موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - 6364 مهاجر أفريقي وصلوا اليمن في شهر - الرئيس/ علي ناصر يعزّي بوفاة النائب البرلماني الدكتور عبدالباري دغيش - تدشين خطة الانتشار الإسعافي على الطرق السريعة - النواب يجدد الثقة بالإجماع لهيئة رئاسته لفترة قادمة - صنعاء: انطلاق حملة للتبرع لمرضى الثلاسيميا - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 43 ألفاً و799 - مع غزة ولبنان.. مسيرة مليونية بصنعاء -
مقالات
الميثاق نت -

الإثنين, 20-أبريل-2015
بقلم/ عبده محمد الجندي -
< العواصف لا تخلف سوى الكوارث وما تنطوي عليه من الفوضى الناتجة عن الخراب والدمار والارهاب والإبادة الجماعية، ومعنى ذلك أن الحزم الذي يقصد به إعادة النظام وسيادة القانون يتناقض مع ما قبله من مصطلح العاصفة من حيث المعنى والدلالة السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية.. الخ..
ولعل القيادات اليمنية والسعودية التي اختارت هذه التسمية المرعبة لم تكن تجهل المعنى المخيف لهذه التسمية المثقلة بالحقد والكراهية للشعب اليمني بكل تكويناته الأسرية والعشائرية والقبلية وبكل مكوناته السياسية والاجتماعية والمذهبية والمهنية ولا تتمنى له سوى الإبادة الجماعية..
لأن ما يبدأ بالعواصف لا يخلف سوى الطغيان الذي لا ينتج عنه سوى الدماء والدمار والخراب والفوضى.

أقول ذلك وأقصد به أن هذه العاصفة المجنونة لم تكن تستمد قوتها التدميرية من قوة الرياح بقدر ما تستمدها من القوة التدميرية لأحدث أنواع الطائرات القاذفة للصواريخ والقنابل الذكية المميتة، وكما تكون المقدمات تكون النتائج المعبرة عن النوايا الظاهرة والمستترة القاتلة لحق الشعوب في الحياة والحرية والاستقلال والسيادة والكرامة، لا لشيء إلا لأنها تمتلك من الطموحات والتطلعات الديمقراطية القائمة على التعددية السياسية والحزبية والتداول السلمي للسلطة وحرية الصحافة وحقوق الانسان ما لا تقبل به الدول والأنظمة الملكية المستبدة التي تحكم شعوبها بالحديد والنار لاسيما وأن هذا التطاول يصدر عن شعوب فقيرة مجاورة لشعوب غنية تحاول التغلب على فقرها من خلال إخضاع ما لديها من السلطات والثروات للديمقراطية والعدالة الموجبة للشراكة الوطنية صاحبة المصلحة الحقيقية في الملكية المقدسة للسلطة والثروة.
ربما لأن فقر الشعب اليمني يجعله أكثر من شعوبكم المحرومة من السلطة حرصاً على المساواة والشراكة والعدالة.
يتحدثون عن شرعية سياسية تضع مصلحة الفرد فوق مصلحة الشعب رغم علمهم المسبق أنه لم يكن قد صعد الى موقع الرئاسة بشرعية انتخابية تنافسية بقدر ما وصفته قوى إقليمية ودولية بشرعية توافقية بموجب المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة ولفترة زمنية محددة وغير قابلة للتمديد مرة ثانية فراح يبحث لنفسه عن عداوات وخصومات مع كافة القوى السياسية بصورة أفقدته المعنى الذي وجد من أجله كرئيس متوافق عليه من جميع الأحزاب والتنظيمات السياسية الموقعة على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة بعد ان كشف عن سياسة منحازة لذاته زجت القوى السياسية في سلسلة من الصراعات والحروب الدامية والمدمرة لوحدة اليمن وأمنه واستقراره الى درجة أصبح يخلط فيها بين الولاء للشعب وقواه السياسية المتعددة وبين الولاء المطلق لنفسه أولاً، وللدول الراعية للتسوية السياسية ثانياً من باب الطمع في الحصول على تأييدها المطلق في تمديد فترته الزمنية مرات عدة الى ما لا نهاية بعد أن وجدت فيه ما هي بحاجة اليه من التبعية والعمالة التي تنظر لها الجماهير من زاوية الخيانة.
وتلك حقيقة لا يمكنكم المجادلة فيها وأنتم خير من يدرك ما تنطوي عليه التهمة أمام الشعوب من خطورة.
