استطلاع / عبدالكريم محمد -
أكد عدد من قيادات منظمات المجتمع المدني والمثقفين والناشطين إن السعودية وحلفاءها وعملاءها في الرياض قد عملوا على تعطيل مشاورات جنيف التي دعت لها ورعتها الأمم المتحدة..
وقالوا في تصريحات لـ«الميثاق»: إن السعودية وغيرها عملوا على افشال المفاوضات قبل انطلاقتها وذلك حينما عملوا على عرقلة وصول وفد المؤتمر الشعبي العام وحلفائه وأنصار الله إلى جنيف . لافتين إلى أن الوفد الذي قدم من الرياض لم يكن ليمتلك قراره وقد ظل يتلقى التعليمات بعرقلة المحادثات وعدم الوصول حتى إلى اتفاق على هدنة إنسانية ، يمكن من خلالها تحسين الوضع الإنساني لأكثر من (20) مليون مواطن يمني هم بحاجة لمساعدات ضرورية . وتطرقوا إلى جملة من المثبطات التي حالت دون انجاح لقاء جنيف ومنها تعنت وفد الرياض وعدم معرفته ما يريد في معظم الأوقات ، نظرا لإرتباطه بجهات وقوى خارجية.. فإلى الحصيلة :
الردفاني: وفد هادي/ الرياض عرقل مؤتمر جنيف لأن أجندته خارجية
في البداية تحدث الأستاذ المناضل حسين أحمد ناصر الردفاني قائلاً: القوى التي لا تريد الخير لليمن سواء أكانت داخلية أم خارجية هي التي عملت كل ما بوسعها على افشال لقاء جنيف، ولا تريد لذلك اللقاء الذي ترعاه الأمم المتحدة أن ينجح ، خاصة وقد فشل فشلاً ذريعاً ما تسميه نفس هذه القوى بمؤتمر الرياض قبل أكثر من شهر والذي كان يمثل هادي والسعودية فقط ولم يمثل الشعب اليمني المكونات السياسية والقوى الحقيقية على الميدان.
وأضاف الردفاني: لقد عول الناس كثيراً على مؤتمر جنيف بأن يخرج بنتائج طيبة يمكن لها أن تحقن الدماء وتوقف العدوان الخارجي الغاشم على الشعب اليمني وتمكن المساعدات الإنسانية من الدخول لليمن لانقاذ ملايين اليمنيين من ضائقتهم المعيشية الصعبة التي فرضت عليهم.
انتظر اليمنيون مؤتمر جنيف على أحر من الجمر وتابعوا عملية عرقلة وصول طائرة وفد المؤتمر والحوثيين إلى جنيف، وبالفعل ادركنا أن هناك توجهاً سعودياً من قبل ما تسمى بحكومة هادي لعرقلة هذا المؤتمر وعدم استغلال هذه الفرصة لحل الأزمة، حيث نصبوا جملة من العراقيل والمطبات التي وضعوها في طريق المتحاورين والأمم المتحدة لأن أجندتهم خارجية ، حتى الاتفاق على هدنة لم يوافق عليها وفد هادي / الرياض، رغم دعوة الأمين العام للأمم المتحدة ومناشدة المنظمات الإنسانية وتحذيراتها المستمرة من عدم الاتفاق على هدنة إنسانية لمدة شهر على أقل تقدير ، لكن- وكما تابعنا تصريحات العديد من أعضاء الوفد المؤتمري والإعلاميين والناشطين- أكدوا فيها أن وفد هادي / الرياض حينما طرحت قضية الهدنة، عملوا على عرقلتها بشتى الوسائل ، بدليل ما قاله الشيخ ياسر العواضي الأمين العام المساعد للمؤتمر عضو الوفد المؤتمري الذي أكد في تغريدة له في تويتر: نريد وقفاً دائماً وهم لا يريدون ونريد حكومة في صنعاء وهم يريدونها في الرياض ، ونريد انسحاباً لجميع المسلحين من المدن، وهم يريدونها تنسحب من مدينة واحدة فقط.
حاتم علي: هناك مخططات لاستكمال تدمير اليمن.. وهادي مجرد كرت بيد آل سعود
من جانبه قال الأديب والكاتب حاتم علي - عضو اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين: الذين لايحملون قيم النبل والشهامة والهوية الوطنية تجدهم دائماً يتصرفون بهذه الطريقة ، أن تكون الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والمدنية الأجنبية تناشد هادي وشلته من المقيمين في الرياض بضرورة التوصل إلى اتفاق يمني - يمني والوصول لنتائج مرضية وعلى الأقل هدنة إنسانية لإنقاذ عشرين مليون يمني معظمهم من الأطفال، من الموت والجوع والذل ومع هذا لم نجد أي تجاوب من قبل وفد سلمان / هادي الذي ذهب إلى جنيف فقط لكي يقوم بشراء حذاء امرأة عديمة الضمير وفاقدة الوطنية والحياء والمروءة، فقط لتقذف به أحد ممثلي الطرف الوطني الآخر خلال مؤتمر صحفي في مبنى الأمم المتحدة ، هذه هي ثقافة وقيم ومشاريع هؤلاء أما الثقافة الوطنية الحقيقية والروح الوطنية فلا وجود لها في أدبيات هؤلاء مطلقاً، ونحن في الحقيقة لا نعول عليهم أبداً وإنما نعول على الشعب اليمني والقوى الوطنية الشريفة والمخلصة لإخراج البلد من هذه الأزمة واسقاط المؤامرة ووضع حد لطابور العملاء .
