يحيى جمعان الجدري -
يترقب الشارع اليمني في الأفق حلاً سريعاً لوقف العدوان منذ أكثر من أربعين يوماً.. ونظراً لدخول الضمير العالمي في حالة موت سريري بسبب الإفراط والإدمان النفطي الذي وصل الى عدم اكتراثه بإبادة الشعب اليمني بسلاح العدوان السعودي، وأمام أزمة الضمير العالمي صار الشعب اليمني يترقب تحرك ضمائر قوى العدوان لعل وعسى يسمحون بدخول الأغذية والأدوية والمحروقات ومنح هدنة إنسانية ترحم شعباً يحترق بنيران أسلحتهم ليل نهار.
في الكواليس الحرب تولد كل يوم حروباً متعددة بأشكال وألوان مختلفة تطوق حياة اليمنيين من كل مكان.. فلم تعد تقتصر على استخدام الأسلحة المحرمة دولياً، بل لقد هدد العسيري- مساء الخميس- بحروب مختلفة ومدمرة وكأنه لا يعلم بعدد قتلى قصف طائرات بلاده وما تحصده صواريخ البوارج الحربية من أرواح اليمنيين يومياً.
وفي سياق هذه التداعيات عقد وزير الدفاع السعودي- الأربعاء- اجتماعاً مع القيادت الحربية- وفوراً بدأوا بإحراق كل حي في محافظة صعدة، يحدث كل هذا في الوقت الذي دوي الطائرات الحربية السعودية في الغرفة التي يقطنها المبعوث الدولي الجديد اسماعيل ولد الشيخ في الرياض.
وتفيد المعلومات أن قرار السعودية تكثيف عدوانها على اليمن جاء بموافقة من وزير الخارجية الأمريكي الذي عقد جلسات مباحثات مع القيادة السعودية يومي الأربعاء والخميس الماضيين، وأنه لم يكن بمقدور السعودية أن تواصل إبادتها للشعب اليمني لو وجدت تحفظات من الرئيس الفرنسي والذي أعطى إشارة واضحة عن مباركة فرنسا للعدوان ليس باستعداده لبيع طائرات «رافال» وإنما بإعلان استعداد فرنسا للدفاع عن دول الخليج وفي المقدمة السعودية، كما أن حضور الرئيس الفرنسي أعمال القمة التشاورية لقيادة دول مجلس التعاون يعد بمثابة رسالة لمباركة العدوان على اليمن.
هذا وتدور في الكواليس تفاصيل لسيناريوهات عدوانية ضد اليمن ومنها الغزو البري وإشعال صراعات في أكثر من منطقة وتقسيم اليمن الى دويلات تتحكم فيها المليشيات الموالية للخارج على حساب الولاء لليمن.
نُذر هذا الخطر المحدق باليمن يتضح ليس من تخلّي العالم عن الشعب اليمني وإنما في زيارات قيادات من الدول الغربية للرياض وما تحمله من رسائل غير مطمئنة.. وبحسب مراقبين سياسيين أنه لو قاطع مسؤول غربي زيارة السعودية لكانت الرياض فهمت الرسالة وأوقفت عدوانها على اليمن، لكن للأسف ما يحدث بادرة خطيرة ستكون لها عواقب وخيمة على العلاقات الدولية والأمن والسلام الدوليين.
هذه المشاهد القاتمة سببها انعدام التأثير اليمني على الرأي العام الخارجي، وعدم تفعيل القنوات الرسمية مع الخارج، خصوصاً وأن النفط السعودي لا يمكن أن يسقط القيم الغربية بهذه الصورة البشعة.
|