كلمة الميثاق - وحشية الحرب العدوانية التي تشن على اليمن تكمن في أنها لا تخضع لأية قواعد اشتباك، وليس فيها خطوطاً حُمر، رغم المبررات والذرائع والشعارات التي اعتبرها المعتدي السعودي.. فطابعها والشكل الذي اتخذته تناقض الاسباب والدوافع المعلنة والتي يزعم أنها من أجل مصلحة الشعب اليمني، أما الحقيقة المجسدة بنتيجة وقائع يوميات هذه الحرب، والتي باتت تقترب من شهرها الثاني، هي أن الغاية تدمير اليمن وابادة ابنائه ليس فقط بالصواريخ والقنابل التي تقذفها طائرات وبوارج وأدوات ووسائل الحرب الهمجية من الجو والبر والبحر، بل ومن خلال الحصار المصاحب لأدوات الموت المباشر.
وهنا تتضح الصورة، الهمجية، المتجلية في ابشع اشكالها، والمتمثلة بتجرد هذا العدوان من أي التزام قانوني وأخلاقي وانساني وفي مقدمتها تلك التي تضمنتها المواثيق الدولية.. وهكذا من لم يمت من اليمنيين نتيجة الحرب المباشرة، والتي استخدم فيها حتى الأسلحة المحرمة دولياً، بات مهدداً بالموت من الجوع والأمراض والأوبئة التي وصلت الى مستوى مأساوي كارثي يستدعي من العالم وفي مقدمته الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية التابعة لها، والأخرى المعنية بالشأن الانساني، والمطلوب منها القيام بواجبها على نحو متسارع، لا الاكتفاء بالدعوات الخجولة لقوى العدوان من أجل السماح لها للقيام بمهامها والخطوة الصحيحة والصائبة في هذا الاتجاه هو اتخاذ موقف جاد يرتقي الى مستوى هول المأساة الانسانية، التي يرزح تحتها الشعب اليمني الذي لا تنفع معه هدنة لمدة خمسة أيام أو عشرة أيام، أو شهر بل وقف العدوان، باتخاذ قرارات جادة ومسئولة يتم بموجبها رفع الحصار البري والبحري والجوي الشامل، وبما يفتح الطريق لحل سياسي يمني ينتهي في محصلته الى رفع المعاناة الانسانية ويعيد الأمن والاستقرار والسلام الى اليمن، وأي حل خارج هذا السياق فإنه يضع النظام الدولي القائم على المحك، وكذا قدرته على أداء وظيفته ومهامه التي أنشئ من أجلها، في حفظ الأمن والاستقرار العالمي، المبنية على مبادئ وقيم احترام حقوق الانسان، وحق الشعوب في تقرير مصيرها وعدم التدخل في شئوها الداخلية.
|