إن من يتتبع الأحداث والمواقف التي سبقت لقاء جنيف الأخير سيعرف حقيقة توجه تلك القوى في الرياض ، وسيعرف أن عرقلة وفد المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله لأكثر من (48) ساعة وهم عالقون في مطار جيبوتي وبعد ذلك يطيرون لجنيف بعد يوم من تدشين أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون لفعاليات المؤتمر، وكيف كانت تصريحات وفد السعودية/ هادي وكيف تعاملهم وما نوعية الخطاب الذي تروجه وسائلهم الإعلامية في العربية والجزيرة وغيرهما سيكتشف حقيقة توجههم .
المهم الناس كانوا يأملون الاتفاق على الأقل على هدنة إنسانية خلال أيام الشهر الكريم وإجازة عيد الفطر ، وفي هذه الهدنة يتم تزويد البلد وملايين الفقراء والنازحين بالغذاء والدواء وأساسيات الحياة والوقود وكذا عودة كل النازحين وفتح المطارات والموانىء والمعابر البرية ، كي يتنفس الناس الصعداء في وطنهم وكي تحدث الطمأنينة وتعاد بعض من الثقة المفقودة، لكن اتضح بما لا يدع مجالاً للشك أن هادي مجرد كرت بيد السعوديين والقوى التي تدعمهم وأن هناك مخططات يريدون تنفيذها كاملة ، كتركيع الشعب اليمني واستكمال تدمير بنيته ومقدراته وتجويعه والقضاء على تراثه وكل مقومات الحياة فيه .
أحمد قائد: هدفهم من إطالة أمد العدوان على اليمن المزيد من كسب الأموال
إلى ذلك تحدث القيادي التربوي والناشط / أحمد قائد علي حسن قائلاً : هم ارادوا لمؤتمر جنيف أن يفشل مثلما فشل مؤتمرهم الأضحوكة في الرياض الذي صرفوا عليه عشرات الملايين واشتروا عدداً من أصحاب النفوس المريضة القابلة على نفسها الحضور للرياض والظهور بذلك المظهر الرخيص والمبتذل.
وإلى جانب أنهم ارادوا من خلال افشال مؤتمر جنيف الذي دعت له الأمم المتحدة والتي سبق أن دعا له الزعيم علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية السابق - رئيس المؤتمر الشعبسي العام ، ارادوا أن ينتقموا من الشعب اليمني جراء فشلهم الذريع في مؤتمر الرياض وهو في الواقع مؤتمر الريالات السعودي والاستضافة في فنادق الخمسة النجوم وغيرها، لكنهم تناسوا أن لقاء جنيف جاء بدعوة اممية ودعيت له الأطراف السياسية الموجودة على أرض الواقع وليست فقط المقيمة في فنادق الرياض والدوحة والقاهرة واسطنبول وغيرها ، ونسوا أن مؤتمر جنيف برعاية أممية، فيما لقاء الرياض كان برعاية محمد بن سلمان، ونسوا أن الرياض كان وفقاً لأجندة دولة ونظام يشن على بلادنا حرباً ظالمة وبلا هوادة قتلت وجرحت حوالي عشرة آلاف يمني مدني نسبة كبيرة منهم اطفال ، ناهيك عن تدميرها آلاف المساكن وتهجيرها أكثر من مليوني يمني من منازلهم في المدن والقرى، وغير ذلك من الدمار المهول الذي اصاب اليمن وتسبب في تجويع الشعب وحصاره..
ولا ننكر أن هناك نسبة كبيرة من اليمنيين عقدوا آمالاً عراضاً على لقاء جنيف ووصوله لحلول ومنها هدنة إنسانية طويلة المدى يمكن أن يستفيد منها الشعب في الحصول على المساعدات وتطبيب الجرحى وترميم النفوس ووضع معالجات نافعة في الجانب الإنساني ، لكن النتيجة لم تكن أكثر مما ارادته وخططت له السعودية وهو الفشل وإرسال سفهاء لجنيف أمثال المدعوة ذكرى العراسي التي تم شراء موقفها لتقوم بذلك العمل التافه الذي بالفعل قدم ذلك الطرف ومن يرعاه ويدفع له بالصورة الحقيقية التي هو عليها .
ومن خلال متابعتنا لفعاليات لقاء جنيف استقر في وجداننا أن وفد الرياض لا يريدون الحل ولا يهمهم أوضاع الناس، بقدرما يهمهم مواصلة أمد الحرب والتكسب من ورائها، ويعيش من عاش ويموت من مات من اليمنيين.
|