الدكتور علي مطهر العثربي -
< أن يبلغ العدوان الشيطاني أعلى درجات الفجور والارهاب الدموي الذي يمارس ضد اليمن، فذلك منهج القوى التدميرية «الصهيوأمريكية» الطامعة في المزيد من إحكام السيطرة على مقدرات ومقدسات الوطن العربي وممارسة الإذلال والتركيع الذي يفسح الطريق أمام أعداء الإنسانية لتنفيذ رغباتهم الفاجرة ضد الإنسانية، وأن يحاصر إنسان اليمن براً وبحراً وجواً ليموت جوعاً وعطشاً ليصاب بمختلف أنواع الأوبئة الفتاكة التي أحدثها العدوان الشيطاني الذي يقوده نفر من آل سعود فذلك تقرباً من أشقائنا في السعودية والدول العربية الشقيقة المشاركة في العدوان على اليمن الى القوى «الصهيوأمريكية» العالمية لترضى عن حكام تلك الشعوب وضمانة أكيدة أن ولاء تلك الدول المشاركة في تحالف الشيطان ضد اليمن.
إنما هو ولاء مطلق لا رجعة عنه لشيطانهم الأكبر الصهيونية العالمية عدو الإنسانية، وقد قدمت الدول العربية العشر المشاركة في تحالف الشيطان ضد اليمن العديد من القرابين وعلى رأسها القضية الفلسطينية إلاَّ أن القوى «الصهيوأمريكية» لم ترضَ عن حكام تلك الدول وظلت تهدد كيانات تلك الدول وتدبر لهم المكيدة تلو الأخرى رغم الولاء المطلق والخنوع الفاجع الذي يقدمه حكام تلك الدول العربية للقوى «الصهيو أمريكية»، وعلى الرغم من ذلك السفور والعمالة والارتهان المطلق والتجرد الكامل من كل قيم وأواصر الاخوة والدين إلا أن تلك الدول العربية العشر المشاركة في تحالف الشيطان ضد بلد الإيمان والحكمة والفقه تصر إصراراً لا مثيل له على تقديم قرابين الوفاء والإخلاص لقوى الاستكبار والاستعلاء العنصرية العالمية التي أوحت اليهم عبر شياطينها من بني جلدتنا وديننا وعروبتنا أن تلك القوى التي أصبحت في مقام الإله المعبود لا تخشى أحداً من المكونات الجغرافية والبشرية في كوكب الأرض سوى المكون الجغرافي والبشري للجمهورية اليمنية، وقد أدرك الأعراب المنافقون في الدول العربية العشر المشاركة في تحالف الشيطان هذا الهاجس وهذا القلق الذي يؤرق أسيادهم وصناع عروشهم، فتحالفوا على خدمة الأسياد وقالوا هاتوا مخططاتكم ونحن على أتم استعداد لأن نكون أدواتكم لتركيع اليمن وأهلها ظناً منهم أن ذلك سيحقق رضا قوى الاستكبار والاستعلاء العنصري عنهم دون أن يدرك الأعراب أنهم لن يرضوا عنهم مهما أذلوا أنفسهم وشعوبهم ومهما مارسوا العدوان على اليمن وأهلها فإنهم أحقر الناس في نظر أسيادهم.
لقد بلغ تجرد تحالف الشيطان ضد اليمن الواحد والموحد من القيم والقواعد القانونية والأعراف الانسانية مبلغاً خطيراً يشرعن عالمياً للعدوان على الإنسانية ويسجل سابقة خطيرة في العلاقات الدولية وينذر بخطر لا مثيل له على مستقبل الدول في العالم التي تقف أمام هذه الوحشية موقف المتفرج دون أن تحرك ساكناً لإيقاف هذه الوحشية والهمجية التي عاثت في الأرض فساداً دون رادع من ضمير أو نزعة إنسانية تحس بخطر القادم على مستقبل العلاقات السياسية الدولية، ومازال العالم اليوم يتفرج على وحشية وغوغائية وهمجية وارهاب عدوان الدول العربية العشر على اليمن، فعلى مدى شهرين من الفجور والتدمير والتنكيل بالأطفال والنساء والشيوخ والرجال بعد تدمير كل مقومات الحياة في اليمن مازال هذا العدوان الفاجر يلاحق أي مظهر من مظاهر الحياة على الأرض اليمنية ويقتل حتى الحيوانات ويعتدي على التراث والتاريخ وينتقم من الجبال الشاهقة في محاولة بائسة وقذرة لتدمير التراث الإنساني الذي صنعه أحرار اليمن منذ آلاف السنين من الألق والمجد اليماني المتجدد الذي لا يمكن أن يُطفأ نوره الإنساني في هذا التحالف القذر مهما امتلك من أسلحة الدمار الشامل الذي تمده به قوى الاستعلاء والاستكبار العنصرية العالمية أعداء الإنسانية.
