احمد الرمعي - ما يمر به اليمن وما يقاسيه من عدوان غاشم أحرق الأخضر واليابس إنساناً الشهر الماضي ذكرى الـ27 من أبريل.. ذكرى أول انتخابات برلمانية.
في الـ27 من أبريل شهد العالم أجمع لليمنيين بأنهم انتقلوا الى مرحلة فاصلة في حياتهم بإجراء أول انتخابات على أسس تعددية شاركت فيها جميع الأحزاب اليمنية من كافة الاتجاهات السياسية.
واذا كانت ذكرى 27 أبريل قد مرت مرور الكرام بسبب ما تعانيه بلادنا فإن ذكرى اليوم الخالد يوم الـ 22 من مايو 1990م لا يجب أن يمر مرور الكرام.
فقبل 22 مايو 1990م كان وطننا نصف وطن وانساناً نصف انسان بسبب التشطير الذي فرضه على شعبنا ووطننا الأجنبي من خلال تكريسه للنزاع والفرقة والشتات لشعب ظل طوال عمره واحداً موحداً منذ خلق الله الأرض ومن عليها. يوم الـ22 من مايو هو اليوم الذي أعاد فيه اليمنيون للوطن كرامته وعزته.. فيه انتصروا لإرادتهم وشموخهم.. فيه توحد تاريخهم بعد أن كان نصف تاريخ قبل ذلك اليوم المشهود.. لكل ذلك فإن هذا اليوم سيظل محفوراً في قلوب وعقول اليمنيين. قد يتنازل اليمني عن أشياء كثيرة لكن من المستحيل أن يتخلى عن وحدته التي ظل يحلم بها ومن أجلها قامت ثورتا 26 سبتمبر و14 أكتوبر وكانت لحمة الوطن ووحدته من أهم أهداف هاتين الثورتين.
الوحدة بالنسبة لليمن أهم من الماء والهواء من أجلها ضحى آباؤنا بدمائهم الزكية وأرواحهم الطاهرة وواهم من يظن أنه يستطيع إعادة عجلة التاريخ الى الوراء. قد يقول البعض إن هناك بعض الممارسات من هذا الطرف أو ذاك أساءت للوحدة كمنجز تاريخي عظيم وهذا صحيح ولكن العيب ليس في الوحدة بل في هؤلاء الأشخاص الذين لم يتمثلوا المعنى الحقيقي لهذا التحول التاريخي العظيم في حياة شعبنا الأبي.
إن أي ممارسات تستهدف الشعب اليمني ووحدته منبوذة من كل الأطراف لأننا نؤمن ايماناً كاملاً أن دعواتها تلك لا تنم عن قناعة وانما جاءت نتاج ترجمة لأجندات خارجية لا تريد الخير لليمن وأهله.. فعز اليمنيين ورقيهم في وحدتهم.. وشموخهم بها.. وبدونها سيكونون ضعافاً متفرقين تتلاعب بهم الدول وتنتقص منهم. لذلك فنتمنى ألا تنسينا الأحداث التي يمر بها الوطن الاحتفال بهذا اليوم العظيم كما أنستنا ذكرى الـ27 من أبريل.
|