احمد الرمعي -
< قد تفقد شيئاً عزيزاً عليك .. ابنك، حبيبٌ مقرب منك ولكنك مع الزمن تنساه خاصة إذا عوضت بغيره.. فالزمن كفيلٌ بأن يجعلك تغادر آلامك ومآسيك وهذه هي سنة الله في الكون.
ولكن هناك شيء واحد لا أعتقد أن شخصاً سوياً يستطيع تعويضه.. إنه الوطن.
قد يقول أحدهم ما الذي قدمه لنا هذا الوطن حتى نشعر بكل هذه المأساة كلما أحسسنا مجرد إحساس أن حبه يغادرنا أو حتى يتسرب شك ولو بسيط في جناته.
«بلادٌ ألفناها على كل حالة
وقد يؤلف الشيء الذي
ليس بالحسن
وتستعذب الأرض التي لا هواء بها
ولا ماؤها عذبٌ
ولكنه وطن»
في حضرة وطني أقف شامخاً أبث إليه همي ونجواي.. أشكو له من ظلم ذوي القربى ومن زمن عربي مهين.
إن أكثر ما يشعرك بالأسى والحزن هو جحود وعقوق بعض أبناء هذه البلاد لأمهم اليمن.
نعلم أن هناك ممارسات خاطئة يقوم بها هذا الطرف أو ذاك ولكن كل ذلك ليس بمبرر كافٍ لأن ننهش لحم وطننا ونفض عذريته من أجل أن نثأر من هذا أو ذاك.
لقد غزا هذه الأرض أقوام كثر ولكنهم هزموا واندحروا بإنسان هذه الأرض وجغرافيتها، وللأسف أن كثيراً من أبناء جلدتنا كانوا عوناً للأجنبي الذي لم تكن قدماه تستطيعان أن تطأ هذه الأرض لولا مساندة ضعفاء النفوس من أبناء بلدي.
ولكن ألم يكن حريٌ بهؤلاء أن يتعلموا ممن سبقهم وأن يعوا الدرس البليغ الذي لقنته هذه الأرض جغرافيا وإنساناً للأجنبي مهما كانت قوته.
اليمن بلدٌ طاردٌ للغزاة على مر تاريخه أرضه تلفظهم ولا تتقبلهم لأنهم زبدٌ يذهب جفاء وما يبقى في هذه الأرض هو ما ينفع الناس وسواه زائل وذاهبٌ الى مزبلة التاريخ.