كلمة الميثاق - الشعب اليمني العربي المسلم يتواصل عليه العدوان الإجرامي السعودي الباغي في شهر رمضان الفضيل ويُقصف أبناؤه بصورة أكثر وحشية من الشهور السابقة لهذه الحرب الظالمة والجبانة التي تقترب من يومها المائة، ودماء اليمنيين تزداد غزارة وأعداد الشهداء المدنيين الأبرياء- اطفالاً ونساء وشيوخاً- ترتفع في شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار..
تُقصف المنازل والمساجد والأسواق ليل نهار في أوقات مختارة مرتبطة بالمعاني والمضامين الإيمانية الروحانية لرمضان المبارك، وتدمر البُنى التحتية الاقتصادية والخدمية والتنموية والاستثمارات الخاصة والعامة دون ان يردع المعتدين دين أو مبادئ أو قيم أخلاقية إنسانية.. والأسوأ أن هذه الحرب الهمجية الوحشية تتصدرها وتقودها دولة لطالما نظر إليها اليمنيون أنها جارة وشقيقة كبرى رغم الآلام والأوجاع التي تعرضوا لها.. ورغم التدخل السلبي الممنهج في شؤونهم الداخلية والذي لم يجلب إلاّ كوارث الفتن والصراعات والحروب والإرهاب التي كانت وبالاً على أمنهم واستقرارهم مجهضة آمالهم وتطلعاتهم في التغيير والتطور والتقدم والازدهار..
ويبلغ هذا السلوك ذروته في شن السعودية عدوانها المباشر على شعب عربي مسلم ومسالم منذ 26 مارس الماضي ومازال يواصل وبشراسة ووحشية تزداد بمرور الوقت، ومرجع ذلك فشلها في تحقيق أهدافها المعلنة والحقيقية مع انها استطاعت بمالها النفطي شراء بعض الدول والمنظمات التي تسمى مدنية وإنسانية، وتدّعي انها وُجدت للدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان ولا يُستثنى من هذا الأمم المتحدة..
ويكفي الاشارة في هذا المنحى إلى ما تعرض له وفد المكونات السياسية المشارك في مشاورات جنيف التي دعت إليه المنظمة الدولية، ونحن هنا لا نتحدث عن العراقيل التي صاحبت الترتيب لها ولا الصعوبات التي واجهتها في المقر الأوروبي للأمم المتحدة، فمثل هذا محتمل وأمر طبيعي.. ولكن غير الطبيعي ما تعرضت له الطائرة الأممية التي حملت الوفد اليمني إلى جنيف وصعوبة عودة بعض أعضاء الوفد من مسقط إلى اليمن.
في هذا السياق لم يبالِ وفد المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه وبقية المكونات الوطنية بكل ما تعرضوا له وما واجهوه، كونهم مستعدين للذهاب إلى نهاية العالم وليس إلى جنيف لوقف هذا العدوان على شعب اليمن الصامد الصابر المظلوم المسالم.. ومازال وفد المؤتمر الشعبي العام برئاسة أمينه العام يواصل تحركه الخارجي للالتقاء بالاشقاء والأصدقاء وإطلاعهم على تداعيات العدوان، ويسعى خارجياً باذلاً قصارى جهوده بغية الوصول إلى هذه الغاية- من أجل شعبه ووحدته وأمنه واستقراره- ليعيش حراً عزيزاً على أرضه.
|