علي عمر الصيعري -
والعدوان السعودي الغاشم يقترب من نهايته من دون تحقيق اهدافه غير المعلنة التي رسمها له مغامرون لا يفقهون سوى لغة القتل والدمار ، تتضح لنا جلياً هذه الأهداف يوماً عن يوم.. كنت اشرت إلى هدف أساسي لآل سعود " الجدد " في مقال سابق لي في هذا العمود تمثل في السيطرة على نفط اليمن التي اثبتت الدراسات الجيولوجية أنها قابعة على بحيرة من النفط ، وفي ذات الوقت يتطلع هذا الهدف إلى إيجاد منفذ بحري لنفطهم عبر حضرموت والآيل للنضوب- وفق ما اكدت على تحليلي وثيقة لـ"ويكليكس" قبل شهر، هذا من جهة ومن أخرى يتمثل الهدفان الآخران في تحطيم البنى التحتية لليمن والإنجازات الاقتصادية والنماء المستديم فيها من قاعدة خلق يمن ضعيف تهيمن عليه الآلية الاستغلالية للنظام السعودي ، والهدف الثالث هو نشر وتعزيز هيمنة المذهب الوهابي السلالي في اليمن وعموم الجزيرة العربية والتي تتطلع عن طريقه إلى السيطرة الروحية والثقافية على تلك البلدان.. أما كونها تدافع عن شرعية الرئيس الهارب فهذا مجرد غطاء سياسي لا غير وعذر بات مكشوفاً في لعبتها السياسية .
وقد قدر النظام السعودي حسم نتائج عدوانه في اسبوع أو اسبوعين بما دفع به من آليات قصف شاركته فيه عشر دول مشتراة بالمال وتبادل المصالح إضافة إلى حصار بحري وجوي وبري لم يسبق له في دولة عربية واجهت اعتداءً غاشماً مثل عدوانه ، غير أن الصمود اليمني والإرادة اليمنية قلبت كل حساباته العسكرية وأحالت هذا العدوان إلى هزائم تتجلى للجميع يوماً إثر يوم، الأمر الذي افقده رشده فكثف من قصفه ، وعزز من حصاره ، بل وأرغمه على اعادة النظر في تكتيك الحرب والاكتفاء بحضرموت في نهاية المطاف ، وحتى هذا الأمل لن يناله من حضرموت مهما بذل من محاولات يائسة مصيرها الفشل الذريع .
واليوم ليس امامه سوى خيارين إما أن يقر بفشله ويوقف عدوانه ويعوض ما دمرته طائراته وبوارجه ومدافعه ، وإما أن يتحمل ارتجاعية هذا العدوان ويلفظ انفاسه لينقض عليه اقرب حلفائه ليفتكوا به وفي مقدمتهم حليفته الكبرى الولايات المتحدة الأمريكية.. لقد نسي هذا المعتدي الغاشم إن اليمن مقبرة للغزاة ، وأن كل احلامه ستتحطم على جبالها الشماء ، وأن اليمنيين يعرفون جيداً كيف يحلون مشكلاتهم الداخلية.