إن السكوت على تدمير اليمن وأهلها من العالم الحر سابقة تشرعن لقوى الاستعلاء العنصري في الاعتداء على دول العالم وتدمير لمقومات الحياة الإنسانية تحت حجج واهية، من خلال إقامة أحلاف الغوغاء والفجور التي تتجرد من كل القيم الإنسانية وتتحدى المواثيق والعهود الدولية وتعظم العنصرية والارهاب والفجور ضد الإنسانية جمعاء، ومن أجل ذلك كان على العالم الحر أن يخرج من صمته المريب ليدرك أن تحالف الشيطان ضد اليمن سابقة شديدة الخطورة على مستقبل الحياة الإنسانية، لأنه يشرعن لاستخدام الأسلحة المحرمة دولياً ضد البشر والحجر والشجر وكل من لا يقبل بسياسة الاستعلاء والعنصرية للصهيونية العالمية، ولابد للأمم المتحدة من موقف حازم ضد هذا العدوان الفاجر، وعلى دول العالم الحر أن تكف عن الدعوات الخجولة لدول العدوان من أجل السماح لها بالتحرك للقيام بواجباتها الانسانية، لأن تلك الدعوات الخجولة والمذيلة بعبارات الرجاء لم تعد مجدية مع تحالف الشيطان الذي تمرد وتكبر وتجبر، فبعد أن أنجز مهمة التدمير لمقومات الدولة اليمنية التي كلف بها من قوى الاستعلاء العنصري بدأ الآن يظهر عنصريته هو ويعتدي على التراث الإنساني لإزالة معالم الحضارة الإنسانية التي لا يمتلك شيئاً سوى أنه كان جزءاً من تلك الحياة اليمنية وبات اليوم يتنكر لأصله وصلته بها ومحاولة تقليد قوى الاستعلاء العنصري في الغوغائية والهمجية والعدوان.
إن الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والمنظمات الإنسانية ودول العالم الحر أمام محك عملي تجاه المهام الإنسانية ورفض الدمار الشامل ولكي تجسد المبادئ التي على أساسها ظهرت أمام العالم كأنها معنية تماماً بجرائم العدوان الارهابي للدول العربية العشر المنفذ لمخططات قوى الاستعلاء العنصري المتعلقة بتدمير الوطن العربي والقضاء على الجيوش العربية للحيلولة دون قيام «الولايات المتحدة العربية» المشروع النهضوي العربي الذي يدافع عنه اليمنيون ويسعون الى إخراجه الى حيز الوجود الإنساني، وما لم تقم تلك المنظمات والدول بالواجب الإنساني فإنها تضع نفسها موضع المشارك في العدوان الغادر ضد اليمن.
إن المخطط «الصهيوأمريكي» يهدف الى إيجاد التدمير الشامل لإنسان اليمن الحر، حيث أوكلت مهمة التدمير بأسلحة الدمار الشامل إلى دول التحالف الشيطاني بقيادة نفر من أشقائنا في المملكة العربية السعودية، ولأن تحالف الغدر والعدوان قد فشل فشلاً ذريعاً في تحقيق رغبة قوى الاستعلاء العنصري فإنه يتلقى يومياً المزيد من الإهانات والاتهام بعدم الإخلاص للقوى «الصهيوأمريكية»، ورغم ذلك الإذلال الذي تتلقاه دول تحالف الشيطان ضد اليمن فإن القائمين على العدوان يصرون على تقديم الدماء والاشلاء اليمنية قرباناً لأسيادهم، ومن أجل المزيد من الطاعة العمياء لقوى الاستعلاء العنصري فإن القائمين على تحالف الشيطان يحاولون جر اليمنيين الأحرار إلى حرب أهلية طويلة المدى لكي تحقق رغبة تحالف الشيطان في إرضاء أسيادهم من القوى ا«لصهيوأمريكية»، وقد عقدوا ما أسموه بمؤتمر الرياض وحاولوا إغراء العديد من القيادات والمهرولين صوب النكاية بالوطن اليمني، وقدموا لهم مخرجات جاهزة صيغت بعناية صهيونية عنصرية تؤكد عمق الحقد على اليمن وأهلها، الأمر الذي دفع بالأحرار الذين مازال الوطن في قلوبهم وأفئدتهم وعقولهم وكل جوارحهم الى رفض تلك المخرجات الجاهزة، وعلى إثر ذلك الرفض أظهر الحاقدون من الأعراب الذين قبلوا بالعبودية لغير الله الواحد القهار حقدهم الدفين ضد اليمن وأهلها ومارسوا أشكالاً من الإجراءات التي لا تحترم مكارم الأخلاق ولا تعبر إلاَّ عن حجم الضغينة والرغبة السادية في تحقيق رغبة أعداء الأمة العربية والإسلامية.