أعود فأقول إنه وإن كان قد استطاع تحت مبرر عدم تنفيذ المهام المنصوص عليها في المبادرة الحصول على إضافة سنة زمنية لمدته السابقة من قبل المكونات الممثلة في مؤتمر الحوار الوطني الا أنه أضاع الإضافة كما أضاع المدة السابقة لها بما انتهجه من سياسات خاطئة جعلت عهده من أسوأ العهود وسياسته من أفسد السياسات لا يتذكر عنها الشعب اليمني سوى الارتهان والعمالة والخيانة، ناهيك عما حدث فيه من الدماء والدمار ازهقت فيه الكثير من الأرواح واهدرت فيه الكثير من الطاقات والامكانات والاموال في مجالات لا تخرج عن نطاق شراء الولاءات والذمم وإضافة فساد الى فساد ومعاناة الى معاناة ونزاعات الى نزاعات أوصلت البلد الى ما وصلت اليه من الصراعات والحروب انتهت بالتوقيع على وثيقة السلم والشراكة الوطنية كبديل للمبادرة الخليجية بصورة جعلت دولكم الخليجية المانحة تحجم عن تقديم أي شكل من أشكال الدعم والمساندة وتصفه على الدوام بالرئيس الفاسد والضعيف والذي وُضع في موقع قيادي أكبر منه بكل المقاييس السياسية والعسكرية والأمنية والاجتماعية والاقتصادية كرئيس جمهورية بحجم اليمن- الأرض والشعب الذي يقدس القيادة الجماعية ولا يقبل بغير القيادات العظيمة والمنتخبة..
أعود فأقول إن المملكة العربية السعودية التي تعرف الأسباب الحقيقية لما وصلت اليه الجمهورية اليمنية في عهد هذا الرئيس الا أنها ما لبثت تبحث لنفسها عن شماعة لتنفيذ هذه العاصفة المجنونة بهدف إعادة اليمن عشرات الأعوام الى الخلف في شتى المجالات.
صحيح أن العدوان قد نجح في تدمير الجزء الكبير من البنى التحتية للدولة اليمنية الا أن العدوان لم يتمكن من تدمير الإرادة اليمنية الرافضة للاستكانة لهذا النوع من الهزيمة على نحو يجبره على الاستسلام والتسليم المطلق بالهزيمة لأن جروحه نازفة ومأساته غير قابلة للنسيان بهذه البساطة المفترضة من قبل المنفذين لهذه العاصفة نظراً لما نتج عنها من نكبة لا حصاد لها سوى الأحزان وما يترتب عليها من الاحقاد والثارات الانتقامية التي يتوارثها الأبناء والأحفاد من الآباء والأجداد جيلاً بعد جيل ما بقيت الحياة على الأرض، لأن المنتصر مهما حقق من نشوة عابرة الا أنه سوف يدفع الثمن لما تراكم عليه من الأوجاع والآلام الناتجة عن القتل والدمار في لحظة اعتزاز بغرور القوة التي تغلب العواطف على العقول، ولو أن العقلاء راجعوا حساباتهم برؤى حاضرة ومستقبلية بعيدة النظر ومستشعرة للمسؤولية لشرعوا على الفور في محاسبة صناع هذه العاصفة الهوجاء بحق أخوتهم في الجوار واخوتهم في العروبة والإسلام، ولشعروا أن المؤيدين والمشجعين لهم هم حفنة من الخونة، الابتعاد عنهم وإغلاق الأبواب بوجوههم أفضل من الاقتراب منهم واحتضانهم، لأن من لا أمانة له على وطنه وشعبه لا إيمان له ولا يستحق أي نوع من الثقة، وكما قال شيخ المجاهدين وإمامهم الأكبر السيد حسن نصر الله في خطابه العظيم الذي وضع فيه النقاط فوق الحروف وكشف المستور بشفافية مثيرة للاعجاب والشجاعة إذا لم يكن الشعب اليمني هو أصل العرب العاربة الذي تفرعت عنه جميع الجداول والهجرات التي تكونت منها الأمة العربية بعربها العاربة وعربها المستعربة.. من هم العرب؟ وما هي أصولهم الضاربة جذورها في أعماق التاريخ قبل وبعد الدين الاسلامي الحنيف الذي غيّر وجه التاريخ وحقق منجزات كأنها المعجزات..
كيف لا، وما يشاهده العالم اليوم من بشاعة عاصفتكم الدامية والمدمرة للحياة والحرية والحق والعدل، أصبح بمثابة دعوة للكراهية التي لا حصاد لها سوى تراكم الأحقاد المحركة للثارات.
نعم.. إن ما يحدث من عواصف الموت عملية تجردت من قيم العروبة والإسلام والإنسانية تدفع الأغلبية الساحقة من أبناء الشعب اليمني العظيم الصامد والصابر بوجه العدوان الى التضحية والتصدي لهذا النوع من الامتهان والاحتقار حتى آخر رجل يمني وامرأة يمنية، مؤمنين بأن الحياة والموت بيد الله سبحانه وتعالى وليست بيد هؤلاء الحكام الذين أصبحت قلوبهم وعقولهم وعواطفهم مسخرة لما يحصلون عليه من الأموال حتى ولو طلب منهم أكل لحوم اخوانهم وأشقائهم اليمنيين في العروبة والاسلام، وكأنهم بلا قيم ولا مبادئ ولا مثل إيمانية تمنعهم من الظلم ومن قتل الإنسان العربي أخاه في العروبة والإسلام.
