعود ملكاً عليها، وممثلاً للسلطة السياسية فيها، المستمدة دستورها وقوانينها من مبادئ وأصول "الوهابية" والشيخ بن عبدالوهاب ممثلاً للسلطة الدينية التي تمنح الملك وسلطته العصمة الإلهية وتوريثها لأفراد أسرته، وحرية التصرف في الحكم وشئون البلاد، مادام محافظاً على دستور المملكة، وملتزما بمبادئ الدعوة ومتعهداً بتطبيقها ونشرها في جميع الأصقاع..
واقع الحال حينها يحكي أنه تم تنصيب ملك على رمال وصحراء شاسعة قاحلة، لذا لم يتصرف ملك الرمال كرئيس دولة أوملك مملكة، وإنما استمر كزعيم عصابة، يتوسع بالقوة ويمارس الإغارات ويفرض الضرائب الباهظة، وينتظر موسم الحج بفارغ الصبر ليفرض الإتاوات والرسوم الكبيرة على الحجاج، في نفس الوقت الذي كان خادماً أميناً للدعوة الوهابية التي تجيز له ذلك ، ومنفذاً لأحكامها الفقهية والشرعية في الصلب والجلد والتعزير وضرب الرقاب بحدالسيف.. الدعوة الوهابية السلفية التي نشأت في بيئة صحراوية قاحلة، انتشرت بشكل مذهل وتمددت المملكة بحد السيف والبندقية على يد ملك الرمال، الأمر الذي أفزع والي مصر محمد علي باشا ودفعه الى التحرك للقضاء على بن سعود والدعوة الوهابية، فأرسل جيوشه النظامية التي تمكنت من سحق أتباع بن سعود ملك الرمال وفراره إلى الدرعية، ولولا عودة هذه الجيوش فجأة إلى مصر، لكان تم القضاء على ملك الرمال وبن عبدالوهاب في وقت واحد.. غير أن الوهابية كانت قد انتشرت في زمن قياسي شرقاً وغرباً، وخاصة في الهند وباكستان وأفغانستان وغيرها، وتوطنت في هذه المناطق، محدثة فيها انقلابات اجتماعية وتحولات ثقافية خطيرة، متعصبة ومشدودة إلى الماضي وتاريخ السلف، وانتعشت في هذه المجتمعات الجمعيات والجماعات والأحزاب والمذاهب الدينية ذات المزاج العالي في التطرف والتشدد، ومن سلالتها جاء حكمتيار وأبوسياف وطالبان وأنصار السنة، حتى الأب الروحي لسيد قطب أبو الأعلى المودودي جاء من هناك حاملاً هذه الجينات الدينية المتطرفة ذات الأصول الوهابية، ولاغرابة أيضاً أنه بعد عدة قرون أخذت هذه المناطق ترسل بشبابها ذوي اللحى الطويلة للجهاد في بلداننا العربية، وهدايتنا وتكفيرنا وأخيراً ذبحنا وتفخيخنا، هذا هو الإسلام الذي أسماه هويدي بالإسلام الأصفر الذي ارتد إلينا بهذا الشكل، لأننا نقلناه إلى هناك وزرعناه بشكل خاطئ ومجافٍ لروح الإسلام الحنيف، ولذا كانت أول عملية تفخيخ، للعقل العربي في القرن الثامن عشر في منطقة الدرعية في السعودية، وكان الدماغ المفخخ حينها، هو دماغ محمد بن عبدالوهاب وخبير التفخيخ هو مستر "هانفر" والنتيجة بعد قرنين من الزمان هو أمة مفخخة مدن الداخل.. استمر ملك الرمال يصول ويجول في صحراء شاسعة، جابياً ومتوسعاً وحامياً للدعوة، وينصب خيام أعراسه وزيجاته التي لم تنتهِ، وقيل إنها بلغت المائة، وكذلك فعل ملك الرمال الابن، ثم ملك الرمال الحفيد في ثلاثينيات القرن الماضي، والذي وجد نفسه ورعاياه، يخيمون على بحيرة من النفط، ولم تمض سوى بضعة سنوات، حتى تغير كل شيء فجأة بشكل غير طبيعي، وانتقل الأعرابي من الخيمة إلى داخل القصر ومن فوق الحمار إلى فوق السيارة آخر موديل، ومن رحلة الصيد في البادية إلى رحلة استجمام في باريس ولندن، تغير كل شيء بشكل فجائي، غير أن تدفق النفط لم يتدفق معه تحضر في الدماغ المفخخ والوجدان الصحراوي، فملك الرمال استمر حامياً لبيضة الدعوة واستمر في ممارسات أسلافه، في التوسع والإغارات، وهذه المرة في شراء الأتباع والعملاء خارج حدود مملكته وخاصة في اليمن..
ولذا وقفت هذه الدولة السعودية الطارئة في التاريخ، ضدالثورة اليمنية وضد الجمهورية، ودعمت القوى الملكية المناهضة وجندت إلى جانبها المرتزقة من الخبراء لتدريبها والقتال معها كما تعمل اليوم في تجنيد المرتزقة لشن العدوان على الشعب اليمني.. ملك الرمال الذي منحته الطبيعة فجأة ثروة هائلة ، لم يوظفها التوظيف الأمثل في دعم الشعوب العربية الفقيرة، أو دعم أي مشروع حضاري يخدم الأمة العربية والإسلامية ويرتقي بها علمياً ومعرفياً وديمقراطياً، وإنما وظفها في استقطاب العملاء والأذناب، وفي محاربة كل المشاريع النهضوية بدءاً من المشروع العربي القومي الناصري تحت قيادة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر الذي صنف دول الخليج وفي مقدمتها السعودية بالرجعية العربية، كما وظفتها في استقطاب العمالات من مختلف البلدان العربية، وتلقيحها بفكر وهابي متخلف ومتطرف، لتعود إلى بلدانها محملة بجينات وهابية متطرفة من سلالتها جرجرت جميع الجماعات الإرهابية المتمسلفة، وظل ملك الرمال لعقود عدة، رأسماله آبار نفط تتدفق بغزارة يجهل قيمتها وتوظيفها، ووهابية متخلفة يعمل على تصديرها إلى كل الشعوب، عُرفت فيما بعد بثقافة "البتروإسلام".