إن محاولات جر اليمنيين الأحرار إلى حرب أهلية قد باءت بالفشل الذريع، لأن أحرار اليمن يدركون تمام الإدراك بأن ما خطط له في 2011م كان الهدف منه أن يقاتل اليمنيون بعضهم بعضاً، فعمل المخلصون الذين اعتصموا بحبل الله المتين على إفشال المخطط الإجرامي من خلال تفويت الفرصة على المتربصين باليمن وأهلها، ومازال الأحرار والشرفاء من أبناء اليمن يمنعون الوقوع في مخطط الحرب الأهلية الأمر الذي أصاب دول العدوان الهمجي الغادر على اليمن بعد تجاوز سبعين يوماً من العدوان الهمجي الغادر على اليمن أنها قد وقعت في فخ خطير سينقلب فيه السحر على الساحر وستكتوي بجحيم ناره دول العدوان بدرجة أساسية ولن تفلت أية دولة شاركت في العدوان على اليمن الواحد والموحد، وقد حذرنا الأشقاء من ذلك الفخ الخطير في مواضيع سابقة إلاَّ أنه لا حياة لمن تنادي، فمجانين اليمن الذين سكروا بشعار اسقاط النظام في2011م ومجانين تحالف الشيطان الذين سكروا برغبة تقديم أشلاء أطفال اليمن قرباناً لأسيادهم جميعهم قد أخذهم الغرور وظنوا أنهم أقدر على تركيع الشعب اليمني وتدميره ولم يدركوا بأن الجبال والحجار والرمال والشجر والبحار والجزر ستقاتلهم دفاعاً عن كرامة إنسان اليمن.
إن أمام اليمنيين اليوم بوابة النصر المؤزر مفتوحة ولا تحتاج إلاَّ وحدة الصف وعدم التفريط في تماسك الجبهة الداخلية من خلال نبذ العصبية الجاهلية والحزبية المقيتة والمناطقية المفرقة والانطلاق صوب الالتحام بالجيش اليمني الحر الذي صبر ورابط في سبيل البقاء والكرامة والعزة اليمنية، ولعل الترابط والتلاحم مع الجيش اليمني الواحد الموحد قد بات اليوم السبيل الوحيد الذي ينبغي على كافة القوى الوطنية الموجودة على التراب الوطني المقدس أن تقف خلفه وتطلق الخلافات الجانبية وتدرك أنها أمام مصير وقدر واحد ينبغي معه الوفاء والانتماء لقدسية الولاء الوطني المقدس الذي لا ينسجم بأي حال من الأحوال مع التبعية أياً كان شكلها أو نوعها كالولاء الوطني المقدس الذي هو الصخرة الفولاذية التي ستتحطم عليها كل الولاءات الخارجية والأطماع العدوانية، وأن يجعل اليمنيون عيد وحدتهم الخامس والعشرين عيد الانتصار للإرادة الكلية لليمن الواحد والموحد، وعلى الذين قبلوا على أنفسهم بالتبعية لغير الإرادة اليمنية الحرة التي تستمد قوتها من الخالق جل وعلا أن يدركوا أنهم مهانون ولا قيمة لهم أمام من قدموا أنفسهم لهم كأدوات تدمير الوطن اليمني الواحد، وأن الوطن أغلى وأشرف وأعظم وأكبر من الأطماع الشخصية والأحقاد الأنانية.
إن صرار اليمنيين على البقاء إرادة إلهية لا يمكن أن ينال منها الحاقدون وأعداء الإنسانية، ومن أجل ذلك على أحرار العالم أن يدركوا أن اليمن قد اعتدي عليه من سفهاء القوم ومجانين التسلط والهيمنة العدوانية، وأن اليمنيين كافة صابرون ومرابطون من أجل حماية السيادة الوطنية، لأنهم يعتبرون وحدتهم عنوان شموخهم وعنوان مكارم أخلاقهم، لأنهم لم ولن يتدخلوا في شؤون الغير وأن ربع قرن من الوحدة اليمنية الخالدة علامة مضيئة في درب الوحدة العربية الشاملة، وأن أكبر قوة ردع يمتلكها اليمنيون هي وحدة الجبهة الداخلية باعتبارها الصخرة المانعة والحارسة التي ستتحطم عليها مخططات أعداء الإنسانية وأن النصر القادم حليف أحرار اليمن بإذن الله.