ما الذي اقترفه الشعب اليمني بزيوده وشوافعه في شماله وجنوبه وفي أحزابه وتنظيماته السياسية وفي منظماته الجماهيرية وفي عشائره وقبائله حتى تستجيزوا لأنفسكم الحق في العدوان عليه بأحدث ما صنعته البشرية من أدوات الموت والقدرة اللامتناهية على الإبادة التي تقوم بها طائرات مجهزة بأحدث أنواع الصواريخ والقنابل الذكية، وقد كان على الدوام يفتح لكم قلبه وعقله، قلبه العامر بالحب وعقله المستعد للتسامح، يعتبركم حصنه الذي لا غنى له عن اللجوء اليه في أوقات الشدائد والمحن لا بل قد أكد أنه مستعد لإعطائكم أفضل ما لديه من القدرات والخبرات العلمية والعملية وتجاوز ذلك الى التخلي عن أفضل ما يمتلكه من الأرض اليمنية التي طلبتم منه أن يتنازل عنها بالاقتناع المبني على الحرص والاستعداد اللامتناهي للتعاون القائم على التكامل والتكافل والتفاعل المثمر والبناء الذي يفتح المجال للإفادة والاستفادة، لا فرق بين أبناء جنوب الجزيرة وأبناء وسط الجزيرة وشمالها رغم علمه وعلمكم أن معاهدة الطائف كانت واحدة من المعاهدات الاسلامية التي أملى فيها المنتصر شروطه على المهزوم.
نعم لقد كان هذا الشعب ومازال حريصاً على تقوية ما بينه وبينكم من روابط المودة وروابط الاخوة والجوار ويعتبركم جزءاً منه ويعتبر نفسه جزءاً منكم.. سلاحه سلاحكم وقوته قوتكم وموارده مواردكم وحاضره حاضركم ومستقبله مستقبلكم، مستعد باستمرار لإقامة أوثق وأفضل العلاقات معكم، مقتنعاً بما لديه من الموارد المحدودة ومكيفاً ظروفه وحاجته على ما لديه من الثراء والغنى فأبيتم إلا أن تجعلوه هدفاً لتجريب ما لديكم من آلات وأدوات القتل.
لقد استخدمتم عليه كل ما في قاموس الكراهية من أساليب غادرة وقوة قاتلة كان الأجدر بكم استخدامها لردع أعداء الأمة لحماية أبناء الشعب العربي الفلسطيني من الاستعمار الاستيطاني الصهيوني الظالم والجبان.
لقد ركنتم الى ما لديكم من فارق القوة العسكرية في اتخاذ القرار الظالم بهذا العدوان البشع وأضفتم اليه عنصر المفاجأة والغدر ولم تحترموا منامه وثقته في غفلته وفي صلاته وجميع أوقاته الموجبة للاحترام، انكم تقتلون الاطفال والنساء والشيوخ والشباب بدون وازع من الرحمة وبدون ذرة من الإنسانية وسط إصرار عجيب على تدمير بنيته التحتية المدنية والعسكرية السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. عدوان غريب ومثير للريبة والحيرة والاستغراب.
هل أصبحتم أوصياء عليه في فرض من ترونهم من حكام لا تتوافر فيهم أبسط المقومات والمؤهلات القيادية التي تمكنهم من الحفاظ على وحدته وأمنه واستقراره والقادرة على حماية قيادته وتحقيق ما يتطلع اليه من الطموحات والأحلام المشروعة التي تؤمّن له قدراً من الحياة السعيدة وقدراً من الرفاهية الممكنة والمتاحة وأبيتم إلا فرض ما رفضه من القيادات المنبوذة في محاولة تستخدمون لها كل ما لديكم من السلاح وكل ما لديكم من الطاقات والامكانات والعلاقات الاقليمية والعربية والدولية وتجاهلتم فرضكم لهذه القيادات الفاشلة والفاسدة والعميلة ونسيتم أنكم بذلك العمل الأرعن تفتحون المجال لمن هو أقوى منكم لكي يتدخل في شؤونكم ويفرض عليكم ما لا تقبلونه من النظم الديمقراطية الليبرالية المعمول بها في العالم.
إن عدم احترامكم لإرادة الشعب اليمني وحقه في اختيار حكامه يفتح المجال للتدخل في شؤونكم.. تعتقدون أن كُتّابكم الذين يتحدثون ليل نهار عن الثوابت في اليمن بحق رئيس ترك السلطة يقصدونكم .. يا من تمارسون هذا النوع من الدكتاتورية القائمة على التوريث التي لم يعد لها وجود في العالم بأسره.. راجعوا حساباتكم وأوضاعكم وسوف تكتشفون بسهولة مغزى ما أظهره الرئيس أوباما من نوايا بقوله انه لا يخاف عليكم من النظام الايراني ولكن يخاف عليكم من أنفسكم ومن شبابكم، الذي تدفعه ممارساتكم القمعية الى التطرف والارهاب الذي يعاني منه العالم.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)