ولقد تجلت الصورة على حقيقتها عن تورط السعودية في دعم الإرهاب وإنتاجه، عقب أحداث 11 سبتمبر 2001م عندما اكتظ سجن غوانتانامو بالآلاف من الإرهابيين معظمهم سعوديون تم اعتقالهم في أفغانستان وباكستان، كما أن أكثرالمعتقلين في السجون العراقية على خلفية الإرهاب هم سعوديون وأكثر العمليات الإرهابية في العراق نفذها سعوديون، وعندما تفجرت أحداث ثورات الربيع العربي في2011م والتي بدأت بمطالب الإصلاحات السياسية والتداول السلمي للسلطة.
لم تكن السعودية واختها قطر تيمتلكان مشروعاً نهضوياً ديمقراطياً لانتشال هذه الثورات وقيادتها إلى شاطئ التغييرالآمن، وإنما تمتلكان مشروعاً رجعياً ودستوراً من أسوأ الدساتير في العالم، لذا دعمت الجماعات الإرهابية من سلالة الوهابية، في سوريا وليبيا واليمن والعراق، كجبهة النصرة وداعش، فكان أكثر المقاتلين في صفوف جبهة النصرة بسوريا هم سعوديون وقُدّر عددهم بأكثر من اثني عشر الف إرهابي سعودي، كما اكتظت السجون اليمنية بالكثير من السعوديين والكثير من أولاد المغتربين في السعودية كانوا يقاتلون في صفوف تنظيم القاعدة في أكثر من محافظة يمنية، حتى منفذي العملية الإرهابية في مستشفى مجمع الدفاع هم أيضا من الجنسية السعودية.
مما سبق يتضح جلياً أن السعودية لاتصدر النفط فقط، بل أيضاً يتوازى معه تصدير الإرهاب والإرهابيين، النفط لإقامة العلاقات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية مع الشعوب في إطار البنية الفوقية للسياسة السعودية، أما في إطار البنية التحتية فإنها تقيم علاقات اجتماعية عبر تصدير الوهابية التكفيرية التي تعمل على تخصيب البيئات الاجتماعية والثقافية لإنتاج التطرف والإرهاب عابر القارات.. لم تكن شائعة عندما توفيت أكثر من عشرين فتاة سعودية نتيجة حريق شب في إحدى مدارس البنات في السعودية.
والسبب أن جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر منعت المواطنين الذين تجمعوا هناك من الدخول لإنقاذهن، والعذر أنهم غير ذي محارم للفتيات، هي حادثة حقيقية ومشهورة، ولم تكن إشاعة بل حقيقة أن قامت هذه الجماعة بإلزام وزارتي الثقافة والإعلام، بإلغاء وحذف كلمة "الحداثة" في كل ما ينشر ويطبع، ولذا لاغرابة في هذه البيئة المفخحة، أن أقصى حق تطالب به الفتاة السعودية، هو إعطاؤها حق تصريح قيادة السيارة، لأن دستور ملك الرمال يتضمن مادة تحظرعليها هذا الحق، ومع ذلك فإن دولة ملك الرمال تدعم الجماعات الإرهابية لإسقاط الإنظمة العربية، باسم الديمقراطية..
في خضم أحداث وفوضى ثورات الربيع العربي والسعودية واختها قطر بالطبع لايمتلكان مشروعاً عصرياً فرأسمالهما نفط ووهابية، ولذا ظهر تنظيم "داعش" بشكل مفاجئ ومذهل، والكثير من فروع القاعدة أعلنت الولاء والبيعة لأبي بكر البغدادي أمير المؤمنين في القرن الواحد والعشرين، لا فرق بين القاعدة وداعش حتى بوكوحرام، فكلها تحمل جينات واحدة اسمها الوهابية، غير أن داعش نشأ كثمرة من ثمار الشحن والتحريض الطائفي والمذهبي،الذي مارسته السعودية وقطر تحت غطاءالثورة والمعارضة، وحظي بدعم وتمويل كبير من هاتين الدولتين، فتم توليد داعش في سوريا والعراق وليبيا والذي انضمت إليه الكثير من الجماعات الدينية الإرهابية كلها من سلالة الوهابية، نفس السيناريو ينفذ اليوم لتكوين داعش اليمن، عبر الشحن الطائفي والمناطقي الحاد، خاصة بعد سقوط أدواتها العسكرية والقبلية، لمواجهة فوبيا التمدد الشيعي الإيراني، واستنفار القبائل تحت قيادة القاعدة، في البيضاء ومأرب والجوف وشبوة وتحالف قبائل حضرموت بالإضافة إلى مرتزقة هادي.
وعندما ضربت أدواتها هذه في أكثرمن مكان، تدخل ملك الرمال وداعش لشن العدوان البربري السافر الذي يستهدف الأبرياء وتدمير البنية التحتية العسكرية والاقتصادية، وإنعاش تنظيم داعش ورفع معنوياته، واستئجار مرتزقة في الداخل لتزييف حقائق هذه الحرب.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)